نابلس - ميساء أبو العوف - النجاح الإخباري - لا زيارات، لا هدايا، لا تقبيل ولا عناق، هكذا سيكون يوم ست الحبايب هذا العام، في ظل تفشي فيروس كورونا القاتل، والذي لا يفرق بين صغير أو كبير، ما جعل من عناقها وتقبيلها، أمراً شبه مستحيلاً نظراً لخصوصية هذا الموضوع وما قد ينجم عنه من مخاطر قد تلحق بأمهاتنا.

حالة من الخوف والهلع يعيشها المواطنون، جراء الانتشار السريع للفيروس، والذي فرض واقعاً مغايراً، على هذه الاحتفالية أيضاً، التي ينتظرها الجميع بفارغ الصبر من عام إلى آخر، ليعبروا عن جزء مما يدور في داخلهم  من مشاعر الحب والعرفان والإمتنان ل"ست الحبايب".

النجاح الإخباري رصد آراء عدداً من المواطنيين، وسألهم عن أفضل الطرق لمعايدة الأمهات في هذه الظروف، لا سيما أن التعليمات تحظر الخروج من البيت، والتجمع أوالتجمهر، والابتعاد بقدر الإمكان عن كبار السن.

السوشال ميديا ملاذاً آمناً:

بالكلمة الطيبة، بالرسائل الصوتية، بفيديوهات مصورة، باتصالات الصوت والصورة، هكذا أصبحت مواقع التواصل الإجتماعي الملاذ الآمن للغالبية العظمى ممن يريدون لهذا اليوم أن يكون مميزا كما كان في السابق ودون أن يلحقوا الأذى بأمهاتهم.

يقول السيد عصام جابر:" يتوجب على الجميع أن يود أمه و يصلها وهو سليم ومعافى، وفي كل وقت ليس فقط في هذا اليوم، وحرصا منها على أمهاتنا خلال هذه الأزمة، بالإمكان التواصل مع ست الحبايب من خلال مكالمات الصوت والصورة على مواقع التواصل الإجتماعي، او بإرسال فيديو مصور نعبر من خلاله أنها كانت وستبقى اعز وأغلى البشر على قلوبنا فهي من سهرت الليالي وتعبت وضحت من أجلنا، وبعد ان تخف هذه الموجة الشرسة من الفيروس نحتفل فيها ونهديها أجمل الهدايا."

" ست الحبايب يا حبيبة.. يا أغلى من روحي ودمي.. يا حنينة وكلك طيبة، يا رب خليكي يا أمي.." بكلمات هذه الأغنية التي تصدح أرجاء المعمورة في هذا اليوم تنوي مرام خالد معايدة والدتها من خلال صنع فيديو خاص لوالدتها وهي تغني لها هذه الأغنية.

وتضيف السيدة أمينة وهبه قائلة:" يوم الأم كان يجمع الأخوة والأخوات بجانب أمهم السنة الماضية، أما هذا العام فإن  فيروس كورونا لم يترك أي مجال للإجتماع ، فالخوف بات يسيطرعلى الجميع ولا أحد يريد أن يكون سبباً في نقل العدوى لأعز الحبايب لا سمح الله".

" الحمد لله على كل حال"، هكذا بدأت دينا الخطيب حديثها معنا، وتابعت: لم يعد للحياة معنى، فقد تغير كل شيء للأسوأ مع الأسف، وطاقتنا تراجعت والضغوطات زادت.

وتتساءل متعجبة، أغلب وفيات هذا الفيروس اللعين كانت لأمهاتنا، فلما الإحتفالات؟؟!!

وتتابع روند أبو الهدى ومشاعر اللهفة والاشتياق رُسمت على وجهها، قائلة":والله بالنسبة لزيارة الوالدة وحرصا على سلامتها، سأذهب إليها قبل بيوم أو سيتم تأجيل الزيارة الى يوم آخر حتى لا نجتمع جميعنا عندها، ومن الممكن أن ننسق بيننا بحيثنزورها كل على حدى وفي ساعات معينة".

