رام الله - النجاح الإخباري - قادت وكيل وزارة الخارجية والمغتربين أمل جادو جلسة المشاورات السياسية السادسة بين وزارتي خارجية فلسطين وسويسرا، التي جرت في مقر "الخارجية السويسرية" بالعاصمة الفيدرالية بيرن.

وكان قد شارك في الجلسة كل من سفير دولة فلسطين لدى سويسرا إبراهيم خريشي، ومستشار خلوصي بسيسو، وسكرتير أول ديما عصفور، ومسؤول الملف الثنائي ملحق دبلوماسي ضحى الدغمة، فيما ترأس الوفد السويسري وكيل وزارة الخارجية السويسرية باسكال بايرسفيل.

ووضعت الوكيل جادو، الوفد السويسري في صورة آخر مستجدات الوضع السياسي وعلى الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني بشكل عام والوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه بشكل خاص، بفعل إجراءات الحكومة الإسرائيلية، وكذلك الإجراءات الأميركية المتمثلة بقطع كامل المساعدات الإنسانية، ووقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، بالإضافة إلى الانتهاكات الإسرائيلية اليومية التي تقوم بها من استيلاء على الأراضي واعتقال المواطنين الفلسطينيين، واقتحام متكرر للمسجد الأقصى، والاستمرار في بناء مستوطنات إسرائيلية بشكل متسارع وممنهج.

 ودعت جادو الجانب السويسري إلى حث إسرائيل على وقف تلك النشاطات الاستيطانية داخل أراضي الضفة الغربية، مؤكدة أهمية منع استيراد وتسويق منتجات المستوطنات في سويسرا، كما طالبت بأن تلعب سويسرا دورا أكثر فاعلية في الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها، خاصة المتعلقة بالاستيطان، وإلزامها باحترام القانون الدولي والإنساني بصفتها الدولة الوديع لاتفاقية جنيف الرابعة.

وأشارت إلى الإعلان الأخير لنتنياهو حول نيته ضم وادي الأردن والأغوار لإسرائيل، مشددة على ضرورة الاعتراف العاجل بدولة فلسطين حفاظا على حل الدولتين، ودعم القرارات الخاصة بها في الأمم المتحدة ومجلس حقوق اللإنسان، وعلى أهمية استمرار دعم سويسرا للأونروا.

وتطرقت إلى إعلان الرئيس محمود عباس عن إجراء انتخابات تشريعية تليها رئاسية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، مشيرة إلى أن الحكومة تبذل كافة الجهود السياسية والتقنية من أجل تذليل جميع العقبات التي تواجه إجراء هذه الانتخابات.

وفي ظل التطورات السياسية الأخيرة في الشرق الأوسط، أكدت جادو محورية القضية الفلسطينية التي ستبقى على رأس سلم الأولويات لدى الدول العربية حكومات وشعوب بشكل خاص، والمجتمع الدولي كافة بشكل عام، مبينة أن إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية سيجلب الأمن والاستقرار في المنطقة التي تعاني حاليا من أزمات متتالية.

كما ناقش الاجتماع سبل استمرارية وتطوير التعاون الثنائي بين دولة فلسطين وسويسرا في جميع المجالات، خاصة العلوم، والابتكار، والزراعة، والاقتصاد، والبيئة، ودعم المرأة.

بدورها، شكرت بايرسفيل، الوكيل جادو على أهمية القضايا التي تم عرضها من قبل الجانب الفلسطيني، مؤكدة ثبات ومواصلة دعم الحكومة السويسرية للشعب الفلسطيني ولحل الدولتين على حدود 1967.

وشددت على رفضها لحديث نتنياهو حول  الضم غير الشرعي للأغوار أو أي أرض فلسطينية أخرى لإسرائيل، موضحة أن حكومتها تعي كذلك أهمية استئناف الدعم السويسري والأوروبي للأونروا، نظرا للدور الهام والإنساني الذي تقوم به.

ووقعت جادو وبايرسفيل على مذكرة التفاهم لعام 2019- 2020، فيما أكدت جادو أهمية استمرارية عقد هذه اللقاءات للتشاور وتبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا الدولية، والإقليمية، والثنائية.

كما التقت جادو، خلال زيارتها، مع مدير مركز جنيف للسياسة الأمنية (GCSP) والمدير التنفيذي لمعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحثUNITAR))، وأشارت إلى أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به هذه المؤسسات في بناء قدرات الشباب الفلسطيني في مهارات القيادة، وحل الصراعات، وبحث آفاق التعاون والتدريب الدبلوماسي والمهني.

وأنهت جادو زيارتها بلقاء المدير التنفيذي لمركز الجنوب (SouthCentre) من أجل مناقشة المشاريع التنموية المقترح إقامتها في فلسطين.