دلال عريقات - النجاح الإخباري - بعد أن انتهيت من قراءة/دراسة الصفقة، وانطلاقاً من قناعتي بأن الجمهور الفلسطيني ما زال بحاجة للتعرف على بنود هذه الصفقة، سأقدم اليوم توضيحا تفصيليا بلغة سلسة لما جاء في سطور هذه الصفقة في ١٨١ صفحة.

قبل أن أبدأ، لن أخفي عليكم، أنني وعلى مدار السنوات الماضية، كدت أجزم أنه لا وجود لصفقة القرن، كانت إدارة ترامب تمارس سياسة المماطلة لشراء مزيد من الوقت لمصلحة اسرائيل في مصادرة الحقوق الفلسطينية، إلى أن خرجت الصفقة قبل عدة أيام بطريقة استعراضية استفزازية تعكس مستوى الانحطاط السياسي للشخصيات الديكتاتورية التي قدمتها.

أعزائي القراء، صفقة القرن تُعرف نفسها في أول السطور بأنها رؤية لتحسين حياة الفلسطينيين والاسرائيليين. تنقسم الرؤية إلى جزءين رئيسين: إطار سياسي في الربع الأول من الصفقة يتبعه إطار اقتصادي في الجزء المتبقي.

الإطار السياسي:

سأطرح ما جاء تحت عنوان الإطار السياسي في نقاط توضيحية حسب الملفات السياسية التالية (القدس، الأسرى، اللاجئون، الحدود، الأمن، السيادة، الدولة، قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، العلاقات الخارجية والإقليمية).

القدس:

• القدس الموحدة هي عاصمة اسرائيل.

• العاصمة الفلسطينية في منطقة شرق القدس وتقترح الرؤية إطلاق اسم "القدس AlQuds" أو أي اسم يراه الفلسطينيون مناسباً لهذه العاصمة المحددة جغرافياً (كفر عقب، شعفاط، أبوديس). تطلق الرؤية على الفلسطينيين المقدسيين مسمى "العرب المقدسيين" وتقدم لهم عدة خيارات من ناحية الهوية: هوية تابعة للدولة الفلسطينية، لدولة اسرائيل او بإمكانهم اختيار هوية سياسية منفصلة عن أي من الدولتين.

• تقترح الرؤية إقامة منطقة سياحية فلسطينية في القدس وبالتحديد في 'عطاروت' لدعم السياحة الإسلامية، وهنا تقلل/ تتجاهل الرؤية أهمية السياحة المسيحية أو الوجود المسيحي في فلسطين بشكل عام وفي القدس بشكل خاص.

• تقترح الرؤية إقامة سلطة تطوير سياحية مشتركة (جيروساليم-القدس) JTDA. وتقترح إقامة بنك تطويري متعدد الأطراف لإدارة الأموال الداعمة للخطة الاقتصادية لرؤية السلام من أجل الازدهار.

الأمم المتحدة والقرارات الدولية:

• رؤية ترامب لا تستند على قرارات الأمم المتحدة، لا مجلس الأمن ولا الجمعية العمومية وتُعلل أن هذه القرارات وأهمها '٢٤٢' لمَ ولن تحل الصراع بسبب اختلاف القانونيين على تفسير هذه القرارات مما سمح حسب نص الصفقة للقيادات السياسية أن تتجنب التعامل مع تعقيدات هذا الصراع بدلاً من تبني حل واقعي لتحقيق السلام.

• في تناقض صريح تؤكد الرؤية في آخر صفحاتها أنه وفي حال توقيع الفلسطينيين على هذه الصفقة، سيتم إخراج قرار من مجلس الأمن/الجمعية العامة التابعين للأمم المتحدة مختص بانتهاء هذا الصراع!

