نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - العودة الى خيار إجراء انتخابات برلمانية مبكرة ، دفع بعض الشخصيات السياسية في الوسط العربي في الداخل الفلسطيني إلى البدء بمشاورات في محاولة للدخول في  اصطفافات جديدة وقوائم بهدف خوض انتخابات الكنيست المقبلة أو الضغط من أجل تحسين شروط التفاوض مع القائمة المشتركة.

وأظهرت نتائج انتخابات الكنيست الأخيرة (9/4/2019) تراجع قوة تمثيل فلسطينيي الداخل في "الكنيست" الإسرائيلي بعد فشل بقاء القائمة المشتركة متماسكة في ظل المناكفات الحزبية بين مركباتها المختلفة.

ولكن المشهد السياسي بحسب الأستاذ الدكتور والمحاضر في قسم السياسة بجامعة النجاح الوطنية ابراهيم ابو جابر يبدو انه سيتغير بعدما تم حل الكنيست والاعلان عن انتخابات جديدة في 17 سبتمر القادم (2019)،فالوسط العربي حاليا ومن خلال قراءة سريعة -وقد تكون مبكرة بعض الشيء -يبدو انه سائر وفق خارطة سياسية جديدة.

وفي هذا الإطار يرجح أبو جابر في قراءة متأنية للمشهد إعادة تشكيل القائمة المشتركة بنفس مركباتها الحزبية السابقة (الإسلامية،الجبهة،التجمع والعربية للتغيير) وهذا ما اعلن عنه بالأمس عبر وسائل الاعلام في خبر لخص بيان نشر باسم القائمة المشتركة لخّص جلسة بين ممثلي المكونات السياسية المذكورة للمشتركة أكد على توافق هؤلاء على احياء القائمة المشتركة والبدء في وضع برنامج سياسي لها لخوض انتخابات الكنيست القادمة واستراتيجية عمل وغيرها من الاليات.

وعليه فإن مسألة عودة القائمة المشتركة الى الساحة السياسية غدا تقريبا ومبدئيا قائم الا في حال اختلاف المكونات السياسية على قضية توزيع المقاعد والحصص فيها.اما فرصة القائمة المشتركة وحظوظها في الانتخابات القادمة فواضح انها ستكون افضل مما حصلت عليه القائمتان في الانتخابات الأولى هذا العام.بحسب أبو جابر.

في سياق متصل،قال أبو جابر إن هناك أصوات وشخصيات اكاديمية ومستقلة وسياسية من كل المشارب تدعو الى تشكيل جسم سياسي جديد لخوض انتخابات الكنيست على ان يكون على شكل شراكة عربية _ يهودية بهدف المشاركة في صناعة القرار وعدم البقاء في معسكر المعارضة فقط مثلما هو نهج القائمة المشتركة، أي المشاركة في الائتلاف الحكومي، فهذا من وجهة نظرهم هو المطلوب للتأثير على القرار السياسي والدفع نحو خدمة الجماهير العربية بصورة عملية وفاعلة.

ويؤكد أبو جابر أن هذا الجسم قد يتشكل من خلال التحالف بين المكونات العربية المذكورة وحزب ميرتس اليساري الذي حصل في الانتخابات الأخيرة على 40 ألف صوت من أصوات الناخبين العرب وهناك مساع عملية للتوصل الى تأسيس وانجاح هذه الشراكة.

أما على مستوى قاعدة المشهد السياسي الثالثة فيري أبو جابر أن تلك القوى والتيارات والحركات والأحزاب المنادية بمقاطعة انتخابات الكنيست، وهي وازنة في الداخل الفلسطيني بحيث تتعدى نسبة أنصارها الى أكثر من 40% تقريبا، وتتشكل من طيف سياسي واجتماعي ووطني غير متجانس فكريا مثل: أبناء البلد والحركة الإسلامية الشمالية المحظورة وحركات وطنية صغيرة أخرى منبثقة عن حركة الأرض السابقة وحزب الوفاء والإصلاح وغير هؤلاء من غير المؤطرين.

وفي وقت سابق، قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن الأحزاب الأربعة العربية في "إسرائيل" ستعلن العودة إلى القائمة المشتركة لخوض انتخابات الكنيست القادمة، التي من المقرر أن تعقد في 17 أيلول.

وكانت الأحزاب الأربعة قد خاضت انتخابات أبريل بشكل منفصل، لكن من المتوقع أن تشهد الأيام القليلة القادمة عودة للاتحاد بين الأحزاب الأربعة، بحسب الصحيفة.

وتسارعت المحادثات خلال اليومين الأخيرين لتشكيل القائمة المشتركة من جديد، ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة إعلانًا رسميًا بالوصول إلى اتفاق بين الأحزاب.

وكانت القائمة المشتركة قد حققت نجاحًا عام 2015، تمثل في الحصول على ثالث أعلى نسبة من الأصوات في إسرائيل بعد الليكود والمعسكر الصهيوني. وفي انتخابات 2019، دخلت الأحزاب العربية الانتخابات بدون وحدة، ما تسبب بتراجع عدد المقاعد التي حصل عليها العرب، وذهاب الكثير من الأصوات العربية إلى أحزاب صهيونية.

وتوصلت الأحزاب العربية إلى اتفاق حول أسماء أول 10 أسماء في القائمة، فيما تجري حاليًا مناقشات حول المقاعد من 11 إلى 14.

ومن المتوقع أيضًا، بحسب هآرتس، أن يولد حزب عربي جديد، بحسب ما أوضح البروفيسور في العلوم السياسية في جامعة حيفا أسعد غانم للصحيفة.

وقال غانم إن الهدف من الحزب الجديد هو تقديم بديل للمصوتين العرب في "إسرائيل"، ولم يستبعد أن يندمج الحزب مع القائمة المشتركة في حال تم التوصل لاتفاق.

ولم يستبعد غانم بحسب الصحيفة الارتباط مع القائمة المشتركة في حال توصلوا لاتفاق على التمثيل وعلى خطة العمل.

في سياق متصل،أكد ممثلو الأحزاب العربية الأربعة الممثلة في الكنيست الإسرائيلية، الالتزام الكامل بالقائمة المشتركة كخيار وحيد لخوض انتخابات الكنيست المعادة التي ستجري في 17 أيلول/ سبتمبر المقبل، وضرورة الإسراع في إتمام تشكيلها للانطلاق في حملة انتخابية قوية لتقوية التمثيل السياسي للجماهير العربية.

وشدد ممثلو هذه الأحزاب (منصور دهامشة عن الجبهة، وأسامة سعدي عن الحركة العربية للتغيير، وإبراهيم حجازي عن الحركة الإسلامية، وجمال زحالقة عن التجمع الوطني الديمقراطي) في اجتماع لبحث التحضيرات لخوض الانتخابات، على أن الأسباب والدوافع لإقامة المشتركة عام 2015، لم تقل بل زادت، تبعا لتفاقم المخاطر السياسية والوجودية، التي يواجهها الشعب الفلسطيني والجماهير العربية في أراض الـ1948.

وجددوا التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة قانون القومية العنصري وتبعاته، وفي التصدي لسياسات التمييز ومحاصرة الوجود وفي الدفاع عن الأرض والمسكن ومكافحة العنف والجريمة والوقوف ضد محاولات إفراغ المواطنة المنقوصة مما تبقى فيها من حقوق.