رام الله - النجاح الإخباري - دانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، محاولة مستوطن متطرف إحراق كنيسة الجثمانية في القدس الشرقية المحتلة.

ووصفت الحركة في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة، مساء اليوم الجمعة، هذه المحاولة بالعمل الإجرامي، وأنه نتاج ثقافة التحريض، وتعبئة عنصرية لا تؤمن بالآخر.

وطالبت الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها، وتأمين الحماية للأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية في القدس المحتلة، مؤكدة أن هذا العمل الاجرامي هو نتيجة لسياسة مباشرة لإعلان الرئيس ترمب المنافي للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، بأن "القدس عاصمة لإسرائيل"، وهو الإعلان الذي أعطى الضوء الأخضر للمستوطنين المتطرفين، للاعتداء على المقدسات الاسلامية والمسيحية.

واكدت "فتح" أن القدس الشرقية هي العاصمة الأبدية لشعبنا الفلسطيني، وفيها سيتم ضمان حرية العبادة لأصحاب جميع الديانات، لأنها جزء من تاريخ وعقيدة الفلسطيني وثقافته المتراكمة عبر كل العصور.

وأدانت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي بشدة، مساء اليوم الجمعة، تصاعد أعمال العنف وجرائم الكراهية المنظمة التي يمارسها متطرفون يهود ضد المقدسات الدينية المسيحية والإسلامية، ووصفت هذه الممارسات بالحرب الطائفية التي تحدث بحماية وتوجيه من حكومة التطرف الإسرائيلية.

واستنكرت عشراوي، في بيان صحفي، باسم اللجنة التنفيذية، محاولة مستوطن متطرف إحراق كنيسة الجثمانية في القدس المحتلة. وقالت: "إن هذه الاعتداءات الخطيرة والمعادية للأديان هي نتيجة فكر احتلالي متطرف قائم على العنصرية والتحريض والكراهية في ظل وجود تشريعات تعزز التمييز وإقصاء الأخر وتتنصل من مساءلة ومحاسبة المجرمين، وهي تعبير واضح عن احتلال خارج عن القانون ولا يخضع للمساءلة والملاحقة القضائية".

كما أدانت عشراوي الممارسات الوحشية المتصاعدة لقوات الاحتلال بحق شعبنا الأعزل، ولفتت الى جريمة اعدام الطفل علي ابو عليا /13 عاما/ في قرية المغير شمال شرق مدينة رام الله.

وأضافت أن "استهداف الاطفال والاستخدام المفرط للقوة والذخيرة الحيّة والرصاص المعدني والمطاطي ضدهم يعد انتهاكا صارخا ومباشرا للقوانين والاتفاقيات الدولية، بما فيها اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل التي صادقت عليها إسرائيل عام 1991".

ودعت عشراوي المجتمع الدولي للعمل على إلزام إسرائيل بوقف سياسات التمييز العنصري وحملات التحريض على الكراهية، ومحاسبتها ومساءلتها على جرائمها وإنهاء احتلالها العسكري وتوفير الحماية العاجلة للشعب الفلسطيني وارضه ومقدساته.

واستنكرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الجرائم الإسرائيلية المستمرة والمتصاعدة على الشعب الفلسطيني ومقدساته والتي كان آخرها محاولة مستوطن متطرف إحراق كنيسة "الجثمانية" في القدس.

وأكد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية حسام أبو الرب بأن ما تتعرض له المقدسات يأتي في سياق هجمة مدروسة، وخطوة لا يمكن وصفها إلا بأنها عنصرية نابعة من اضطهاد ديني تخلص العالم منه منذ فترة طويلة.

وبين أبو الرب بأن ما تعرضت له الكنيسة يتجاوز العمل الفردي وغير المدروس لكونه يأتي ضمن حماية سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تطلق العنان لهؤلاء المتطرفين ليقوموا بأفعالهم دون رقيب أو حسيب.

كما أشاد أبو الرب بالدور الكبير لأبناء القدس كافة والمرابطين، مؤكدا أن فلسطين على مر العصور قامت على المحبة والتسامح والتعاون بين الديانات ونبذ التطرف لتحقيق مستقبل يضمن العيش بحرية وكرامة للجميع .

وأشار إلى أن المقدسات الإسلامية والمسيحية تحتاج منا إلى وقفة جدية لحمايتها وحفظها خاصة في ظل ازدياد الانتهاكات التي تتعرض لها والتي وصلت إلى مستوى غير مسبوق، داعيا المجتمع الدولي والعالمين الإسلامي والمسيحي إلى الوقوف بشكل جدي أمام مسؤولياتهم في حماية وحفظ المقدسات من العبث الإسرائيلي اليومي.

بدورها، اعتبرت وزارة التربية والتعليم أن استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للطالب الطفل علي أيمن نصر أبو عليا وقتله جريمة ضد الإنسانية.

وأكدت الوزارة في بيان لها، مساء اليوم الجمعة، أن العالم أحيا قبل أيام اليوم العالمي للطفل، ما يستوجب من دول العالم والمؤسسات الحقوقية والقانونية ومؤسسات حماية الأطفال، التدخل لتوفير الحماية لأطفال فلسطين، إنفاذا لما نصّت عليه المواثيق الدولية واتفاقية حقوق الطفل.

وشددت على أن التقارير التي تعدها الوزارة لرصد انتهاكات الاحتلال بحق الأطفال، تعكس هجمة احتلالية متصاعدة تجاه الأطفال، لافتة إلى أنها ستتواصل مع عديد الجهات لتوثيق هذه الجريمة النكراء، والمندرجة في إطار مسلسل طويل من استهداف أطفال فلسطين، وحرمانهم من حقهّم في الوصول الآمن لمدارسهم وترويعهم.

ونوهت الوزارة إلى أنها ستنفذ مجموعة تدخلات في الصف الذي يدرس فيه الطالب، وفي مدرسته نظراً لما ستتركه الجريمة من تداعيات على الصحة النفسية للطلبة.

ونعى رئيس الوزراء محمد اشتية الشهيد الطفل علي أيمن أبو عليا (13 عاما) من قرية المغير شرق رام الله، الذي استشهد برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم الجمعة.

وقال رئيس الوزراء عبر صفحته على فيسبوك: "المجد والخلود لروح الشهيد الطفل أبو عليا، نعزي أنفسنا وأبناء شعبنا وعائلة الشهيد، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته".

وتابع رئيس الوزراء: "هذه الجريمة تضاف لسجل حافل من جرائم الاحتلال الذي لا يفرق بين كبير وصغير ويستهدف البشر والشجر والحجر وكل ما هو فلسطيني".