السيادة، الأمن والعلاقات الخارجية:

• السيادة لإسرائيل على الأمن والمياه والجو

• السيادة لإسرائيل على الطرق الالتفافية والمعابر والحدود

• لا مطار ولا ميناء فلسطينيا في المراحل الأولى

• لا تستطيع فلسطين حسب الصفقة إنشاء علاقات دبلوماسية إلا بعد موافقة اسرائيل، ولكن ليس من حق فلسطين بتاتاً الانضمام للمنظمات الدولية ولا محاكمة اسرائيل قضائياً ولا سياسياً لدى أي جهة خارجية، وهذا يشمل سحب كافة الملفات الفلسطينية في المحكمة الجنائية الدولية ICC ومحكمة العدل الدولية ICJ أو حتى في الانتربول Interpol.

• على فلسطين والدول العربية وقف دعم حركة المُقاطعة BDS أو أي مبادرة ضد اسرائيل. بالمقابل على فلسطين والدول العربية مواجهة حزب الله وداعش وحماس. تنطلق الرؤية من أن إيران هي التهديد الرئيسي لمنطقة الشرق الأوسط.

• تقترح الرؤية إنشاء منظمة الشرق الأوسط للتعاون والأمن لتشمل دول اسرائيل وفلسطين والخليج والأردن ومصر OSCME، ويُفرض عليها التنسيق الأمني مع اسرائيل.

• تعاون إقليمي أمني: تركز الرؤية على فكرة خلق فصل جديد في تاريخ الشرق الأوسط يتفهم فيه الزعماء 'الشجعان' التحديات المشتركة التي تستوجب خلق تعاون إقليمي حيث نجح نتنياهو بإقناع العالم أن مصدر التهديد في المنطقة هو إيران والإرهاب المرتبط بالحركات الإسلامية.

• اسرائيل تقرر مدى جهوزية الدولة الفلسطينية من ناحية أمنية حسب التفاصيل الأمنية الموضحة في Security Criteria.

• في حال التزمت فلسطين بالتوقيع ورفع المستوى الأمني ستعيد الولايات المتحدة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، كما وأنها ستفتح مكتبا لبعثة أمريكية لدى السلطة ولاحقاً ستفتح سفارة أمريكا في "القدس، AlQuds » عاصمة دولة فلسطين في المكان الذي تراه أمريكا مناسباً.

• تذكر النصوص صراحة أن الجانب الأمني من هذه الرؤية تم تطويره استناداً لما تم تقديمه من الحكومات الاسرائيلية السابقة بما يضمن سيطرة اسرائيلية كاملة على الحدود والمعابر، الجو والبحر والأرض.

الدولة:

تتحدث الصفقة عن:

• دولة اسرائيل للشعب اليهودي ويعترف بها العالم أجمع وتنعم بالتطبيع مع الدول.

• دولة فلسطين منزوعة السلاح تتمتع بحكم ذاتي وشخصية قانونية وشبكة طرق مبتكرة وجسور وأنفاق للسماح بحرية الحركة. وتوضح الرؤية أن استمرارية وتواصل المواصلات ستقلل من الحاجة للحواجز! على فلسطين أن تحقق مستوى أمنيا يُرضي اسرائيل وان تتبنى خطط تعليم السلام في المنهاج الفلسطيني وإنشاء لجان مشتركة للتسامح، كما تفرض الرؤية على الفلسطينين وقف صرف رواتب الأسرى والشهداء وتشير لهم 'بالإرهابيين'.

الأسرى:

• تؤكد الرؤية أنه سيتم إطلاق سراح الأسرى باستثناء هؤلاء المتورطين بأي عمليات قتل مباشر أو غير مباشر ضد الاسرائيليين!

• تشترط على الأسرى المحررين توقيع وثيقة لتشجيع التعايش السلمي وتحرمهم من حق طلب اللجوء في دولة ثالثة.

• لإطلاق سراح الفلسطينيين، تشترط الرؤية إطلاق سراح جميع الأسرى الاسرائيليين وإرجاعهم لاسرائيل!

اللاجئون:

• الرؤية تساوي بين مفهوم اللاجىء الفلسطيني واليهودي الناتج عن هذا الصراع!

• تتحدث الصفقة عن حل عادل وواقعي، وبنفس الوقت تستغني عن حق العودة وعن قرار ١٩٤.

