نابلس - النجاح الإخباري - في موسم الانتخابات الذي يبدو انه الأكثر سخونة وشراسة ومصيرية في امر القيادة الإسرائيلية.
لا يستطيع نتنياهو ان يتحدث عن السلام مع الفلسطينيين، الا بلغة حذرة وغامضة وعامة، ولكنها تتضمن مساحة ضيقة لتفسير إيجابي..
"جاهز لصنع السلام مع زعيم فلسطيني يريد ذلك او حتى يقول ذلك"
هذا الشرط لا ينطبق الا على الرئيس محمود عباس الذي لم تنجح لغته المتشددة في حجب رغبته في السلام حتى مع نتنياهو.. الذي هو وحده المسؤول عن عدم استغلال القناة الروسية التي فتحها الرئيس بوتين حين اقنع عباس بإجراء لقاء في موسكو تحت رعايته، واخال ان العرض الروسي ما يزال قائما، وقد يبحث مع نتنياهو من جديد.
بقراءة موضوعية للخريطة الزعامية والقيادية في فلسطين نخلص الى مسلمة لا جدال فيها، مفادها ان اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي لن يرى النور إذا لم ينجزه عباس مع أي رئيس وزراء في إسرائيل.
ولا اخال نتنياهو الذي يعرف الوان الخريطة الزعامية الفلسطينية جيدا، يقصد انه سيدخل في ماراثون انتاج زعيم فلسطيني يأتي على هواه، فهو يوجه خطابه لمحمود عباس وليس لزعيم فلسطيني افتراضي، يأتي بديلا عنه او بعده، وهنا وبحكم معرفتي للخريطة الزعامية الفلسطينية كما اعرف كف يدي، فإن من يملك مؤهل التوقيع على اتفاق سلام مع إسرائيل هو من يستطيع مواجهة شعبه واقناعه بأنه انجز ما يمكن ان يمرره الشعب من حلول، والشعب لن يمرر أي حل، قد لا يستطيع الغاءه لسنة او سنتين، الا ان استيقاظ الرفض الشعبي وتحوله الى مقاومة فعالة، سيكون هو النتيجة الحتمية لاي حل لا يرضى عنه الفلسطينيون ولا يحقق حلمهم البديهي بكيان مستقل.
فإذا أراد مصمموا عملية السلام على مسارها الفلسطيني الإسرائيلي، الاستفادة من عباس ونزوعه نحو السلام، واستعداده لعمل ما يراه تصحيحا إيجابيا لمسار أوسلو، الذي كان له الدور الاهم في رسمه وتنفيذه، فعلى هؤلاء مساعدته على القبول ليس بالضغط والحصار والتهديد وانما بمنحه حلا لا أقول عادلا فلا عدالة في هذا الزمن، ولكن يمكن الفلسطينيين من التعايش معه ويمكن العرب من عدم الحرج منه.