رام الله - النجاح الإخباري -  أطلقت مؤسسة عبد المحسن القطان، مساء اليوم السبت، مشروع "أصداء من التضامن"، الذي يسلط الضوء على الأشكال المختلفة التي آل إليها التضامن مع النضال الفلسطيني محلياً وعالمياً.

وأوضح المركز في بيان له، أن المشروع جاء كفكرة تبلورت بعد انطلاق النسخة الرابعة من مهرجان قلنديا الدولي للفنون عام 2018، حيثُ اتخذ المهرجان، وقتها مُصطلح "التضامن" شعاراً له، واشتركت المؤسسات الثقافية في فحص ماهية التضامن مع الشعب والقضية الفلسطينية من الماضي وحتى اللحظة، ومن هنا برزت الحاجة إلى فهمٍ أعمق للتجليات السياسية والاجتماعية والثقافية لمفهوم التضامن داخل فلسطين وخارجها.

وكانت مؤسسة عبد المحسن القطان قد بدأت العمل على المفهوم قبل 4 سنوات، تبلورت خلالها فكرة المشروع ومراحله، بالشكل الأكثر وضوحاً، واستهدفت العمل قبل 4 سنوات مجموعةً من الباحثين والفنانين والمؤسسات الثقافية، الذين عملوا جميعاً على سلسلة من الأبحاث والمناقشات، وأنتجوا مجموعة من الحواريات والكتب، ومعرض هو أول ثمار هذا الجهد الجماعي، ويستمر حتى نهاية شباط/فبراير 2023.

 وفي كلمة الافتتاح للمرحلة الأولى من المشروع، عبر رئيس مجلس الأمناء في المؤسسة عمر القطان، عن أهمية الحقل الثقافي فلسطينياً، حيث استطاع إثبات أثره على مر الأعوام، لولا مجموعةٍ من العوامل التي ألمّت به حديثاً.

وتابع: "شكّل الحقل الثقافي الفلسطيني، حاضنةً للهوية الفلسطينية والعمل النضالي الفلسطيني، واستطاع أن يجمع الشتات الفلسطيني، ويقدم القضية الفلسطينية على منابر دولية، معززةً دوائر التضامن السياسي والإنساني مع الشعب الفلسطيني وقضيته، وقد شهد القطاع الثقافي الفلسطيني، في الفترة الأخيرة، جُملةً من الهجمات وحوادث الاعتداء على القطاع الثقافي الفلسطيني والناشطين فيه، تخللها عنف جسدي ولفظي، وتهديد صريح طال عاملين وناشطين ثقافيين وفنانين ومؤسسات ثقافية متعددة، وصل حدّ إلغاء عدد من الفعاليات والأنشطة".

ولفت القطان إلى أنه في ظل هذا الوضع الحرج الذي يمر به الحقل الثقافي الفلسطيني، يأتي مشروع "أصداء من التضامن"، ليتحقق من مفهوم التضامن مع النضال الفلسطيني، وتمثّلاته السياسية والاجتماعية والثقافية داخل فلسطين وخارجها.

بدوره، قال مدير البرنامج العام في مؤسسة عبد المحسن القطان؛ والقيِّم الرئيس للمعرض يزيد عناني: "بعد أن جمعنا كل المواد المتعلقة بمفهوم التضامن مع المؤسسات الشريكة، قررنا أن نبلور الفكرة لمشروعٍ يرتكز على 3 مخرجات، أولها معرض مسح اللا تضامن، الذي يرتكز على تفحص (عدم) التضامن اليوم مع المشروع الثقافي المحلي، حيث يحاول الفنانون في المعرض، من خلال أعمالهم، استكشاف الأسباب خلف اللاتضامن بين القطاع الثقافي، والـلاتوحد الذي أدى إلى تشكيل حاضرنا الحالي. لذلك، كان مهما أن ندعو القطاع الثقافي الفني لهذا المعرض الذي يعمل عمل المرآة، فيعكس صورنا ويضعنا أمام أنفسنا لنرى الإشكاليات التي يعانيها القطاع، وبالتالي فالمعرض بمثابة مصارحة ونقد ذاتي للمشروع الثقافي".

وأضاف، ان "المخرج الثاني جاء بعنوان "أصوات مائجة"، وهو نوع من أنواع البحث الأرشيفي، حيث قامت مجموعة من الباحثين من الوطن العربي، بجمع مواد حول التضامن مع القضية الفلسطينية، اتخذت هذه المواد صوراً ولوحاتٍ وأعمالاً فنية، كانت جزءاً من معارض عالمية في أوروبا الشرقية أو أمريكا اللاتينية، للتضامن مع الشعب الفلسطيني".

 وتابع عناني: "في نهاية المطاف، جمعنا كل هذه المواد، وقدمناها لمجموعة من الفنانين الذين حولوها إلى مواد مكتوبة أو مقطوعاتٍ موسيقية، تحاول، في جوهرها، الربط بين تاريخ التضامن الذي كان قوياً مع القضية الفلسطينية في الماضي، والحاضر الذي يتسم بالضعف العالمي، وتحوله إلى تضامن بين الشعوب، ومعنى ذلك أن ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، شهدت قضية فلسطينية سياسية، حين كان العالم يقوم بالضغط السياسي لتحرير فلسطين، بينما هي اليوم قضية شعوب محملة على الأشكال والتنظيمات المجتمعية المختلفة في دول العالم كله، وبناءً على هذا البحث الأرشيفي، سنُطلق حفلاً موسيقياً نعرض فيه إنتاجات الموسيقيين والفنانين بالصوت والكلمة".

وأكد أن كل مرحلة تستهدف فئات مختلفة من الجمهور، فمثلاً سيؤسس المعرض لوجود غرفة تحمل اسم "صالون التضامن"، وهي تشبه الصالونات السياسية القديمة، وستنفذ فيها مجموعة من الفعاليات التي تعمل على تحويل كل المواد المعرفية التي أُنتجت، لفعاليات ونشاطات تناسب الأطفال وطلاب الجامعات، والعائلات، كما أن الحفل الموسيقي سيستهدف كل الشباب المنتمين لعالم الفن والثقافة، وفي الوقت ذاته، فإن الأكاديميين والباحثين المهتمين بالعمل مع المؤسسات في تشيلي وباكستان وجنوب أفريقيا، سيستفيدون من المرحلة البحثية التي تحمل اسم "سؤال فلسطين"، وسيستفيدون من المواد التي ستُعرض فيها".