مرح العبوة - النجاح الإخباري - لم تكن ثورة اللبنانيين والمظاهرات التي خرج فيها الآلاف إلى الشوارع والأزقة تأخذ هذا الاتساع والانتشار الواسع إلا لوجود روح الفكاهة والسخرية والعديد من المواقف التي أذهلت وأضحكت العالم خلال الأيام الستة الماضية.

مواقع التواصل الاجتماعي ضجت بمقاطع عدة لمواقف حصلت خلال احتجاجات اللبنانيين، التي شهدت مشاركة معظم الممثلين اللبنانيين، عدا عن وجود الطبلة والأغاني الحديثة ك إنساي، و بيبي شارك  والدبكات التي رقص الشباب على أنغامها، وهم يرفعون العلم اللبناني، بالإضافة إلى صور السلفي والفيديوهات التي شاركها اللبنانيون مع أصدقائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومنهم من ارتدى الأقنعة وملابس مضحكة تلفت الأنظار، ومنهم من جاء عبر دراجته النارية، ومنهم من جلس وبجانبه الشيشة ويلعب ورق "الشدة" مع أصحابة.

وهناك من ذهب ابعد من ذلك وتقدم لخطبة حبيبته في الميدان، عدا عن وجود الكلاب والقطط التي جاءت مع أصحابها، حتى المذيعات والمراسلين الإخباريين لم يسلموا من تعليقات ومقالب المتظاهرين.

الكبير والصغير خرج إلى شوارع لبنان وعبر عن رفضه للواقع المعيشي وفساد الطبقة السياسية، من خلال اليافطات التي كتب عليها "خافي منا يا حكومة ".

ثورة "لؤلؤة الشرق" كما يحب البعض تسمية لبنان، حازت على أعجاب المتابعين من إرجاء الوطن العربي والعالم، وأصبحوا يتابعوها بكل تفاصليها تارة ليضحكوا على أفعال بعض المتظاهرين وتارة أخرى ليقفوا ويؤازروا الشعب اللبناني المناضل منذ القدم في حربه ضد الطائفية والفساد.

خلت مظاهرات بلد الأرز من مظاهر العنف وطفت عليها روح الشعب اللبناني الذي يتميز بالانفتاح و خفة الدم، لكن السؤال يبقى ماذا بعد هذه الاحتجاجات؟ وهو السؤال الذي باتت الإجابة عليه ملحة في ظل تجارب عربية سابقة نتجت عما ما بات يعرف باسم "الربيع العربي".