وكالات - النجاح الإخباري - كشف كاتب اسرائيلي، اليوم الأربعاء، أن قيادة قوات الاحتلال الإسرائيلية طلبت المستوى السياسي أن يسمح له بدخول قطاع غزة  في حال أراد القضاء على المنظمات الفلسطينية هناك.

وقال الكاتب ران أدليست  في مقاله بصحيفة معاريف، إن "قوات الإحتلال تسأل المستوى السياسي: إن ترد مني القضاء على المنظمات الفلسطينية، اسمح لي بدخول قطاع غزة، واجتياحه، ولكن حينها ستضطر الدولة لحفر الخنادق والمقابر في جميع أنحائها، ولذلك بعد انتهاء حرب غزة الأخيرة (الجرف الصامد) 2014 قرر قادة القوات المتناوبين على قيادته: بيني غانتس وغادي آيزنكوت وأفيف كوخافي، عدم خوض أي حرب جديدة، بانتظار أن تقرر الحكومة ما تريده من أهداف من هذه الحرب".

وأضاف أن "سياسة الاغتيالات التي تنتهجها أجهزة الاحتلال الأمنية الإسرائيلية لا تهدف للقضاء المبرم على المنظمات الفلسطينية المسلحة، وإنما تسعى لتهدئة اليهود المذعورين، والإثبات أن الأمن ما زال فعالا، لكن النتيجة أن هذه الاغتيالات تحافظ على مستوى متصاعد من الكراهية والخوف ضد العرب الساعين للقضاء على دولة الاحتلال، إضافة إلى أن هذه الاغتيالات تقضي على أي فرص لنجاح العمليات السياسية".

وتابع: "الاغتيالات التي لا تعترف دولة الاحتلال بمسؤوليتها عنها كما جرت العادة، لا تنجح بالقضاء على تطلعات الشعب الفلسطيني بالاستقلال، أو لتصفية المشروع النووي الإيراني، أو التواجد الإيراني في سوريا، الاغتيالات فقط هي المهدئ القومي لليهود الخائفين، وتقديم دليل إضافي على أن المنظومة الأمنية للاحتلال ما زالت تعمل على ما يرام".

وأكد أن "هذه الاغتيالات رغم الكثير من مبرراتها لا تخفي ما تمنى به مؤسسة الاحتلال الأمنية الإسرائيلية من سلسلة الإخفاقات والفشل المتلاحق في كل الجبهات، سواء في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا، ما يطرح السؤال: ماذا سنجني إن حفرنا آلاف القبور لمن سنغتالهم في هذه العمليات السرية؟".

وأشار إلى أن "الاغتيالات التي تصادق عليها حكومة الاحتلال الإسرائيلية تسفر عن إشاعة المزيد من أجواء الكراهية والخوف بين العرب والفلسطينيين، بل وتزيد من دوافع الانتقام والثأر لديهم، والنتيجة أن أي انتقام فلسطيني أو عربي سيولد انتقاما "إسرائيليا" في المقابل؛ لأن العين بالعين منطق مقبول في الشرق الأوسط، وبهذا المنطق ورطت دولة الاحتلال نفسها كعشبة من الحشيش في حقل من الأعشاب الضارة".

وأوضح أن "الاغتيالات المتبادلة جزء من أعمال المافيا والعصابات، وفي ذروتها تنسى دولة الاحتلال أنها دولة، ولأنها أغفلت أن نزاعها مع الفلسطينيين ذو أوجه سياسية وعسكرية، ويجب أن يسير وفق جدول أعمال سياسي، لكنها تتجاهله، والنتيجة أن ثقافة الاغتيالات هي التي تسود".

وأضاف أنه "رغم أن هناك من يدافع عن هذه السياسة بأنها تهدف لإعاقة العمليات المسلحة، أو القضاء عليها، فقد ذهبت للفحص بنفسي للتعرف على أحوال هذه العمليات والهجمات الدامية، فوجدتها لا تتنفس فقط، تضرب وتطلق النار، وإنما تنجح بإقامة ميزان من الردع والتهديد مع الاحتلال الإسرائيلي الأكبر والأخطر في المنطقة".

وشدد الكاتب الإسرائيلي على أن " المستوطنين الإسرائيليين يجب أن يعلموا أن الاغتيالات لا تعني فقط مشاهد تلفزيونية، وإنما عمليات دامية، نحن أمام دماء وليس كاتش آب".

الكاتب استحضر "نموذجا من عمليات الاغتيال الفاشلة التي تمثلت بمحاولة تصفية خالد مشعل زعيم حماس في الأردن عام 1997، حينها اعترف رؤساء الموساد في قوات الاحتلال داني ياتوم، وأحد كبار ضباط قسم العمليات رومي بن فورات، ومساعده ميشكا بن دافيد، بأن الدافع لاغتياله كان الضغط الذي مارسه عليهم نتنياهو في حينه بأنه يريد الانتقام من حماس بعد عملياتها الدامية في تل أبيب عقب اغتيال يحيى عياش في غزة في يناير 1996". وفقاً لما أورده موقع "عربي21".

وختم بالقول إن "نتنياهو أراد حينها قتل مسؤول فلسطيني كبير على أمل أن يهدئ ذلك المستوطنين الغاضبين، ولنا أن نتذكر أن محاولة اغتيال مشعل حصلت في 25 سبتمبر 1997، فيما كانت آخر عملية لحماس في 30 يوليو، وأسفرت في حينه عن قتل 16 مستوطنا اسرائيليا وإصابة المئات".

وأكد أن "قادة جهاز الموساد في قوات الاحتلال عرضوا على نتنياهو اغتيال اثنين من القادة الفلسطينيين، لكنه لم يقتنع بهما، لأنه أراد قائدا من العيار الثقيل تمثل في مشعل، الذي لم يقتل، وكتبت له حياة جديدة".