شبكة النجاح الإعلامية - منال الزعبي - النجاح الإخباري - بالعلم تبنى الأمم، وتستنهض الهمم رسالة تبنتها جمعية PSSF ، التي آمنت في الطلبة الفلسطينيين وطموحاتهم وقدرتهم على التأثير في مجتمعهم وإحداث التغيير نحو الأفضل متسلحين بالعلم كأقوى وسيلة للدفاع عن الأرض والوطن.

تحت شعار" We can take care of our own" نظمت جامعة القدس أبو ديس فعاليات المؤتمر السنوي الأول لجمعية صندوق الطالب الفلسطيني في أمريكا PSSF أمس الجمعة، بحضور رئيس وأعضاء الصندوق ورؤساء الجامعات الفلسطينية المستفيدة من المنح ومجموعة من الأكاديميين والطلبة.

مؤتمر سلط الضوء على جمعية PSSF المانحة والتي تمد الجامعات الفلسطينية في الضفة والداخل بالدعم المالي والمنح الطلابية من منطلق الاستثمار في التعليم.

ابتدأ المؤتمر بكلمة لرئيس جامعة القدس  أ. د. عماد أبو كشك الذي أكد على أهمية إنشاء علاقات مع مؤسسات داعمة لمشاركة الجهد وتحقيق أفضل المخرجات، من خلال تقديم المساعدات المالية للجامعات الفلسطينية وطلبتها ورفدها ببرامج حقيقية".

وقال أبو كشك إن العائلة الفلسطينية الكبيرة كانت تعتمد على الزارعة حتى عام 1948 ثم تحولت للاستثمار الحقيقي في التعليم الذي من شأنه إنارة العقول وإحداث الوعي اللازم لأي أمة لتنهض بنفسها وصار دعم الطلبة الفلسطينيين هدفًا كي لا تحول العوائق المادية دون تحقيق طموحاتهم ليتسلحوا بالعلم رغم الظروف والتحديات.

وأضاف أن الوقت الراهن الذي تمر به فلسطين غير متوقع الأحداث ضاعف مسؤولية الجمعية وحثها للعطاء لإتاحة الفرص أمام الطلبة للتغلب على التحديات وتذليل الصعاب في ظل وجود محتل يجعل رحلة وصول الطلبة للمؤسسات التعليمية رحلة صعبة.

ولفت إلى أن صمود هؤلاء الطلبة وإصرارهم على العلم كسلاح فاعل في وجه الاحتلال ألهم القائمين على الجمعية كصبرهم على الحواجز وصعوبة التنقل قائلا: "إذا صادر الاحتلال أرضنا وحريتنا لن يستطيع مصادرة أحلامنا".

وأوضح أبو كشك أن 48% من طلبة القدس يأتون للدراسة في بيت لحم في ظل الظروف الصعبة المعيشية والاقتصادية والسياسية، ما دعا القائمين على الجمعية يوفرون الدعم والفرص لتطوير المعرفة لدى الطلبة، والمساهمة في خلق جيل متعلم واع ومدرك وخلّاق، قائلًا: "هذه المبادرات واحدة من أهم الأمور التي تعزز الطلبة وتشعرهم بأنهم ليسوا وحدهم في الميدان، وأنّهم غير منسيين، وأن هناك من يؤمن بقدراتهم ويمد لهم يد العون لتحقيق طموحاتهم وينير مستقبلهم".

التعليم هو السلاح الفلسطيني الأقوى

وفي كلمة ألقاها علي أبو عطا رئيس جعية صندوق الطالب الفلسطيني في أمريكا، قال إن إجمالي المبلغ الذي تم التبرع به خلال هذا العام بلغ  500 ألف دولار.

وأكّد على أن الجميعة أخذت على عاتقها تولي مستقبل كل طالب تحول الظروف دون تحقيق حلمه، وأنَّ أبناء البلد في الداخل والشتات قادرين على النهوض بها من خلال الاستثمار في العقول النيرة والطاقات الشبابية، داعيًا كل رجال الأعمال في الداخل والخارج لدعم الطلبة.

وتحدث خليل حسين خليل وهو عضو مؤسس في الجمعية، وأمين سرها قائلًا إنَّ الجمعية أسسها مجموعة من رجال الأعمال في الوطن والشتات والغيورين على المصالحة العامة للشعب الفلسطيني منذ خمس سنوات بجهد ذاتي، ثم تم تسجيلها رسميا في الولايات المتحدة الأميركية لدعم الشعب الفلسطيني  في الجانب التعليمي كحق إنساني إذ إن عقول أبنائه أرض خصبة للاستثمار.

وأضاف د.خليل حسن أن الجمعية تدعم 6 جامعات فلسطينية هي جامعة القدس، وجامعة بيت لحم، وجامعة النجاح الوطنية، وجامعة بير زيت، وجامعة الخليل في الضفة، وجامعة حيفا في الداخل المحتل، ويتم العمل لتشمل خدمات الصندوق جامعات قطاع غزة.

