نابلس - حسن البطل - النجاح الإخباري - يللا .. ! من «دوشة» موقع الحرب من النصر، إلى «شوشة» موقع الهمزة من الإملاء العربي؛ وموقع «اللام» من لفظ الجلالة؟ فاز مقرئ باكستاني بتجويد تلاوة القرآن. يعني صار خليفة المقرئين المصريين العظيمين: عبد الباسط، وأبو العينين شعيشع، أي أحسن لفظ حرف «الضاد» العربي الفريد، ولم يتلعثم بلفظ الجلالة بين تفخيم اللام وترقيقها.
إن أمليت بالهاتف نصّاً على متلقّ آخر بالإنكليزية، قد يسألك لفظ بعض الحروف، لكن من «إعجاز» العربية أنها تُكتب كما تُلفظ، وإن كتبها إملائياً متلقّي نصّ عربي: مسائل، أو مساءل.. شؤون أو شئون، اقرأوا أو اقرؤوا!
كتابة الهمزة بالعربية تبدو معضلة لغير المتمكّن، لكن لفظ الجلالة، بين «لام» مفخّمة وأخرى مرقّقة لا مشكلة فيها بالسليقة كما بين لفظ «الشمس» ولفظ «القمر». هناك قواعد لدى الضليعين بالخط العربي وجماله الفريد، لكن لفظ الجلالة بلا قاعدة، ومن ثم تُكتب على علم الثورة الإسلامية الإيرانية على شكل أهله مثلاً، وعلى العلم العراقي على شكل آخر، والسعودي أيضاً.
إملاء الإنكليزية يختلف بين إنكليزية كلاسيكية وإنكليزية أميركية تكتب كما تلفظ، وقرأت أن فرنسية صحيفة «لوريان لوجور» اللبنانية أكثر فخامة من فرنسية «لوموند» الفرنسية، أي تفوقها «مولييرية» وتقعيراً؟
كنت في تلمذتي شاطراً في الإملاء والإنشاء، واقلّ شطارة في قواعد النحو.. وفقدتُ شطارتي في الإعراب، ربما لصالح مهارة ما في الأسلوب، فالكاتب هو أسلوبه أولاً كما يُقال؟
كنت في سورية أقرأ «جزء عمّ» مثلاً مكتوباً كما يلفظ «الصلاة» وليس «الصلواة» مثلاً، وكنت أكتب «اقرأوا» وليس «اقرؤوا». لم يتوحّد ناس هذا «العالم العربي» في إملاء كتابة حرف «الهمزة»، ولن يتوحّد الخطّاطون في قاعدة رسم حرف كلمة الجلالة».. لكن ثمة وحدة في سلامة لفظ الجلالة بين مخفّفة ومفخّمة، تبعاً لما سبقها. مثلاً: «قل يا أيها الناس إنّي رسول الله»، أو «ومن الناس من يجادل في الله بغير علم».. لكن جدالنا في موقع الحرب من النصر أمر آخر كما تعرفون.
ربما تحتاج الإملائية الألفبائية العربية إلى إصلاح ما، وقواعد النحو العربي إلى تبسيط ما في الإعراب، ومنه: «إذا خفت أن تلحن فعليك أن تسكّن».. لكن أدونيس مثلاً لا يقبل تغيير إعراب أواخر الكلمات إلى «التسكين».
بصراحة، سألت خطّاط القرآن الفلسطيني ساهر كعبي عن قواعد لفظ اللام في كلمة الجلالة، فلم يدر جواباً.. لكن، سألت الشاعر محمد دقة فشرح لي أسباباً نحوية وساق أمثلة على الفرق بين «لام» مخفّفة وأخرى مرقّقة، فإن كانت مسبوقة بضمّة أو فتحة غير إن كانت مسبوقة بكسرة.. ولكن حتى الأمّي في العربية يلفظ ذلك صواباً بالسليقة متى نرى إصلاحاً في كتابة الحرف العربي بين متّصل الحروف ومنفصل، كما هو الحال في الإنكليزية والفرنسية مثلاً، أو العبرية أيضاً، علماً أن الحرف المنفصل في الجملة العربية يشبه كثيراً الحرف المتّصل مع تغيرات طفيفة في الرسم: مسألة، مسائل، مسؤولون، لكن العامة تلفظها «مسائيل»؟
هناك من يحتار في نقر كيبورد أجهزة الاتصال الحديثة في رسم الهمزة، لكن حلها بسيط وهو الضغط أطول على حرف الألف المقصورة (ى) فتعلوها همزة: إسرائيل بدل إسراء يل!
كتب الشاعر خالد درويش أن كتابة «الهمزة» بغير قواعد النحو، تجعله لا يكمل قراءة النص، وهذه مشكلة النحوي خالد سليم مثلاً.. ولكن بشكل فكه!
العربية تمتاز عن سواها بحرف «الضاد»، لكن اللسان العربي قادر على لفظ سليم لحروف ليست في اللغة العربية، بينما في لغات غيرها يستصعبون لفظ حرف «الضاد» وأحياناً حرف «العين» وأحياناً حرف «القاف».
حتى في المرحلة الابتدائية بسورية يكتب التلاميذ نصوص الإنشاء العربي باللغة «الفصحى» أو الفصيحة، ليتمكنوا على كبر من قراءة اللغة العربية.. حتى لو كانت غير منقوطة الحروف، وهو ما يشقّ على متعلمي العربية من الأجانب.
في سورية، يلفظ الناس، حتى الأمّيون منهم حكمة «لا أعرف» و»لا أحبّ» في مناطق الجزيرة السوريّة، لكن البقية تلفظ «ما بحبّ» و»ما بعرف».
بدون إصلاح موقع «الهمزة» في الكتابة بالعربية يصعب إصلاح وتبسيط قواعد الإعراب والنحو في لغة القرآن، التي كانت لهجة قريش وصارت العربية الفصيحة.
«إنّا نحنُ نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون» وأنزلناه «قرآناً عربياً».. وصار مقرئ باكستاني خليفة في تلاوته وتجويده، ليس فقط بلفظ حرف «الضاد» ولكن بلفظ اللام مخفّفة أو مفخّمة في كلمة الجلالة.
هناك طرائف في أسباب انتشار أو لا انتشار العربية والإسلام، بين مبادئ الإيمان، ومبادئ الإسلام تحتاج إلى كتابة أخرى.
المهمّ: كلّنا يعرف فضل الفرس في تنقيط حروف العربية ووضع قواعد النحو.. لأن الإسلام هو حضارة عربية ـ فارسية.
سُئل محمود درويش عن «معجزات» إسرائيل، فقال: هي فقط في إحياء اللغة العبرية!