غزة - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - استبعد محللون سياسيون وخبراء بالشأن الإسرائيلي دخول مواجهة في قطاع غزة بين الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة، في ظل عدم رغبة الطرفين في دخول هذه المواجهة، بسبب الأزمات الداخلية لكليهما.

ويرى هؤلاء في أحاديث منفصلة لـ"النجاح الاخباري" أن ما يجري من احتكاك بين الاحتلال والمقاومة الآن من تصعيد وصفوه بـ"البسيط" متوافق عليه ضمنيا بين الطرفين، مشيرين في ذات الوقت أن ما يجري مناورات من أجل استمرار ادخال المنحة القطرية لقطاع غزة.

وكانت مدفعية الاحتلال المتمركزة على الشريط الحدودي مع قطاع غزة قصفت اليوم الأحد عدة نقاط للضبط الميداني شرق القطاع، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، قبل يومين ، أن عددًا من الحرائق اندلعت في مناطق غلاف غزة بفعل البالونات الحارقة.

وزعمت القناة العبرية 13 ، أنّ قوات الاحتلال قررت وقف أعمال بناء الجدار على حدود قطاع غزة بعد إطلاق النار عليها من داخل قطاع غزة.

احتكاك منظم

من جهته، يرى المحلل السياسي، هاني حبيب أن ما يجرى في قطاع غزة بين الاحتلال والمقاومة، جرى في أوقات سابقة كشكل من أشكال الاحتكاك أكثر من أنه تصعيد، باعتبار أن مثل هذه الامور جرت بشكل متواتر وبشكل شبه منتظم.

وقال في حديثٍ خاص لـ"النجاح الاخباري": إن "ما نشهده اليوم هو استمرار لحالة سائدة أكثر من كونه تصعيدا مختلفاً عما جرت عليه الامور، تزداد حدة الاحتكاك حينا وتتراجع حينا آخراً"، لافتاً إلى أن ملف التهدئة الآن بات مطويا لاعتبارات كثيرة.

ووفق حبيب فإن هذه الاعتبارات تتعلق في الوضع الفلسطيني الداخلي كذلك بالانشغال الإسرائيلي الداخلي، موضحاً بأن هناك اطمئنان حسب رؤية الاحتلال بأن الوضع في غزة على ما هو عليه.

وأضاف أن "هناك وساطات لعدم الانجرار نحو تصعيد أكبر، والأطراف المعنية تعمل من تحت الطاولة أفضل من أن تكون هناك وساطات معلنة قد تكون محرجة لبعض الأطراف"، مشيراً إلى أن هناك شبه توافق ضمني على حدود هذا الاشتباك؛ كي يظل تحت السيطرة المطلقة بحيث لا يتعدى أي طرف هذه الحدود.

وبيّن المحلل حبيب أن هناك بعض الأطراف التي تربط بين هذا الاحتكاك والضغط على الجانب القطري، لكي يستمر في وساطته وفي تقديمه للمنحة القطرية لقطاع غزة، معتبراً أن هذا الاحتكاك هو لتذكير الأطراف المعنية وخصوصاً قطر بضرورة استئناف منحتها القطرية والتي قد تنتهي مع نهاية هذا الشهر.

واستدرك: " لكن مثل هذا الأمر يجب أن لا يربط  بأي عمل انساني بقدر ما هو شكل من أشكال الصراع مع الاحتلال بكافة الوسائل الممكنة والمتاحة، أكثر من كونه رهنا بعامل إنساني من هنا او هناك".

الجدير بالذكر أن قطر توزع مساعدات مالية لقطاع غزة شهريا، تعرف باسم "المنحة القطرية" بقيمة 100 دولار لحوالي 100 ألف عائلة غزية مستورة، تدخل عن طريق الاحتلال الإسرائيلي من خلال حاجز بيت حانون "ايرز".

مجرد مناورات

وفي ذات السياق، يوافق المختص بالشأن الإسرائيلي، عليان الهندي سابقه في الرأي بأن ما يجري في قطاع غزة مجرد مناورات من أجل التسريع بإدخال المنحة القطرية للقطاع، مستبعداً في الوقت ذاته أن تتجه الأمور في غزة نحو التصعيد أو المواجهة.

وبحسب تحليل الهندي لـ"النجاح الاخباري" فإن الاحتلال الإسرائيلي لديه اهتمامات أخرى تتعلق وباء كورونا والأزمة السياسية وما ترتب على ذلك من أزمة اقتصادية، مبيّناً أن هذه الأزمات تدفع الاحتلال الإسرائيلي بالتهدئة مع الطرف الفلسطيني.

وأوضح أنه بالمقابل فإن قطاع غزة يشهد الكثير من المشاكل الاقتصادية الجزء الأكبر منها ناتج عن الحصار الإسرائيلي، مؤكداً أن الذهاب نحو مواجهة جديدة ربما يؤدي إلى أزمة خانقة في قطاع غزة لا يستطيع تحملها في الوقت الحاضر.

وقال الهندي: إن " إسرائيل أُبلغت بشكل رسمي من دول العالم بأنه في حال دخلت في حرب مدمرة على قطاع غزة مستحيل يتم اصلاحه أو اعماره"، موضحاً أن الاحتلال الإسرائيلي لا يريد مواجهة مستمرة مع غزة في الوقت الحالي.

وأشار إلى أنه في حال دخول قطاع غزة مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، فإن هذا سيدفع بعض المواطنين من الدخول إلى مظاهرات أو احتجاجات اجتماعية لا ترغب بها قيادة حماس، مشدداً على أن الطرفين "الإسرائيلي ومقاومة غزة" ليس لديهما رغبة في الدخول لمواجهة أو حتى تصعيد.

وكانت حركة الجهاد الإسلامي حذّرت الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، على خلفية تصاعد اعتداءاتها بحق المواطنين في قطاع غزة.

وقالت الجهاد في بيان لها، إن "تكرار اعتداءات الاحتلال، بحق أبناء شعبنا هو إمعان في العدوان، الذي يمارسه الاحتلال، والذي تجلّت صورته البشعة في الجريمة النكراء، التي أدت لاستشهاد المواطنة داليا السمودي في جنين يوم الجمعة الفائت، والشهيدة هي أم فلسطينية، أصيبت برصاص الاحتلال، أثناء قيامها بتحضير الحليب لطفلتها الرضيعة في جنين، عندما احترق رصاص الإرهاب الصهيوني جسدها الضعيف، لترتقي شهيدة بعد ساعات من نفس اليوم".

وحذرت الاحتلال من أن استمرار "هذا الإرهاب، سيؤدي إلى رد فعل فلسطيني، وعلى الاحتلال تحمل نتيجة أي أذى يلحق بالمواطنين والمزارعين، نتيجة هذا التصعيد العدواني".

وتوعد بيني غانتس وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي ورئيس الوزراء البديل، مساء أمس السبت بأن قوات الاحتلال سترد على أي هجوم سواء إطلاق بالونات أو غيره من قطاع غزة .