نابلس - النجاح الإخباري - صاحب بشرةٍ بيضاء وشعر أسود ترافقهما ابتسامة دائمة تبعث على الأمل، وعزيمة مطلقة، لطفل لم يتجاوز التاسعة من عمره؛ ويجلس بأطرافٍ مبتورةٍ على كرسيه الكهربائي المتحرك، ليثبت أن الإعاقة ليست بالجسد أو الروح وإنما بالعقل، محققاً انجازات عجز الأصحاء عن تحقيقها.

إنه الطفل عبد الله غيث، الذي حطم كل القيود المجتمعية متغلباً على الصعوبات التي مر بها بابتسامته الواثقة المليئة بالتفاؤل والإرادة محققاً المعجزات.

وُلد عبد اللطيف سليماً طبيعياً، وبعمر الـ9 شهور أصيب بعدوى ارتفعت على إثرها حرارته ليصاب بمرض السحايا، قاتل بشراسة وبقلب أسد ليبقي أنفاسه على قيد الحياة.

وسردت والدة عبد اللطيف "ألاء عرابي" قائلة: "كنت في ألمانيا أكمل دراسة الماجستير، حينا أصيب ابنها "عبد اللطيف" بالمرض، ولحسن الحظ أننا في مدينة متقدمة طبياً، ففي دول أخرى مرض السحايا يؤدي للوفاة مباشرة، ليس فقط لخسارة الأطراف".

وتابعت: "عبد اللطيف يمتلك الكثير من الإرادة والعزيمة ليكون الأفضل ويصنع بصمته في المجتمع، وفي عمر الـ3 سنوات أخبرته أنه مختلف بعض الشيء عن الآخرين ليتقبل ذلك بهدوء".

وأضافت: "بداية واجهنا الأمر بصعوبة كوننا لم نعتد على التعامل مع شخصمن ذوي الاحتياجات الخاصة بالعائلة، ومن ثم أدركنا أن مسؤوليتنا تجاه ولدنا لا تقف عند أم وأب، فهدفنا ودورنا تجاه الحياة اختلف أيضاً".

"عبد اللطيف" والذي يلقب بـ " الطفل الطائر " هوايته المفضلة تبدأ بـ"السباحة ومن ثم لعبة الشطرنج واللعب على الأجهزة واللعب بالكلول".

أما أطباقه  المفضلة، يقول عبد اللطيف "أحب المقلوبة والمنسف والدوالي والكوسا".

ويفضل الطفل الطائر متابعة المسلسل اللبناني عروس بيروت ، والممثل المصري محمد رمضان الأقرب لقلبه.

وشارك عبد اللطيف في 3 ماراثونات بداية مارثوان طبريا دولي ، بهدف جلب الدعم لمدرسته، ومارثون الحق في الحركة في بيت لحم ، ومن ثم ماراثون بيرزيت .

ويرى عبد اللطيف نفسه مصلحاً للأجهزة الكهربائية في المستقبل.

ووجه عبد اللطيف رسالته لذوي الاحتياجات خاصة، قائلاً: "حبوا أنفسكم وثقوا بها، وكونوا راضيين بما لديكم".