نابلس - خاص - النجاح الإخباري - أكد المحاضر في كلية الإعلام في جامعة بيرزيت د. محمد أبو الرب أن تجهيل المصادر في العمل الصحفي والادعاء باستخدام مصادر خاصة أو مطلعة ومصادر أمنية في العمل الإعلامي قد تكون واحدة من أساليب الخداع لتضليل الجمهور.

وأوضح في تحليل خاص لـ"النجاح الإخباري" أن هذا الأمر ينطبق على وسائل الإعلام التابعة لحركة حماس في قطاع غزة في ظل محاولاتها لحرف مسار الحراك الشبابي "بدنا نعيش" وتبرير قمعها له بأن ما يحدث هو مؤامرة مدبرة من جهات خارجية ومن السلطة الفلسطينية.

وأكد أبو الرب أن في علم الصحافة يحق للصحفي إخفاء مصادره ولكن في حالات استثنائية، كحماية شهود عيان قد يتعرض للأذى؛ ولكن في وضع غزة حاليا تجهيل المصادر يضعف من مصداقية إعلامها.

وقال "قناة الأقصى التابعة لحماس تزعم أن لديها معلومات عن مخطط يحاك ضدها، وتستقبل ضيوفا يروجوا للفكرة ذاتها دون الخوض في تفاصيل هذا المخطط أو تقديم أي معلومات صريحة عنه".

ونوه أبو الرب إلى أنها في الوقت الحالي تروج إلى أن بعض المعتقلين سيخرجون للاعتراف بأن حراكهم مسيس، مشيرا إلى أنه لا يمكن الأخذ باعترافات أشخاص تحت التعذيب في سجون الأجهزة الأمنية بغزة.

يشار إلى أن قناة الأقصى الفضائية التابعة لحركة حماس، نشرت أمس تقريراً حول الحراك الشعبي، حيث زعمت حسب مصادر أمنية حمساوية أن الحراك الشعبي مخطط تقوده السلطة يستهدف ضرب علاقة حماس بفصائل منظمة التحرير.

وأضاف أبو الرب إلى أن استخدام قناة الأقصى لمصطلح المصادر المجهولة يرجح أن هذه الجهات قد لا تستند على معلومات موثوقة، لافتا إلى أنه في حال وجدت الأدلة والإثباتات لعرضتها مباشرة.

وأشار إلى أن أي محاولة لتبرير العنف بمثابة مشاركة في الفعل، إضافة إلى أن محاولة الإعلام تشبيه ما جرى في غزة بحجة أن ذلك يجرى في الضفة بمثابة أسطوانة مشروخة وغير منطقية من حيث حجم العنف ووحشية القمع وحجم المتضررين منه والمطالب المشروعة للناس رغم أن الواجب والأساس الثابت هو رفض أي اعتداء يمس كرامة الإنسان في أي مكان وزمان.

وأكد أنه لم يسبق أن حدث بالضفة اعتقال أكثر من ألف مواطن كما وثقت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، قائلا "محاولة تبرير الأمر على أنه طبيعي أمر غير عقلاني".

وأضاف أن محاولات تسييس الحراك غير منطقي، ولكن هذا لا يعني أنه غير موجود فأبناء التنظيمات سواء في فتح أو حماس هم جزء من هذا الشعب ومن الطبيعي أن يكونوا من ضمن المشاركين بأي احتجاجات وتظاهرات تطالب بحياة كريمة ولكن حماس تحاول تبرير قمعها.

ولفت إلى أن الأشخاص الذين انتقدوا حماس في غزة هم الذين وقفوا إلى جانبها في الحروب السابقة لوقف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، ومن هذا المنطلق لا يجوز لها التخوين بوطنية كل من خرج للاحتجاج.

وتابع "كيف نتوقع من الشعب تحمل حياة دون أفق أو معزز لصمودها، فالمطالب كانت حول تحسين الأوضاع الاقتصادية بعد أن وصلت نسبة البطالة في بعض مناطق غزة إلى أكثر من 50%.

ورأى أن على حماس الوقوف بشكل واضح وصريح أمام هذه الاعتداءات والتوقف عنها، واتخاذ خطوات باتجاه هذا الشعب الذي صمد معها خلال 4 حروب سابقة واعتمدت عليه في صمودها.