بمشاركة أمل صدقة - النجاح الإخباري - على الأطلال الشرقية للأغوار الشمالية- محافظة طوباس- تتربع قرية العقبة، التي باتت تشكل دليلاً قطعياً على أسبقية وأحقية الوجود الفلسطيني بما تحمله من معاني الصمود والتحدي النابع من سُكانها وعلى رأسهم  رئيس المجلس القروي الحاج سامي صادق.

رصاصةٌ تولد إعاقة:

 تحدث صادق عبر برنامج ذوو الهمم الذي يبث على فضائية النجاح، عن ذكرى إصابته  بثلاث رصاصات من قبل قوات الإحتلال بتاريخ28/6/1971  أعنفها رصاصة  ما زالت قريبة من القلب تسببت له بشلل تام جعله حبيس الكرسي المتحرك في عمر السادسة عشرة وحتى يومنا هذا.

العقبة تضاد ٌدلالي يصنع معجزة:

قال صادق بأن دلالات المعطيات على الساحة الفلسطينية عقب اتفاق أوسلو عام 1993 كانت تشير إلى أن قرية العقبة على موعد مع السلام، غير أن النتائج كانت مضادة للتوقعات، حيث شن الاحتلال هجمات عسكرية شرسة على القرية، على اثرها أُعلنت القرية منطقة عسكرية مغلقة محاطة بثلاث  ثكنات لتدريب الجيش، خلفت وراءها خمسين جريحاً، و ستة عشرة شهيداً، إضافة إلى تسليم اخطارات هدم م بنسبة وصلت 95% من المساحة الإجمالية للمباني القرية، استناداً لحججٍ باطلة.

وتابع صادق حديثه قائلاً" كان ردنا على الاحتلال بأن حصلنا قبل عامين على لقب أفضل هيئة محلية بتنافس مع محافظتي الخليل ونابلس"، أما على صعيد البنية التحتية فكان الرد قوياً أيضاً حيث تم إنشاء مصنع لانتاج الأعشاب الطبية  وآخر للألبان والأجبان،  ومرافق  مختلفة، تقدم خدمات متنوعة بين التعليم، والصحة، والثقافة بأعلى جودة ممكنة.

 إنجازات مقاومة تستصرخ السُلطات:

نوهه صادق خلال حديثه أن المجلس القروي نجح بعد جهود مضنية في  انتزاع حق أهل القرية بالعيش بسلام وأمان، وفقاًً لنهج إداري حكيم يُصدِرُ قراراته من تحت شجرة الخروبة على مداخل القرية، تجلت أهم إحداثياته بإزالة المناورات العسكرية داخل القرية، ومنع سلطات الاحتلال من التجول بالدبابات والسلاح داخل القرية ومنازلها، إضافة إلى إزالة معسكر ( تسيفع) من مدخل القرية، وبناء لجنة تنظيم وبناء محلية لترخيص المباني، والتي غدت بموجبها قرية العقبة، القرية الوحيدة على مستوى الضفة الغربية التي تحصل على تراخيص بناء في مناطق "ج"- التابعة إدارياً وعسكرياً لسيطرة الاحتلال- والتي تعمل بالتوازي مع باقي المؤسسات العامة المشيدة في القرية لخدمة المواطنين سواء على الصعيد الاقتصادي كجمعية المرأة الريفية، أو السياسي  فيتمثل بجمعية العقبة التعاونية لدعم السكان المهجرين، أو حتى الرياضي كنادي الأمل للطلائع وغيرها  الكثير الذي يختلف باختلاف الهدف.

وعلى الصعيد الدولي أشار صادق بأنه يواصل مساعيه الدائمة للحصول على حشد اعلامي دولي من المؤسسات الحقوقية والإنسانية دعماً للقرية ورفضاً للاحتلال، حيث نجح صادق  في عام 2008 بتوصيل 6000 رسالة إلى الكونغرس الأمريكي والخارجية الأمريكية من أجل الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف عملية هدم المنازل ووقف الأعمال التعسفية ضد القرية، وبعدها في عامين استطاع صادق  إيصال صوت أبناء قرية العقبة من خلال تجسيد معاناتهم اليومية من خلال كلمة ألقاها في اجتماعٍ دولي  مختص بحقوق الإنسان في إيطاليا، ناهيك عن الجهود الجماعية لأعضاء المجلس القروي كافة، حيث تمكنوا مع رئيسهم من  الإجتماع مع رئيس وأعضاء لجنة تقصي الحقائق الدولية في عمان للاستماع إلى معاناة أهالي قرية العقبة كنموذج حي لمعاناة أهالي القرى الفلسطينية في مناطق "ج".

وناشد صادق من خلال شاشة فضائية النجاح أصحاب النفوذ، والجهات المسؤولة أن تضع قرية العقبة، نصب عينيها، وتدرجها على سلم أولوياتها وتقدم الدعم المعنوي قبل المادي للقرية وأهلها، لدعم صمودهم وثباتهم على أرضهم.

كما طالب صادق وزارة النقل والمواصلات بأن تقدم ما هو مطلوب للقرية حتى ينطلق المواطنين بحرية للعنان الخارجي ويتمكنوا من رؤية النور دون قيود.

وقال بأن القرية بحاجة ماسة إلى بناء مدرسة نموذجية للارتقاء بواقع التعليم في القرية، وكذلك المسارعة في بناء مجلس قروي معتمد يستوعب أعضائه ويوفر مساحة آمنة لكل الأطراف المعنية.

وفي ختام حديثه عبر صادق عن آماله المكنونة داخله اتجاه الجيل الشاب قائلاً: " نتأمل من الجيل الشباب أن يتعلم من نجاح قرية العقبة، وأن يتم بناء القرى الأخرى كما تم بناء قرية العقبة، وأن يكونوا لفلسطين، وخدمة الوطن، وليس أقوال دون أفعال".