هاني حبيب - النجاح الإخباري - لم يعد خافيًا أن مؤتمر ورشة البحرين الاقتصادي يندرج في إطار خطة ترامب "صفقة القرن"، الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، واختراق رسمي إسرائيلي للمنظومة العربية بحيث تصبح إسرائيل جزءًا من النظام الإقليمي العربي، لذلك من البديهي أن المشاركة في هذه الورشة، مهما كانت التبريرات غير المقنعة تعتبر بشكل أو بآخر انضمامٌ إلى هذه الصفقة حتى رغمًا عن قصد ونوايا المشاركين فيها.

عادة كان النظام الرسمي العربي، وفي عدة منعطفات سياسية، يشير إلى أنه يقبل ما يقبل به الفلسطينيون، ويرفض ما يرفضونه، عدة دول عربية سارعت منذ الإعلان الأمريكي عن الورشة إلى الإعلان عن مشاركتها بهذه الورشة، بينما كانت هناك دول ترددت وأخرى اعترضت وأعلنت عدم مشاركتها، قبل أيام، جاء الإعلان من أميركا بأن مصر والأردن والمغرب ستشارك في أعمال هذه الورشة، الأردن والمغرب نفيا اتخاذهما قرارًا بهذا الشأن، بينما أعلنت القيادة الفلسطينية مجددًا رفضها الحاسم لهذه الورشة، وحثت الدول العربية على عدم المشاركة فيها، بينما كان من الأفضل أن تدين هذه القيادة كل دولة تعلن عن مشاركتها بها مهما كانت المبررات.

رفضت القيادة الفلسطينية منذ بدء الحراك الأمريكي بتنفيذ أهم ملفات خطة ترامب، باعتبار القدس عاصمة للدولة العبرية ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، مرورًا بوقف المساهمة المالية الأمريكية لوكالة الأونروا، وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية، وتاليًا رفض ورشة البحرين التي دعت إليها الولايات المتحدة واصطفت كل قوى الشعب الفلسطيني فصائل ومنظمات مجتمع مدني ونقابات، في كل أماكن تواجدها، وراء موقف القيادة الفلسطينية،وكان حريًا ومنذ الإعلان عن ورشة البحرين، الدعوة إلى مؤتمر شعبي فلسطيني وعربي لتأكيد هذا الموقف وإدانة الورشة وكل المشاركين فيها، الأمر الذي من شأنه وقف تردد الدول التي كانت تنتظر، لصالح رفض المشاركة، ودعم الدول التي أعلنت بوقت مبكر رفضها المشاركة، وتعتقد أن الأردن كان قد أعلن موقفًا داعمًا للموقف الفلسطيني، وكان في شأن هذا المؤتمر الشعبي الفلسطيني العربي دعم هذا الموقف قبل أن تسعى واشنطن للضغط على الأردن من أجل المشاركة في أعمال الورشة.

وبالرغم من وحدة الموقف الفلسطيني رسميًا وفصائليًا وشعبيًا، في مواجهة خطة ترامب وورشة البحرين، إلا أنها جهودًا مبعثرة بدلاً من اسناد الموقف الرسمي أدى إضعاف هذه الجهود من جهة، فإن مؤتمر بيروت الذي سيُعقد بالتوازي والتزامن مع ورشة البحرين من شأنه أن يُعيد توحيد الصفوف في إطار حشدٍ رسمي وشعبي فلسطيني وعربي، يؤكد الرفض المطلق لهذه المخططات ولدعم الموقف الفلسطيني المتمسك بقضيته المركزية، دون الانتقاص أو المساس بها!