غزة - ريما السويسي - النجاح الإخباري - تفاجأت الأستاذة آمال أبو شعبان (الإفرنجي) مديرة مدرسة الوحدة الخاصة للغات، الواقعة في منطقة تل الهوا جنوب مدينة غزة باتصال في الصباح الباكر من يوم أمس السبت يخبرها بأنَّ المدرسة بكامل مرافقها قد تعرضت لأعمال سرقة ونهب وتخريب على يد مجهولين دخلوا المكان وعاثوافيه  فساداً بكلِّ محتوياته.

فما الذي حصل؟ وكيف تمَّت السرقة؟ الحديث يدور عن حادثة وقعت في منطقة أمنية بالمقام الأول حيث وجود مقرّ أمني هناك على بعد مئات الأمتار فقط! ناهيك عن أنَّ المدرسة تقع في منطقة سكانية مكتظة إذ يجاورها مستشفى القدس.

مديرة المدرسة توضح

تقول آمال أبو شعبان حول الحادثة لـ "النجاح الإخباري": "أخبرني أحد العاملين من خلال اتصال هاتفي، بعد وصوله للمدرسة بأنَّ مجهولين نفَّذوا اعتداءات داخل المدرسة بعد قص الأبواب الداخلية بالحديد، ومن ثمَّ عاثوا فساداً داخل مرافق المدرسة سواء بالتخريب أو بسرقة بعض المحتويات والأغراض، بالإضافة إلى سرقة مبلغ لا يقل عن (4) آلاف شيقل من داخل خزينة المدرسة الواقعة في مكتب الإدارة".

وتضيف: "من مكتب الإدارة توغلوا إلى بقية الغرف الداخلية للمكاتب التي تتألف منها إدارة المدرسة ، قصوا الأبواب، وصولاً إلى الطابق الأرضي وهناك كسروا باب غرفة الحاسوب، وباب المقصف، ومنه تجوَّلوا داخل بقيَّة مرافق المدرسة  خرّبوا ودمّروا جهاز التحكم بالكاميرات الرقمية المنتشرة في المدرسة بالإضافة إلى تدمير وتخريب الكثير من حواسيب أجهزة المدرسة وسرقة بعض الأجهزة كالمكيفات والحواسيب".

هذا وتقع المدرسة في منطقة سكانية حيوية إذ يقع خلف المدرسة مسجد عمار بن ياسر ويجاورها مستشفى القدس وفي الجوار مجموعة من مدارس الأونروا، وتعتبر هذه المدرسة من المدارس النموذجية في غزَّة والتي بدأت عملها في القطاع منذ عشرين عامًا ويبلغ عدد طلابها (480) طالبًا من جميع المراحل.

"حتى الآن لا نستطيع حصر الخسائر المادية التي تكبّدتها مرافق المدرسة من أغراض وحواسيب ومكيفات وذلك لأنَّنا لم نقم بفحص الأجهزة والحواسيب المتبقية"، وفقاً لحديثها.

وأكِّدت أبو شعبان على أنَّ الاعتداء هدفه السرقة في المقام الأول والسبب في هذا الاعتداء هو الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها قطاع غزَّة مؤخَّر قالت: "نحن لا نتَّهم أيَّ جهة كوننا غير محسوبين على أيَّة جهة تنظيمية وما حدث هو سرقة كنتيجة كطبيعية لظروف غزة الاقتصادية التي يعاني منها الجميع والتي اضطرت الكثيرين للتسول والسرقة للحصول على لقمة العيش بأي ثمن كان".

وتختم أبو شعبان حديثها بالقول: "الحمد لله على كلِّ حال، نتمنى أن تصل الجهات المسؤولة إلى الفاعل، إذ إنَّ المنطقة بشوارعها مليئة بكاميرات المراقبة علها تساعدنا في الوصول إلى الجاني".

البطنيجي: جاري التحقيق في الحادث

وفي تواصل مع الناطق باسم شرطة غزَّة أيمن البطنيجي حول الحادثة، قال: "حضرت الشرطة للمكان بعد التبليغ بالحادثة لمعاينة الواقعة وأخذت عينات من البصمات بالإضافة لصور عن الاعتداء الحاصل في المكان".

 وأضاف أنَّ التحقيق جار وحتى الآن لم يتم الوصول إلى الجاني كون هذه الحوادث تحتاج وقت أطول، لكنَّنا حصلنا على الكاميرات التي تمَّ تدميرها وسنعمل جاهدين على فتحها في محاولة للوصول إلى الفاعلين"، على حد قوله.

وفي سؤاله عن طبيعة المنطقة كونها أمنية وفي نفس الوقت تحدث فيها سرقات يعلق البطنيجي: "لا علاقة بين الحدث ووجوده في منطقة أمنية فوزارة الداخلية هناك تتبع للشق المدني، وهي بذلك لا تختلف عن أيَّة مؤسسة أخرى في المكان، لها حراسات عادية تتمثل في وجود عنصر إلى عنصرين من الأمن".

وحول أسباب هذه الحوادث يقول البطنيجي: "لا علاقة لها بالظروف الاقتصادية بل لها علاقة بانحلال الشخص نفسه أو بدافع آخر مثل الإدمان".

المواطن يعلق: أين الأمن والأمان؟

انتشار الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي فجّر صمت المواطنين،  الذين عبّروا عن تذمرهم واستيائهم من هذه الحوادث الآخذه بالازدياد مؤخَّرًا، وباتت تهدّد أمن وسلامة المواطنين.

النجاح الإخباري رصد بعض هذه التعليقات:

قال أحدهم: "تعرضت مدرسة أيضاً في منطقة الشيخ رضوان بغزة للسرقة والاعتداء ولكن للأسف تمَّ التكتيم والتعتيم على الحادثة ولا ندري لماذا!".

وعلق آخر: "المنطقة التي وقعت فيها سرقة مدرسة الوحدة هي منطقة أمنية مراقبة فكيف تحصل سرقات في هكذا مناطق يفترض أنها تمتلئ بعناصر أمنية؟".

وطرح مواطن ثالث تساؤلاً جاء فيه: "كيف تتم هذه السرقات؟ أيها المسؤولون ماذا تفعلون ولماذا تتغافلون؟ هل أنتم فقط سلطة جباية؟".

يذكر أنَّ خمس حوادث سرقة مدارس سُجلت في مناطق مختلفة على طول القطاع في نفس التوقيت الذي تعرَّضت له المدرسة المذكورة للاعتداء والسرقة.

هذا ووفقاً لأحدث إحصائية لمعدلات الفقر والبطالة في قطاع غزَّة فقد وصلت معدلات البطالة إلى (55%) وبلغ عدد العاطلين عن العمل (230) ألف شخص فيما ارتفعت معدلات البطالة والفقر المدقع لتصل إلى (65%) كما أنَّ عدد الأشخاص الذين يتلقّون مساعدات إغاثية من الأونروا وغيرها من المؤسسات الإغاثية قد وصل إلى (60%) من سكان القطاع.

وبذلك يعاني قطاع غزَّة من أزمات اقتصادية منذ (12) عامًا تتمثل في ارتفاع نسبة البطالة والفقر لمعدلات غير مسبوقة، بالإضافة لنسبة الفقر الأمر الذي ينعكس سلباً على حياة المواطن الذي أضحى يسعي للبحث عن لقمة العيش بأي ثمن كان وهنا يكمن الخطر، فهل من مجيب!