رئيس جامعة النجاح الوطنية البرفسور عبد الناصر زيد

بدوره قال رئيس جامعة النجاح الوطنية البرفسور عبد الناصر زيد إن جامعة النجاح تولي الطلبة كل اهتمامها، وتضطلع بمسؤولياتها، وتقدم المنح للطلبة بكل السبل.

وأضاف أنَّ هذا اللقاء الوطني الإنساني ميثاق شرف في رحاب جامعة ارتبط اسمها بأولى القبلتين وثالث الحرمين؛ لتعزيز الطلبة الفلسطينيين وتثبيتهم في وطنهم وهم الأقل هجرة على قوارب الموت بين الشعوب، شاكرا كل من قدم وساهم وشارك في إشراقة هذه الرؤية التي اعتبرها  من أهم أشكال الدعم لقضيتنا الفلسطينية.

ولفت إلى أن اللقاء يحفز الشركات الداعمة ورجال الأعمال في الداخل والشتات لمضاعفة الجهود.

وفي كلمة لها قالت د. رانيا أبو حمد / عميد - كلية الصيدلة والتمريض والمهن الصحية في جامعة بيرزيت ممثلة عن جامعتها، إنَّ صندوق دعم الطالب الفلسطيني يوطد العلاقة بين الجامعات الفلسطينية، ويقدم خدمات تصب في صالح الطلبة ومستقبل فلسطين، من خلال احتضان طموحات الطلبة وتوفير الفرص المتكافئة لهم من خلال الدعم.

وشكرت الجالية الفلسطينية في أمريكا على انتمائهم وإخلاصهم لأبناء شعبهم المرابطين في وطنهم.

 واستعرض د.صلاح الشروق متحدثًا باسم جامعة الخليل معاناة الطلبة في الوصول للجامعات بسبب الشرذمة التي التي يفرضها الاحتلال، لافتًا إلى أهمية العلم والتعليم ودعم الطلبة المحتاجين والمتفوقين لتذليل الصعاب أمام تحقيق طموحهم.

واستعرض مجموعة من الطلبة المستفيدين من منح الجمعية تجاربهم، وكلهم طلبة متميزون ومبدعون آخذين على عاتقهم رفع الراية واستكمال مسيرة بدأها مجموعة من الأحرار الغيورين على مصلحة الطلبة وأنهم سيردون الجميل بجميل مثله من خلال تقديم الدعم لطلبة آخرين لديهم مثل ظروفهم فور وصولهم غاياتهم وتحقيقهم أهدافهم.

وأعرب طلبة الداخل المحتل الملتحقون بجامعات الضفة عن فخرفهم واعتزازهم بجامعات الوطن البيئة الحاضنة لهم، والمنسجمة مع ثقافتهم، في حين تمارس جامعات المحتل العنصرية ضدهم، وتحدد مقاعد الطلبة العرب في حال قبولها التحاقهم، شاكرين كل من يدعم مسيرتهم التعليمية.

وأجمع الطلبة في مداخلاتهم على أنه بدعم الطلبة وتعزيزهم سيكون لدينا أطباء يرتقون بالخدمات الصحية، ومهندسون يعمرون الوطن، وصحفيون ينقلون واقع قضيتهم للعالم، ومثقفون وأحرار يعمقون الوعي ويحدثون التغيير.

وحضر مجموعة من طلبة جامعة النجاح المرشحين للمنح التي يقدمها الصندوق، وأغلبهم من القدس، أوضحوا أن الجامعة أولتهم اهتماما كبيرا بسبب تفوقهم في تخصصاتهم، ما شكل دافعًا وحافزًا كبيرًا في نفوسهم لبذل المزيد من الجهد، وأعربوا عن شكرهم وامتنانهم لاهتمام الجامعة بأبناء القدس والمتفوقين من الطلبة.

وفي نهاية المؤتمر تم الإعلان عن نصيب كل جامعة من منح الصندوق لهذه السنة، في أجواء من العطاء والتشجيع عليه.

وتخلل المؤتمر عرض فيديو لتوضيح عمل الجمعية، واستعراض تجارب الطلبة الحاصلين على المنح، وفقرة فلكلور عسكت أجواء فلسطينية تراثية.

وخرج المؤتمر بتوصيات منها إنشاء علاقات مع مؤسسات شريكة، والبحث عن رجال أعمال داعمين للصندوق، وتوطيد العلاقة بين الجامعات والطلبة فيها والعمل على إثراء البرامج الداعمة للتبادل المعرفي في الداخل والخارج، كما تم الاتفاق على استضافة جامعة النجاح للمؤتمر السنة القادمة.