• يحق للأفراد المُسجلين في الأونروا الحصول على خيارات منها العودة لدولة فلسطين الجديدة بأعداد محددة أو الحصول على التعويضات.

• أشارت الرؤية لإنشاء صندوق اللاجئين الفلسطيينين لتحمل التبعات المادية.

• إنهاء وكالة تشغيل وغوث اللاجئين فور توقيع الاتفاقية إضافة لضرورة تفكيك مخيمات اللجوء واستبدالها بمشاريع سكنية.

• بالمقابل، تؤكد الرؤية على ضرورة قيام آلية عمل دولية مستقلة عن هذه الصفقة تُعنى بتعويض اللاجىء اليهودي وتعويض الدولة اليهودية على ما تكبدته خلال عملية دمج اللاجئين اليهود على حد تعبير الصفقة.

قطاع غزة:

تقدم الرؤية زاوية خاصة بقطاع غزة وتؤكد على ضرورة وقف ونزع السلاح في غزة وتطرح إطارا أمنيا خاصا بالقطاع بالتعاون مع مصر، ولاحقاً تحت الإطار الاقتصادي، تشبه فرص ازدهار الاقتصاد بتجارب سنغافورة واليابان وألمانيا.

المستوطنات:

المستوطنات أو ما تطلق عليه الصفقة 'الجيوب' ستكون جزءا من دولة إسرائيل ولا داعي لتفكيكها فهي لا تعتبرها تشكل أي خطر على السلام.

غور الأردن:

السيادة لإسرائيل في غور الأردن وتتطرق الرؤية للمنشآت الزراعية التي يديرها/يمتلكها الفلسطينيون بإمكانية استمرار عملها حسب القوانين الفلسطينية ولكن بعد الحصول على رخص من اسرائيل!

تبادل الأراضي:

تذكر الرؤية انه لن يتم تهجير المواطنين الفلسطينيين او الاسرائيليين، ثم تتناقض في الصفحات التالية وتؤكد أنه سيتم تبادل أراضٍ لمناطق مسكونة وتخص بالذِكر منطقة المُثلث لتصبح جزءا من دولة فلسطين. إضافة لسيادة اسرائيلية على الحدود والطرق والمعابر، وتذكر أنه سيتم تعديل الجدار ليناسب الحدود الجديدة.

هنا ينتهي الحديث عن الإطار السياسي الذي ينسف الحقوق الفلسطينية والقانون الدولي وكل جهود السلام، وتنتقل الرؤية للتركيز على الاقتصاد وخطة الازدهار.

الإطار الاقتصادي:-

من الناحية الاقتصادية، تعد الرؤية وتكرر أنها ستضمن خلق مليون فرصة عمل جديدة خلال ١٠ أعوام متتالية من خلال استثمار ٥٠ مليار دولار. مما سيؤدي الى مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي، وتقليص معدل الفقر بنسبة ٥٠٪؜.، وتقدم الصفقة الأفكار التالية في الإطار الاقتصادي:

شبكة مواصلات مبتكرة..

• لضمان دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً سيتم الاستثمار بإنشاء شبكة مواصلات مبتكرة تتكون من أنفاق وشوارع وجسور وسياج وقطارات ومعابر.

• إنشاء صندوق دعم دولي، حيث يتم تمويل مشاريع المواصلات من خلال الصندوق الدولي.

التجارة الدولية والازدهار الاقتصادي..

• تتحدث الصفقة عن إقامة منطقة التجارة الحرة، تقترح الرؤية إنشاء منطقة تجارة حرة بين الاْردن وفلسطين وتقدم آليات لتصدير المنتجات الفلسطينية عبر مطار أردني وتقترح إقامته بمنطقة قريبة من الحدود.

• توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة الامريكية وفلسطين لتحقيق الازدهار وتطوير الاقتصاد الفلسطيني.

