النجاح الإخباري - تواجه الحكومة الإسرائيلية برئاسة، نفتالي بينيت، "محنة إستراتيجيّة"، تنبع من عدم توافر "خيار عسكري تقليدي فعّال وموثوق به من شأنه أن يحبط نوايا إيران النووية" في الوقت الحاليّ، بحسب ما ذكر المحلل العسكري للموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (واينت)، رون بن يشاي.

وعدمُ امتلاك "إسرائيل"، خيارا عسكريا موثوقا وفعالا ضد إيران حاليا؛ "سيتغيّر في المستقبل غير البعيد"، وفق بن يشاي الذي شدّد على أنّه "حتى ذلك الحين، تحتاج "إسرائيل" إلى الولايات المتحدة وحلفائها، الأمر الذي سيتطلّب منهم تغيير سلوكهم تجاه طهران".

وبحسب تقرير الصحيفة، فقد "شهِد الفصل الإيراني في خطاب رئيس الحكومة، نفتالي بينيت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكثر من أي شيء آخر، على المحنة الإستراتيجية التي تجد "إسرائيل" نفسها فيها في الفترة الحالية، بعد التقدُّم السريع للبرنامج النووي الإيراني، وفي ظلّ تغيير الحكومة في طهران".

ولفت التقرير إلى أنّ بينيت "استغلّ منصة الأمم المتحدة لتوجيه نداءٍ شبهَ يائس للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، في محاولة لتشديد موقفهم بشكل ملحوظ تجاه إيران... (كأن تُجرَّب) وسائل أخرى في الأسابيع المقبلة إلى جانب الدبلوماسية لوقف الاندفاع نحو الأسلحة النووية".

وأشار إلى قلق إسرائيليّ "بشكل أساسي لأن القيود التي فرضها الرئيس (الإيراني) السابق، حسن روحاني على طموحات النظام في الحصول على أسلحة نووية، لم تعد موجودة، منذ أن تولى... (الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم،) رئيسي المحافظ... ورجاله، إدارة مؤسسات الحكومة".

 

وذكر التقرير أن "محنة حكومة بينيت، التي تمّ التعبير عنها في خطابها (خطاب بينيت) في الأمم المتحدة، تنبع من حقيقة أن "إسرائيل" -في الوقت الحالي- ليس لديها خيار عسكري تقليدي فعال وموثوق به، من شأنه أن يحبط بمفرده نوايا إيران النووية وبأثمانٍ معقولة"، لافتا إلى أنّ إسرائيل لا تحتاج فقط إلى إحباط قدرة إيران على الوصول إلى قدرة نووية عسكرية، و"لكن أيضًا عندما تتحرك (إسرائيل)، فإنها ستمنع إيران من إعادة بناء تلك القدرة لسنوات".

وأوضح أنه "يمكن التقدير بأنه إذا تمّ تفعيل خيارات الهجوم المستقلّ المتاحة حاليًا في الترسانة الإسرائيلية، قد تكون الفعالية ’أقل من الكمال’"، مضيفا أن "هذا هو الوضع الحالي فقط، (إذ) يمكن لأي شخص مطّلع على إسرائيل والقدرات التي تم تطويرها فيها، أن يدرك أنه في المستقبل غير البعيد، سيكون لدينا خيارات عسكرية تقليدية وموثوقة وفعالة للهجوم في ’دائرة ثالثة’ أبعد من 1000 كيلومتر من الأراضي الإسرائيلية"، ومشيرا في الوقت ذاته، إلى أن ذلك لن يتضمّن "سفك دماء بشكل غير معقول".

وذكر التقرير أن المشكلة هي ما سيحدث إذا امتلكت طهران أسلحة نووية، أو كانت قريبة من ذلك، قبل أن تكون"إسرائيل" أو حلفاؤها قادرين أو على إفشالها، مشددا على أنه "في مثل هذه الحالة ستتحوّل المواجهة من التقليدية إلى الملعب النووي".

وفي وضع كهذا، "لن تتمكن "إسرائيل"، وحتى الولايات المتحدة والأوروبيون، من حرمان إيران من الأسلحة النووية، لكنها لن تؤدي إلا إلى ردع ’آيات الله’ عن استخدامها".

وأشار التقرير إلى أن ذلك، يُعدّ "وضعا مماثلا للردع النوويّ المتبادَل الذي كان قائما بين الكتلة الشرقية بقيادة السوفييت والكتلة الغربية بقيادة الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة".

 

وأشار التقرير إلى أن "كوريا الشمالية هي النموذج الذي يحاول الإيرانيون محاكاته ولا تستطيع "إسرائيل" التعايش معه".

وأضاف أنه "في هذا الوقت من أجل تأخير السباق النووي الإيراني، حتى نتمكن من القيام بذلك بأنفسنا دون دفع ثمن باهظ، فإن "إسرائيل" مجبَرة على استجداء الولايات المتحدة والأوروبيين للعمل بحزم لوقف إيران، وليس فقط في القناة الدبلوماسية البطيئة... ومحادثات غير مباشرة في فيينا، ولكن من خلال الإجراءات الفعلية التي سيتم اتخاذها ويفضل أن يكون ذلك بالتعاون والتشاور مع "إسرائيل"، في ثلاثة مجالات: العقوبات بما في ذلك تلك التي تمنع المكونات التكنولوجية الهامة من البرنامج النووي، وتوجيه الضرر المادي للمرافق (الإيرانية)، والاستخبارات السيبرانية والتأثير (بهدف) خلق حالة... تهدد بقاء النظام في طهران".

وأشار التقرير إلى أن "هذا بالضبط ما ألمح إليه بينيت عندما وجه إلى (الرئيس الأميركي، جو) بايدن جملة ’الكلمات لن توقف أجهزة الطرد المركزي’، و’إيران أضعف بكثير وأكثر عرضة للخطر مما تبدو عليه’".

وذكر التقرير أن بينيت "يشعر بالقلق من أن إدارة واشنطن غير مستعدة لتزويد "إسرائيل" بالأسلحة والتقنيات التي تحتاجها لتطوير قدرات هجومية بعيدة المدى ودقيقة ومستقلة، فوق وتحت الأرض".

وبحسب التقرير، فإنّ "المثير للقلق هو أن هذا الرفض الأميركي، لا ينبع فقط من خوف الرئيس بايدن من الجناح التقدمي لحزبه، ولكن بشكل أساسي لأن الإدارة الحالية في واشنطن، لا تريد (أن تمتلك) "إسرائيل" قدرة هجومية فعالة... والتي من المؤكد أنها ستؤدي إلى تعقيدات، إذا ما تمّ تفعيلها".

 

كما لفت التقرير إلى أنّ بايدن وإدراته، يحاولون "التركيز على حل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية داخل الولايات المتحدة، والصراع مع الصين، ولا يريدون اضطرابًا في الشرق الأوسط".