نهاد الطويل - النجاح الإخباري - خاص: ساعات قليلة ويعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل عن الوثيقة السياسية الجديدة للحركة بعد عامين من المداولات الداخلية في مؤسسات الحركة بشأن ما ستحمله هذه الوثيقة من تغيرات في مواقف الحركة تجاه عدد من القضايا.

وثمة من يطرح سؤالا يتعلق بتوقيت ازاحة حماس اللثام اليوم عن وثيقتها السياسية الجديدة، وذلك عشية لقاء ترامب بالرئيس محمود عباس، المزمع عقده في الثالث من شهر مايو الجاري.

عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي اكد الاثنين ان المصادفة بين اعلان الوثيقة وزيارة الرئيس قد تثير اسئلة مشروعة.

واستدرك زكي في تصريح لـ"النجاح الاخباري" مضيفا: " أنه لا يوجد اي ربط منطقي للتوقيت عن اطلاق الوثيقة وزيارة الرئيس محمود عباس،خاصة وان المواعيد لا يمكن التنبؤ بها في وسائل الاعلام".

واكد زكي أن موقف حركة فتح من وثيقة حماس الجديدة سيعلن عنه لاحقا بعد الإطلاع على الوثيقة والتشاور مع كافة الاطر القيادية للحركة وما اذا كانت تعطيها نقاطا اكبر لتكون عضوا أساسيا في منظمة التحرير الفلسطينية.

النائب عن "فتح" وعضو المجلس الثوري في الحركة عبد الله عبد الله، توقع أن تكون الوثيقة التي أعدتها "حماس" "ناضجة سياسية وتطور مهم في تفكيرها السياسي".

وأضاف عبد الله في تصريح له "الوثيقة خطوة مهمة رغم أنها جاءت بعد 30 عامًا مما آمنت به فتح وأعلنت عنه في اعلان الدولة الفلسطينية بالجزائر عام 1988م".

ورأى في قبول حركة "حماس" إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967م دون الاعتراف بإسرائيل، "تطور مهم في ادراكها لطبيعة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، والتي تتطلب نضجًا سياسيًا من كافة الأطراف"، مشيرا الى أهمية توقيت الإعلان عن الوثيقة في ظل ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مخاطر.

وذهب المحلل السياسي د.ناجي شراب للقول ان القضية الفلسطينية لا يمكن تتجزأ ولا يمكن ان تنفصل احداثها عن بعضها.

وتابع شراب في اتصال مع "النجاح الاخباري" من قطاع غزة : " في السياسة الفلسطينية لا يمكن ان يكون هناك بديل لبديل فالحالةا السياسية الفلسطينية ليست قاصرة على فتح وحماس رغم قوة تاثير الحركتين."

متساءلا في الوقت ذاته : " لماذا لا يكون اصدار هذه الوثيقة عشية القمة المرتقبة في البيت الابيض لصالح زيارة الرئيس عباس".

ولم يستبعد شراب في هذا الصدد ان تسعى الحركة لفرض نفسها عبر هذه الوثيقة كقوة مؤثرة على الساحة الاقليمية والدولية بمنظور جديد.

 وأَضاف: " بمعنى حماس التي سيقال عنها حركة ارهابية في اسرائيل وامريكيا ستنبذ العنف والارهاب وتقدم نفسها على انها اكثر واقعية واكثر قبولا للوقائع السياسية التي تحكم العالم واهمها نبذ الارهاب والعنف وهذا قد يوظف لصالح الرئيس محمود عباس في مشواره القادم".

وسيعرض اليوم رئيس المكتب السياسي للحركة، من قطر، الوثيقة الجديدة والتي ستشمل المتغيرات السياسية في نهج حركة حماس.

ووفقا للتسريبات التي نشرت مؤخرا فإن الوثيقة "ستحتوي على الإعتراف بحدود فلسطين وهي حدود العام 1967، والإنفصال عن حركة الإخوان المسلمين، وتحديد الصراع مع إسرائيل على أنه صراع مع المحتل وليس صراع مع اليهود".

ويأتي إصدار "حماس" لوثيقتها وفقا لمراقبين في إطار مراجعة الحركة لمواقفها وسياساتها، بعد مرور ثلاثين عاماً على تأسيسها عام 1987، مما يتطلب منها اتخاذ مواقف جديدة تختلف عما أعلنته منذ تلك المرحلة، خاصة وأن "حماس" باتت حركة فاعلة في المشهد المحليّ والإقليمي، وهذا قد يفرض عليها ترجمة هذا الدور السياسي إلى رؤية تتسم بالواقعيّة السياسيّة.

وكما هو الحال بالنسبة للكثير فإن إسرائيل تترقب وستتابع ميثاق حماس الجديد.