غزة - أسامة الكحلوت - النجاح الإخباري - تفاجئ المواطن رائد شبير من مخيم دير البلح بانقطاع "أقلام" الأنسولين الخاصة بابنته المريضة بالسكري من عيادة الوكالة في منطقته، بعدما كانت أبنته تتبع نظام واحد في علاجها باستخدام هذه الأقلام.

اتبعت إيمان شبير "14 عاماً" نظام الأدوية الذي أقرَّه لها الأطباء، وهو استخدام "أقلام" الأنسولين منذ إصابتها  بالسكري حتى الآن،  ولكن بعد صدمتها بانقطاع هذه الأقلام، اضطرت لاستخدام دواء بديل للسكري من نوع آخر يستخدم للصغار والكبار.

لكن إيمان أصيبت بمضاعفات صحيَّة بعد تناولها الأدوية البديلة عن " الأقلام"، ضمن ما صرفه لها الأطباء والمختصين في العيادة، فطبيعتها الصحيَّة لم تتأقلم مع الأدوية البديلة، وأصيبت بمضاعفات، مما أستدعى تحويلها لمستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزَّة.

وبيَّن رائد شبير والد الفتاة، أنَّ أبنته أصيبت بتسمم أنسولين، حسب ما فهمه من الأطباء في مشفى الأقصى، وما زالت تتردَّد على المستشفى من حين لآخر لمتابعة حالتها بعد تغيُّر نمط الدواء عليها.

وطالب شبير إدارة الأونروا بإعادة صرف "أقلام" الأنسولين للأطفال المرضى، خاصة أنَّ الأدوية البديلة تسبِّب مضاعفات لهم، وتهدِّد حياتهم.

وفي معرض ردِّ الأونروا على انقطاع أقلام الأنسولين من عياداتها، قالت مديرة برنامج الصحة في الأونروا د.غادة الجدبة، إنَّ أقلام الأنسولين هي نوع متطور من الأدوية للأطفال، والتي تعمل على تخفيض نسبة السكر في الدم، حيث توفّرها الأونروا ضمن علاج الأمراض المزمنة في قسم الصحة، بناء على منظَّمة الصحة العالمية.

وأكَّدت غادة أنَّ الأنسولين هو من ضمن الأدوية الأساسية في الأونروا، لكنَّ " أقلام" الأنسولين غير مدرجة ضمن الأدوية الأساسيَّة للأونروا في مناطق عملياتها الخمسة، وأنَّ المتوفِّر هو الأنسولين العادي، لكن الأونروا تحاول توفير أفضل الأنواع من الأدوية، وتوفيره في العيادات، لأنَّ الأنسولين مهم للمرضى، وتأخيره يشكِّل خطرًا على حياة الإنسان، ولذلك تعمل على توفيره حتى لو تمَّ شراؤه من السوق المحلي بأضعاف سعره.

وبيَّنت أنَّه في كثير من الأحيان يتأخَّر وصول الدواء إلى قطاع غزَّة، أو نتيجة عرقلة من الجانب الإسرائيلي مثلما حدث العام الماضي، وهنا في غزَّة معاناة تختلف عن الأقاليم الأخرى التي تشتري من السوق المحلي بسهولة، لكن غزَّة تدخل ضمن المعاناة عندما يتم التفكير في الشراء من السوق المحلي لعدم توفر عدد كبير منها.

وأضافت: "أقلام الأنسولين غير مدرجة من القائمة الأساسية للأدوية، ولكن منذ ظهورها قبل عشر سنوات، كانت الأموال متوفرة لدى الأونروا بعد العدوان الإسرائيلي على غزَّة عام (2008)، واتّجهنا لشراء أقلام الأنسولين رغم ارتفاع أسعارها عن الأنسولين العادي رغم أنَّها من القائمة الغير أساسية، لمنحها للأطفال الأكثر احتياجًا للعلاج والمترددين على عياداتنا باستمرار لإنقاذ حياتهم".

وذكرت أنَّ أعداد الأطفال الذين يتلقون أقلام الأنسولين في عيادات الوكالة الـ (22) في قطاع غزَّة هم (401) مريض سكر دون سن الـ (21) عامًا.

وأشارت إلى أنَّها ناضلت في الفترة السابقة لتوفير أقلام الأنسولين ضمن الموازنة العامة في السنوات الماضية ونجحت في ذلك، لكن الأونروا تمرُّ في أزمة مالية هذا العام، ومرَّت بمرحلة قلق على استمرار إمكانية منح الأدوية للمرضى.

وتابعت: "المسؤولون اعتبروا قطاع الصحة أولوية لأنَّها تقدِّم خدمات أساسية للاجئين الفلسطينيين، وغياب العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات بين المرضى، وقرَّروا توفير الأدوية الأساسية للعيادات، وبذلك الأقلام لم تكون ضمن القائمة".

وبيَّنت أنَّها حصلت مؤخراً على مشروع لشراء أقلام الأنسولين، نظراً لوضع الأطفال في أولويات برنامج الصحة، وذلك ضمن منحة "الايكو" بمبلغ (13.5) مليون دولار أمريكي، وسيتم من خلال هذا المشروع التخفيف من قوائم الانتظار للعمليات الجراحية في مستشفيات القطاع.

وتوقعَّت غادة الجدبة، أن تصل أقلام الأنسولين إلى عيادات الوكالة خلال الأيام القريبة، بعدما طلبت من الشركة إرسال كمية سريعة لتوزيعها على العيادات مبدئيًّا لحين وصول باقي الكمية المطلوبة.

وقالت إنَّ هناك مشكلة في ديمومة هذه الأقلام الغير مدرجة ضمن الميزانية العامَّة، خاصة أنَّ الاونروا في خطر بعد القرار الأمريكي بوقف الأموال الممنوحة للأونروا، لكنَّها ستعمل على وضع أقلام الأنسولين ضمن أيّ مشروع لقطاع الصحة في الأونروا.

وبيَّنت أنَّه ضمن التمويل سيتم توفير أطراف صناعية للمصابين من مسيرة العودة خلال المرحلة المقبلة مع مساهمة بسيطة من المرضى، بالإضافة لتوفير كراسي محتركة و"عكاكيز" بناء على تقارير يقدِّمها الجرحى للعيادات المنتشرة في القطاع.