• تقترح الرؤية تسهيلات تجارية لدولة فلسطين عبر موانىء اسرائيل (حيفا وأسدود) والأردن (العقبة) مع استحداث أنظمة مواصلات فائقة السرعة تخضع للسيادة الاسرائيلية، أما الضرائب والجباية فتكون مسؤولية دولة فلسطين التي تحصل على تسهيلات مجانية في الموانىء الاسرائيلية ولكنها تسهم في خطط التطوير والصيانة، بالمقابل تدفع فلسطين للمملكة الأردنية مقابل استعمال ميناء العقبة وتساهم مادياً في عمليات الصيانة.

• تتخيل الصفقة إقامة جزيرة افتراضية لإنشاء ميناء ومطار غزة في المستقبل وبعد ٥ سنوات من توقيع اتفاقية السلام وإن حققت فلسطين المستوى الأمني المطلوب، يُسمح لها بتطوير ميناء ومطار فلسطيني على جزيرة افتراضية تُقام على حدود مياه غزة.

السياحة..

تركز الصفقة وبقوة على قطاع السياحة في تطوير الاقتصاد الفلسطيني، فتتحدث الصفقة عن سياسة جذب للسياحة العالمية من خلال الاستثمار في تطوير البنية التحتية الفلسطينية من فنادق وطرق ومرافق سياحية وخدمات. الصفقة تتحدث عن منطقة سياحية خاصة في القدس ومنطقة سياحية ضمن اقليم الشرق الأوسط بالتعاون مع مصر والأردن ولبنان تكون فلسطين أحد أهم الأماكن السياحية في المنطقة. كما تطرقت الصفقة للسياحة في البحر الميت

•السياحة في البحر الميت..

تقدم الرؤية مقترحا لإقامة منطقة سياحية فلسطينية على البحر الميت تخضع للسيادة الاسرائيلية وتربطها بالدولة الفلسطينية طريق سريعة. بشرط أن لا تنتقص هذه المنطقة السياحية من الحقوق الأردنية والاسرائيلية في المصادر الطبيعية المستخرجة من البحر الميت.

المياه، الكهرباء والغاز..

تعترف الرؤية بحقوق متبادلة في المياه وتركز على أهمية الاستثمار واستعمال التكنولوجيا في هذه المجالات وتقدم الحلول من خلال مشاريع قطاع خاص في تحلية المياه وتنقية المياه العادمة.

المواطن، الحكومة والاقتصاد..

الرؤية تقدم عرضا لخطط ومشاريع استثمارية إقليمية تغطي ثلاث جهات رئيسية تتعلق بتمكين المواطن والحكومة والاقتصاد، والجدير بالذِكر أنها تركز وبطريقة غير مسبوقة على:

-أهمية دور القطاع الخاص في المشاريع المختلفة

- أهمية مشاركة الدول الإقليمية وخاصة الأردن ومصر ولبنان.

- أهمية المبادرات والدعم الدولي لتطوير خدمات المياه والكهرباء والغاز وفرص العمل والتجارة.

من المثير جداً أن رؤية السلام من أجل الازدهار قدمت في الإطار الاقتصادي مجموعة لا بأس بها من المشاريع الاستراتيجية التفصيلية من حيث الأرقام والمشاركين والممولين والجهات التنفيذية في المجالات التالية:

- مشاريع الطاقة (حقول الغاز، محطات توليد ونقل الكهرباء وتنقية ومعالجة المياه)

- المشاريع السياحية (الفنادق والشوارع والخدمات والشركات)

- مشاريع الحوكمة الرشيدة وبناء المؤسسات (الحكومة الإلكترونية E- government, الشفافية والمحاسبة، مكافحة الفساد وتدريب الموظفين العموميين)

- مشاريع ثقافية، فنية، رياضية ومرافقها كاملة ومركز ثقافي وطني إضافة لمشروع المتحف الفلسطيني.

- مشاريع تمكين الشباب والمرأة.

- مشاريع الصحة العامة لضمان توفرها وكفاءتها.