وفيما يتعلق بالهدية تضيف:" اما بالنسبة للحلو والهدية فإن "الأون لاين" حل كثيراً من هذه الأمور. وقد جهزت الهدية لست الحبايب.

 ويرى عماد السيد أن يوم الأم هو فرصة لا بد منها للتعبير عن حب السيدة التي منحت الكون بأسره الحياة . وقال :" الاحتفال بيوم الأم له خصوصيته في هذه الفترة، أنا سأقدم لها هدية عبارة عن علبة مطهر وكمامة، هذا ما يمكن أن يعكس ما بداخلي من خوف وقلق تجاه سيدة الكون، وهو أبسط ما يمكن تقديمه لها في هذا الوقت".

 من جهتها، تقول صاحبة الأشغال اليدوية عبير مهداوي" لن نحتفل في الموعد لأننا لم نتمكن من إحضار شيء للوالدة بسبب الإغلاق،  وننتظر أن تعود الحياة لطبيعتها لنتمكن من عمل اللازم في كل عام".

وتستطرد :" الطلب هذا العام لم يكن كالسابق، فالموسم سيء، ولم أجهز أي شيء جديد فقط الموديلات القديمة، بسبب الوضع وما رافقه من إغلاق، وهذا الأمر اضطر الكثير من الناس لإلغاء طلباتهم فمن الصعب تجهيز كل شيء في يوم واحد إضاف لعدم توفر بعض القطع اللازمة للعمل نتيجة الإغلاق ."

                                                                                                                   

المطهر والكمامة أغلى هدية:

يمكن الاحتفال بعيد الأم هذا العام بطريقة مختلفة.  نظراً لصعوبة التسوق في ظل هذه الأجواء التي يفضل فيها الحجر الصحي والعزل المنزلي، من الممكن أن تكون أدوات النظافة والتعقيم هي أفضل هدية نقدمها لأمهاتنا بحسب موقع "عربي بوست":  

من الممكن تحضير حقيبة تحتوي على "كمامات للوجه، أدوات تعقيم مثل مطهر اليدين، كولونيا يزيد تركيز الكحول فيها على 70%، صابون، وبعض الكريمات المرطبة للوجه والبشرة نظراً لما يفعله كثرة استخدام الصابون والمعقمات من أضرار وتشققات في البشرة.

خزين البيت أيضاً من الممكن أن يكون أيضاً هدية مناسبة، نظراً للتدافع على محال بيع المواد الغذائية، ارفع عناء الشراء من على والدتك وقدم لها هدية بسيطة تحتوى على المواد الغذائية الرئيسية في المنزل مثل: الدقيق، الأرز، الزيت، المعكرونة، صلية، وعدس، وعدد من الأكلات المجمدة سريعة التحضير التي قد تساعدها أيضاً في فترة العزل.

إلى جانب هذه الهدايا، يمكن أيضاً تقديم علب الشيكولاتة المغلفة، وبعض الحلويات التي تفضلها والدتك، لكن تأكد من تعقيمها جيداً ومسحها بمعقمات قبل تقديم الهدية إليها.

تختلط المشاعر وتتضارب بين مشتاقين لعناق من أفنت عمرها وكرست حياتها لإسعادهم، وبين خائفين عليها، من فيروس لا يعترف بخصوصية الحادي والعشرين من شهر آذار من كل عام .لقد ألقى كورونا بظلاله الثقيلة على يوم ست الحبايب، لذا فإن أجمل هدية تُقدم لمن كانت الجنة تحت أقدامهن في هذه الظروف، هي الإلتزام بالإرشادات والتوصيات لمنع نقل العدوى ولحمايتهن من هذا الفيروس والإكتفاء بمظاهر احتفالية عن بُعد، وبلا أي نوع من أنواع الاختلاط.