النجاح الإخباري - أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات بأن الاف الأسرى في سجون الاحتلال يحتاجون أشكال التضامن العربي والدولي في ظل ما يتعرضون له من انتهاكات جسيمة وظروف قاسية ادت الى ارتقاء 222 شهيداً منهم حتى الان.

وأضاف المركز في تقرير له بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني والذي أقرته الجمعية العامة لـ"الأمم المتحدة" في عام 1977، والذى يصادف التاسع والعشرين من نوفمبر بان الأسرى يفتقدون بشكل عملي لكل أشكال التضامن العربي والدولي ، وما يحصلون عليه فقط هو القليل جداً من التضامن العاطفي الذى لا يغير من واقعهم شيئاً .

واعتبر الباحث رياض الأشقر الناطق الإعلامي للمركز قضية الأسرى من أهم القضايا التي نتجت عن الصراع مع الاحتلال وبالتالي تحتاج الى كل صوت حر وشريف لإسنادهم والتضامن معهم وفضح حقيقة جرائم الاحتلال التى ترتكب بحقهم.

واستطرد بأن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل القرارات التي أقرتها المؤسسات الدولية فيما يتعلق باحترام حقوق الإنسان، ومعاملة الأسرى معاملة إنسانية وتوفير حقوقهم ومستلزماتهم، ولا يلتزم بتطبيق أياً منها ورغم ذلك يصمت العالم على انتهاك الاحتلال للمواثيق والاتفاقيات مما شجعه على الاستمرار في هذا النهج، والتعامل مع نفسه كدولة فوق القانون.

وأكد بأن الاحتلال يعتقل (5500) أسير فلسطيني في ظل ظروف غاية في السوء، ويرتكب بحقهم كل أشكال الانتهاك والتضييق و سوء المعاملة، ولا يوفر لهم ادنى الحقوق التي نصت عليها المواثيق الانسانية، اضافة الى استخدام كل أساليب التعذيب النفسي والجسدي بحقهم خلال فترة التحقيق، وهم يحتاجون بالفعل إلى التضامن معهم محلياً وعربياً ودولياً من اجل أن يسمع العالم كله بمعاناتهم .

استنزاف بشري

وأشار الأشقر، الى أن الاحتلال يستخدم سياسة الاستنزاف البشري بحق الشعب الفلسطيني، حيث يواصل عمليات الاعتقال الفردية والجماعية دون توقف، وقد بلغت حالات الاعتقال خلال العام الجاري فقط ما يقارب من ( 5000)  حالة اعتقال .

منوهاً الى ان الاعتقالات لم تقتصر على فئة معينة بل طالت كافة شرائح وفئات الشعب الفلسطيني، حيث وصلت حالات الاعتقال بين الأطفال القاصرين منذ بداية العام الى ما يزيد عن (750) حالة، لا يزال منهم (210) خلف القضبان عدد منهم جرحى، بينما بين النساء بلغت حوالي (100) حالة، و لا يزال منهن (42) أسيرة في سجون الاحتلال بينهن جريحات ومريضات.

  موت بطيء

كما لا تزال ادارات سجون الاحتلال تمارس سياسة الموت البطيء بحق الأسرى بإهمال علاجهم من خلال المماطلة في متابعة الحالات الصحية، ما أدى الى زيادة نسبة الخطورة على حياتهم، وخاصة الاسرى الذين يعانون من الأمراض المزمنة كالسرطان و مشاكل القلب وضمور العضلات والكلى وضغط الدم، حيث أصبحت بعض الحالات غير قابلة للعلاج ما يهدد حياتها بالموت في أي لحظة، وهو ما أدى لارتفاع حصيلة شهداء الحركة الأسيرة مؤخراً إلى 222 أسير بعد استشهاد الاسير "سامى ابودياك".

كما أساءت سلطات الاحتلال استخدام قانون الاعتقال الإداري واستخدمته كأسلوب للعقاب الجماعي في التعامل مع المواطنين الفلسطينيين في ظل انعدام إثباتات تشرع استمرار اعتقالهم لفترات طويلة، حيث وصلت أعداد القرارات الادارية خلال العام الجاري فقط  (880) قرار .

أوضاع صعبة

وأكد الاشقر، بأن الأسرى في كافة السجون يعانون من انتهاكات لا حصر لها في ظل تنكر الاحتلال للمواثيق الدولية ذات العلاقة بالأسرى وفى مقدمتها اتفاقية جنيف الرابعة، حيث يتعامل معهم بعدوانية واضحة، و يتفنن في ابتداع الأساليب التي تنكد عليهم حياتهم، وفى الوقت الحالي يشكو الأسرى من نقص حاد في الملابس والأغطية الشتوية ووسائل التدفئة مع دخول فصل الشتاء القارص البرودة ، الأمر الذي يعرضهم إلى الإصابة بالأمراض الكثيرة التي يسببها البرد والرطوبة، والتي تلازمهم سنوات بعد رحيل الشتاء .

ويعاني الأسرى كذلك من عمليات التفتيش المتكررة لغرفهم بشكل مفاجئ وفى أوقات متأخرة ، وما يرافقها من تفتيش واعتداء بالضرب والشتم والاستفزاز وقلب محتويات الغرف ومصادرة الأجهزة الكهربائية والأغراض الشخصية، وخاصة في فصل الشتاء حيث يفرض الاحتلال علهم المكوث في البرد خلال ساعات .

ودعا "أسرى فلسطين" في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني المجتمع الدولي ومؤسساته الإنسانية والسياسية إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، والتضامن مع الفلسطينيين بشكل حقيقى، بتشكيل ضغط على الاحتلال لوقف جرائمه المستمرة بحقهم، وعلى راسها جريمة الاعتقالات المستمرة، والزام الاحتلال بتوفير حقوق الاسرى ووقف الهجمة الشرسة بحقهم .