- مشاريع تعليمية ومهنية - لإنشاء جامعة فلسطينية تصبح من اول ١٥٠ جامعة على مستوى العالم. والتركيز على مشاريع التدريب المهني وتشجيع مشاريع ال STEM العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

- مشاريع تحسين بيئة العمل والاستثمار لتحقيق التطوير الاقتصادي وتحفيز القطاع الخاص من خلال تسهيلات وإصلاح سياسات الضرائب والقوانين والسياسات النقدية والاستثمارات التجارية الدولية الحرة والمباشرة لتعزيز فرص القطاع الخاص في الاستثمار وتنفيذ المشاريع.

الرؤية في إطارها الاقتصادي هي صفقة بكل ما للكلمة من معنى، فيها عرض لخطط استراتيجية كاملة تتضمن رؤية وأهدافا واضحة محددة زمانياً ومالياً ومكانياً وطرق التنفيذ والجهات المسؤولة وطريقة التمويل والميزانيات والحلول.

السلام من اجل الازدهار هي محاولة أمريكية لتحقيق رؤية صهيونية لمجتمع فلسطيني مزدهر بهندسة وتصميم اسرائيلي محترف من خلال توظيف القطاع الخاص الفلسطيني لتنفيذ مشاريع تُعنى بتمكين المواطن والحكومة والاقتصاد.

هذه الصفقة هي مشروع مارشال جديد كما أتى حرفياً في سطورها؛ سيتم تنفيذها على مدار ١٠ سنوات لتسهيل استثمار ٥٠ مليار دولار لتنفيذ مشاريع لتمكين المواطن والاقتصاد والحكومة، اعتمدت هذه المشاريع كما تنص الرؤية على تقارير ومشاريع القطاع الخاص الفلسطيني، الحكومة الفلسطينية والرباعية الدولية، تقارير سلطة النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي.

خلال دراستي لهذه الصفحات، شهدت الكثير من التفكير خارج الصندوق، الابتكار، توظيف التكنولوجيا، البراغماتية، محاكاة العصر وعمليات إخراج لمصادرة الحقوق الفلسطينية بطرق وروايات احترافية. بالرغم من كل هذه الطروحات الاقتصادية التي قد تبدو مُغرية وجذابة للبعض إلا أن أي رؤية لسلام عادل حسب قرارات الشرعية الدولية وسيادة فلسطينية على حدود ١٩٦٧ كانت ستحقق للفلسطينيين أضعاف هذه العوائد المادية التي تتحدث عنها الصفقة.

هم لا ينتظرون الرد الفلسطيني، إعلان الصفقة هو إخطار للشعب الفلسطيني ببداية تطبيق رؤية ووعد جديد يتعدى على ما تبقى من حقوق الشعب الفلسطيني الباقي على هذه الأرض، تحت شعارات حل الدولتين، هم يكرسون حل الدولة الواحدة، نعم ستتم معاملتنا كشعب أقل حظاً، كمواطنين درجة ثانية، القيادة الفلسطينية لن ترضى أن تكون طرفاً بأي شكل من الأشكال. سيقولون أن الفلسطينيين يضيعون فرصة أخرى للسلام. كفى استخفافاً بعقول الشعوب. في سطور الصفقة، يستعمل الأمريكان مصطلح مُيسر facilitator وليس وسيط Mediator, لأنهم يدركون مهمة الوسيط بتوفيق وجهات النظر بين الأطراف المختلفة، وهذا اعتراف صريح من أصحاب الصفقة أنها صفقة تجارية وليست مبادرة للسلام.

آخر سطور الصفقة تقول حرفياً إن هذه الرؤية طموحة ولكنها قابلة للتحقيق، وأن مستقبل الفلسطينيين مليء بالفرص. وتنتهي الـ ١٨١ صفحة بجملة:

"الرواية الفلسطينية لا تنتهي هنا، ولكن رواية الفلسطينيين بدأت كتابتها الآن!"

فلنكتب رواية فلسطين في التحرر والحرية والكرامة والسلام ....

 

نقلاً عن صحيفة القدس