باسم برهوم - النجاح الإخباري - الغاية، التي تستخدم جماعة الإخوان المسلمين من أجلها كل وسائل الخداع والتزييف، هي أن تصل الجماعة للسلطة، وتحكم سيطرتها الكاملة عليها، وعلى المجتمع، وفي سبيل ذلك يمكن أن تستخدم كافة الشعارات والتسميات حتى تلك التي تتناقض بديهيا مع طبيعتها، وعقيدتها، وفكرها، فالجماعة لا تضيع الوقت في التفكير بمصالح الشعب او الوطن، ما يهمها هو مصلحتها، وما يحقق أهدافها فقط.

ومن أجل وضع النقاط على حروف أساليب الخداع والتزييف، لا بد أولا من معرفة طبيعة الاخوان كتنظيم وفكر وعقيدة، فهذه الجماعة هي حركة أصولية محافظة تستخدم الدين لتحقيق أهداف سياسية، وفي سياق ذلك تتعامل مع الدين ذاته بشكل انتقائي وتأخذ منه ما يخدم مصالحها في مرحلة من المراحل. فالإسلام بالنسبة للجماعة هو إسلامها هي، وليس اي اسلام آخر. وتستمد الجماعة عقيدتها من المفكر المصري سيد قطب الذي يكفر المجتمع، فهي بذلك اذن جماعة تكفيرية في جوهرها، لا تؤمن بالدولة الحديثة، او بالقانون الوضعي، وإن كانت تعلن ان الشريعة الإسلامية هي قانونها، فان ما تأخذه من هذه الشريعة هو ما يناسبها هي.

وفي نظرة لوسائل خداع وتزييف الجماعة، وبهدف ان تسوق نفسها مع الجمهور على غير حقيقتها الأصولية التكفيرية، أو من اجل ان تبدو وكأنها تنظيم عصري يؤمن بالديمقراطية وحكم القانون، فإنها تلجأ إلى تسمية قوائمها الانتخابية باسماء مخادعة ذات طابع علماني ديموقراطي، بينما هي العدو اللدود للعلمانية والديمقراطية، ولفكرة النهضة التي تأخذ منها التسمية فقط، لأن النهضة مرتبطة بالحداثة والدولة العلمانية التي تفصل الدين عن الدولة، دولة جميع مواطنيها المتساوين بالحقوق والواجبات، وهم جميعا شركاء في صنع القرار. النهضة تعني حرية المرأة، وتعني حرية العقل والتفكير والإبداع والتعددية..فهل الجماعة تؤمن بكل ذلك؟ وهنا مكمن الخداع والتزييف في شعارات الجماعة وتسمياتها.

 

عن الحياة الجديدة