غزة - مارلين أبوعون - النجاح الإخباري - رغم أن وضع القطاع الاقتصادي سيئ في غزة ، ورغم أن بعض المحلات أقفلت أبوابها أمام زبائنها، لعدم مقدرتها على دفع الايجار وتسديد ما عليهم للتجار، نظراً لتوقف الحالة الشرائية، إلا أن بعض المحال حافظت على مكانتها، ولأن الطلب عليها مازال كبيراً.

محلات الجوالات بعضها تراها مليئة بالزبائن، فهذا يسأل عن أسعار الهواتف الحديثة، والبعض الآخر تراه يتحدث مع موظف الصيانة ويخبره عن العطل الذي لحق بهاتفه لكي يصلحه.

محمد عبدالرحمن هو صاحب محل الشهد لبيع وصيانة الجوالات يقول لمراسلة النجاح الاخباري :" وضع الناس الاقتصادي يدفعهم لبيع هواتفهم حتى وإن كان بنصف السعر،وهذه بصراحة فرصة المحلات، لأننا لا نربح إلا شواكل قليلة من بيع الهواتف الجديدة ورغم ذلك الطلب عليها قليلاً جداً، فنجد ربحنا كله في الهواتف المستعملة. "

وأوضح عبدالرحمن أن الأعطال في الهواتف الحديثة كثيرة وخصوصاً مع انقطاع التيار الكهربائي فيلجأ الكثيرين لشحن هواتفهم على البطاريات التي تحدث أعطالاً كثيرة في الهواتف، فتدخل عليها شحنات عالية، وتحرقها.

ولفت إلى أن المواطنين في غزة يحبون اقتناء الهواتف الحديثة، حتى وإن لم يكن في جيب المواطن شيكلاً واحداً، فتجده يمسك في يده هاتفا حديثا يتباهى به.

"مربحنا كله من صيانة الهواتف"

عبد العزيز سالم شاب يتقن صيانة الهواتف، ويصلحها بمهارة يقول ل النجاح الاخباري عن تجربته في هذا الجانب :" عملت لدى الكثير من المحلات، وجميعهم يطلبونني بالاسم للعمل لديهم في قسم الصيانة، وحينما أوافق على شروط، ينكثون عهدهم معي، فمثلاً اتفقت مع احدى المحلات بأن أعمل بنظام الراتب، إن أصلحت 100 هاتف أو لم أصلح هاتفاً واحداً فراتبي لا يتاثر، وحينما ينقضي الشهر ينكثون بعهدهم، ويتحججون بالوضع صعب، وبأني لم أصلح هواتف تكفي لاستخراج راتبي الشهري، "مع العلم أن أعلى راتب" كان 800شيكل بالشهر، فأتركهم وأعمل عند غيرهم وهكذا.

وأكد عبد الرحمن أن العمل في صيانة الجوالات مربح 200%، فيأتي الزبون له لتصليح الهاتف، ولا يتطلب تصليحه دقائق، ويطلب أقل سعر 30شيكل.

وذكر ل النجاخ الاخباري عن أسبوع كان من أكثر الأسابيع الزاهية من وجهة نظره، فقد كان الطلب على اصلاح الهواتف النقالة كبير جداً، بحيث أنه لم يكن يعود لمنزله إلا في ساعات متأخرة، وأكد على أنه أصلح ما يقارب 50 هاتفاً، وأقل مبلغ طلب في اصلاحه كان20 شيكل، وهذا يعني أنه في أقل من أسبوع أمن راتبه 3 مرات.

ونبه إلى أن هذا الشيء لايعد نصباً أو احتيال كما يدعي البعض، بقدر ماهو عمل وشطارة،" فاذا أردت أن تستعيد هاتفك  يعمل بشكل جيد فعليك أن تدفع"على حد تعبيره.

هوس البعض في شراء الهواتف

اسماعين محسن اشترى على مدار خمسة أعوام ما يقارب عشرة هواتف بعضها "ذكي"، والآخر عادي، وكان في كل مرة يشعر بحاجته للمال يبيع هاتفه الحديث الذي كان قد اشتراه بمبلغ مرتفعة، ويشتري آخر يتراوح سعره من مائة شيقل إلى مائتين فقط. قال لـ النجاح الاخباري : "لا أنكر أنني مهووس بشراء الهواتف الذكية، إلا أن حاجتي للمال تجبرني على الاستغناء عنها؛ فلا أجد أمامي إلا شراء جوال من نوع "كشاف" أتابع بهِ، حتى أجمع مبلغًا جيدًا من المال وأشتري غيره".

واوضح محسن ان كل ما يعرفه في عالم الهواتف النقالة هو إمكانية ارسال رسائل مصورة وتخزين مقاطع (فيديو) ومقاطع صوت فقط، فلا فضول لديه لمعرفه كيفَ تعمل تقنية الاتصال اللاسلكي فيه (wifi)، أو غيرها من المزايا التي توفرها الهواتف الذكية.

دفعت مبلغا لصيانة جوالي واكتشفت المصيبة

 التقت النجاح الاخباري الشابة الجامعية آمال يوسف وسألتها عن هاتفها، وإن كان تعرض لعطل أو لا فقالت:" كثيراً ماكان هاتفي القديم يقف عن العمل فجأة، وقد عرضته على محلات كثيرة لصيانته، ودفعت لهم مالاً إن بعتُ هاتفي لن أحصل على المال الذي دفعته لصيانته. "

وتابعت:"في يوم ذهبت لإحدى محلات غزة وأنا عائدة من جامعتي للبيت، وطلبت منهم أن يصلحوا العطل، فقد نوقف هاتفي عن العمل نهائياً وفجأة، فأخبرني المسؤول عن الصيانة أن قظعة داخلية فيه محروقة، وليست متوفرة في المخل، وسيشتريها بنفسه وكل ما يحتاجه  مني ساعة ونصف لتصليح العطل ومن ثم العودة له لاستلام الهاتف، فوافقت وغادرت المحل على أن أعود  بعد ساعة، وفعلا وجدته قد أصلح العطل، ولكني تفاجأت بأنه يطلب مني 50شيكل على التصليح، وحينما سألته لماذا؟ أخبرني بأن القطعة المحروقة غير موجودة بسهولة في ظل اغلاق المعابر ، فوافقت على استحياء وعدت للمنزل."

وأكدت يوسف أنها حينما عادت للمنزل يشاء القدر أن يكون ابن عمتها في منزلهم، وهو أيضاً خبير ومتخصص في صيانة الهواتف، وقالت له ماحدث لتتفاجأ أن هاتفها ليس به أي قطعة محروقة، وكل ما في الأمر أن هناك سلك في داخله يحتاج إلى توصيل فقط، والشاب الذي أصلحه طلب منها المغادرة لكي لاترى مايفعل ويستطيع أن ينصب عليها ويوهمها أنه تعب ووضع قطعاً أخرى بدل القطع الموجودة في الهاتف.

شاركها في الرأي تامر العسلي الذي أكد أن ماله كله ذاهب لتصليح الهواتف التي كثيراً ماتقف عن العمل، وهو لا يتعامل مع محل بعينه، يقول ل النجاح الاخباري أنه في أبسط الأمور يدفع على صيانه هاتفه مالايقل عن 40 شيكل وأحياناً تصل الأمور معه لدفع مبلغاً من المال للصيانة  يضاهي سعر هاتفه.