دارين طاطور - النجاح الإخباري - في تشرين ثاني 2018 تم نقل الأسيرات من القسم القديم في معتقل الدامون وأسيرات معتقل الشارون إلى قسم جديد في سجن الدامون بعد أن روجت إدارة مصلحة السجون أن هذا القسم الجديد الذي سيضم كل الأسيرات معًا سيكون أفضل، وأن سبب النقل هو لتحسين ظروفهن، روجت الإدارة أن الزنازين التي ستحوي الأسيرات في القسم الجديد هي زنازين أفضل من كل النواحي وخاصة المساحة والظروف الحياتية اليومية فيها.

نقلن الأسيرات إلى القسم الجديد وظهرت الحقيقة من وراء هذا النقل، فالزنازين التي يقبعن الأسيرات بها مبنية من الاسمنت غير مبلطة مليئة بالحفر التي يدخل عن طريها الحشرات والفئران، الأسرة التي فيها متآكلة وصدئة وقديمة جدًا لا تصلح للنوم، زنازين بها نسبة ورائحة الرطوبة عالية لا يمكن أن يتحملها الجسم، لم يتوقف الأمر هنا بل ثمة خطر حقيقي يتهدد الأسيرات، فالكهرباء في تلك الزنازين سيئة جدًا لدرجة أن هناك عدة أسيرات أصبن بصعقات كهربائية وبحمد الله كانت خفيفة، إلا أن مشكلة الكهرباء تفاقمت مع الوقت لدرجة أن الأدوات الكهربائية المحدودة والقليلة التي يمتلكنها الأسيرات في تلك الزنازين كالبلاطة والتلفاز وإبريق الماء بحالة تشغيلها يسبب تماس كهربائي شديد والذي يؤدي لانفجار هذه الأداة وإخراج شرارات نارية منه ومن ثم وإتلافه فهذا يعني أن خطر الموت حقًا يحيط بأسيراتنا في هذا المعتقل الذي أثبتت تقارير حقوق الإنسان المحلية والدولية أنه لا يصلح لحياة الحيوانات، والأخطر من كل هذا أن كل ما يلمسنه الأسيرات في هذا القسم يشعرن فورًا بصعقة كهربائية خفيفة بأصابعهن، باختصار كل ما في القسم بات به شحنات كهربائية عالية ويمكن انفجارها في كل لحظة.

الأسيرات رفضن هذه الأوضاع وقبل شهر تقريبًا قدمن بشكوى لإدارة السجن ضد مشكلة الكهرباء هذه إلا أنه وحتى اليوم لم يتم علاجها رغم مضى أكثر من شهر على اكتشافها وتقديم شكوى بها، وقبل أسبوع فقط أحضرت الإدارة تقني كهربائي لفحص المشكلة إلا أنها زادت وتفاقمت بعد زيارته وفحصه لها!

لم يتوقف الأمر بظروف الحياة اليومية المذكورة فقط بل ازداد الأمر عليهن هذه الأيام أكثر وبالذات مع اقتراب حملة الانتخابات وشن الحرب على الأسرى من قبل أردان وسلسلة العقوبات التي أعلن عنها الشهر الماضي على الأسرى وخاصة بعد الأحداث الأخيره في سجن النقب والتي طالت الأسيرات أيضًا، فالأسيرات اللتن سجل بملف التحقيق الخاص بهن أنهن أسيرات تابعات لحماس منعن من زيارة الأهل دون سبب، علمًا أن الأسيرات في المعتقل لا يقسمن أنفسهن حسب الأحزاب والفصائل أبدًا، كما قلصت إدارة السجن في معتقل الدامون زيارات المحامين لهن، حيث تم ويتم رفض الكثير من طلبات زيارة المحامين لزيارتهن.

مع كل هذه الظروف الصعبة لم يستسلمن الأسيرات وتسلمن بالأمر الواقع بل تكاثفن من أجل تحسين أوضاعهن ويحاولن بقدر استطاعتهن أن يقاومن هذا الظلم وهذه الانتهاكات لحقوقهن ومصير حياتهن حيث رفضن ويرفضن الدخول إلى الزنازين خلال النهار خوفًا على حياتهن من تماس كهربائي شديد محتمل في كل لحظة! كما قمن بإرجاع وجبات الطعام كوسيلة رفض وضغط على إدارة المعتقل إلا أن الإدارة ما زالت غير مبالية بمصيرهن وحياتهن المعرضة للخطر الشديد!

الآن وقبل حدوث الكارثة علينا جميعًا التحرك من أجل الأسيرات وحياتهن وبكل الطرق المتاحة لنا من أجل الضغط على إدارة السجن ومصلحة السجون بنقلهن بأسرع وقت إلى معتقل بظروف أفضل أو حل المشكلة من أساسها منعًا لحدوث الكارثة.


من الجدير ذكره أيضًا فقد تم نقل الأسرى الأشبال إلى هذا المعتقل أيضًا وبهذا فإن الخطر يتهدد ليس فقط الأسيرات إنما أيضًا الأسرى الأطفال.
الشاعرة والاسيرة المحررة//