نابلس - خاص - النجاح الإخباري - شهدت العاصمة اللبنانية بيروت حراكا منذ الانفجار الذي دمر نصفها، وأقسم الناشطون اللبنانيون على عدم مغادرة الميادين قبل مغادرة الحكومة اللبنانية برئاسة حسان دياب، لكن برغم مغادرة الحكومة التي لم يمضي اشهر على تشكيلها إلا أن الفساد لازال متجذرا في مفاصل الدولة اللبنانية وفق ما عبر عنه "دياب" في خطاب الاستقالة مساء اليوم الإثنين، فهل يستمر الحراك السياسي في لبنان حتى تسقط المرجعيات السياسية والأحزاب؟.

وصفت الصحافية اللبنانية يمنة فواز المشهد في لبنان بالتوتر الشديد بين المحتجين وقوات الأمن اللبنانية على خلفية احتفال الجماهير اللبنانية باستقالة حكومة حسان دياب، موضحة أنها احدى مطالب الشارع اللبناني الذي خرج للتعبير عن غضبه بعد انفجار مرفأ بيروت والذي اعتبر اللبنانيون أن اخفاق الحكومة والمسؤولين هما السبب الاساسي في الكارثة التي حلت ببيروت.

وأوضحت خلال لقاء عبر "فضائية النجاح" أن الحكومة اللبنانية أُجبرت على الاستقالة نتيجة تقصيرها، رغم كل المحاولات التي سعى إليها رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب لمد فترة رئاسته لمجلس الوزراء لفترة أطول، لكنه لم ينجح.

وأشارت إلى أن "دياب" حاول اللجوء إلى انتخابات نيابية مبكرة، وأجرى بالفعل عدة مشاورات حول ذلك، لكنه لم ينجح في الاستمرار بحكومته.

ولفتت إلى أن رفض الشارع اللبناني لحكومة حسان دياب يأتي في اطار عدم التعامل بمسؤولية مع كافة القضايا في لبنان وخصوصا ملفات الفساد.

ونبهت إلى أن حسان دياب تمسك بالسلطة، ولكن أجبر على الاستقالة بعد أن بادر عدد من الوزراء بتقديم استقالاتهم.

واتهمت الحكومة بالفاشلة، مشيرة إلى أن الشارع اللبناني لم يلمس دورها منذ وقوع الانفجار في مرفأ العاصمة بيروت.

وذكرت أن الأحزاب اللبنانية باتت تخشى على نفسها من الإنهيار وفقدان الثقة من الشعب الذي كشف حجم التآمر على لبنان، خصوصا أنه يضعهم في خانة الاتهام حول تفجير مرفأ بيروت، مشيرة إلى أن المواد موجودة في المخازن منذ ست سنوات ولم يحركوا ساكنًا.

وأعلن رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب استقالة حكومته رسميا، قائلا في بيان الاستقالة" إن فئة من الطبقة السياسية حاولت رمي كل موبقاتها على حكومته وتحميلها مسؤولية الانهيار"، مضيفا "فعلا، اللي استحوا ماتوا"، وأوضح، خلال تلاوته بيان الاستقالة في مؤتمر صحفي، وقد بدا عليه الغضب أن "منظومة الفساد متجذرة في كل مفاصل الدولة، لكنني اكتشفت أن منظومة الفساد أكبر من الدولة، وأن الدولة مكبلة بهذه المنظومة ولا تستطيع مواجهتها أو التخلص منها"، وأضاف "اليوم نحن أمام مأساة كبرى وكان يفترض من كل المصالح أن تتعاون لتجاوز هذه المحنة، لكن البعض لا يهمه سوى تسجيل النقاط السياسية والخطابات الشعبوية وهدم ما بقي من مظاهر الدولة"، وتابع "بعد أسابيع على تشكيل الحكومة حاولوا رمي موبقاتهم عليها وتحميلها مسؤولية الانهيار، فعلا لي استحوا ماتوا".

فيما أكدت الناشطة اللبنانية دونا نمور أن استقالة الحكومة لم تكن مفاجأة بالنسبة للشعب اللبناني، موضحة أنها جاءت بعد عدة استقالات متتالية لعدد من الوزراء في حكومة حسان دياب.

واوضحت خلال لقاء عبر "فضائية النجاح" أن أحد أهم أهداف الثورة اللبنانية كان إقالة الحكومة، ونجح الثوار في ذلك، بالتالي أوضحت أن النشطاء يدرسون اسقاط عهد كامل حامي للسلاح غير الشرعي، وحامي لمنظومة الفساد، والتي كان أكبر انفجار لها "انفجار مرفأ بيروت.

وشددت على أن الثورة لن تتوقف إلا باسقاط رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد ميشال عون والمجلس النيابي اللبناني.

وأشارت إلى أن الانتخابات النيابية المبكرة المبنية على القانون اللبناني الحالي لا تفيد اللبنانيين، موضحة أن المطلوب قانون نيابي لبناني جديد.

ولفتت إلى أن حراك الثورة اللبنانية هذه المرة يختلف عما سبق، وأوضحت أنهم سوف يستمرون حتى اسقاط النظام الرئاسي والبرلماني.

ونبهت إلى أن الأحزاب اللبنانية مبنية على الطائفية، ورغم ذلك شهدت خلال الايام الماضية تخلي عدد كبير من شباب الأحزاب عن مواقعهم في الحزب والانضمام إلى الثورة اللبنانية.

وفي وقت لاحق، استقبل الرئيس اللبناني ميشال عون، رئيس الوزراء، وتلقى خطاب الاستقالة، وقبلها، لكن طلب من الحكومة الاستمرار بتصريف الأعمال ريثما تشكل الحكومة الجديدة.

يذكر أن الإنفجار الهائل الذي وقع في مخزن بمرفأ بيروت تسبب في دمار كبير للمباني والممتلكات،فضلا عن عشرات القتلى وآلاف الجرحى، فقد قتل 154 شخصا على الأقل في الإنفجار وأصيب نحو 5 آلاف آخرين. وتظهر الصور الفضائية والجوية مدى الدمار المادي الذي أصاب مدينة كانت أكثر تعودا على مشاهد من هذا القبيل في الحروب ولكن ليس في الحوادث العارضة.