غزة - أسامة الكحلوت - النجاح الإخباري - عمَّت الفرحة أرجاء قطاع غزَّة خلال الأيام القليلة الماضية، بعد إعلان وزارة الزراعة (التابعة لحركة حماس) إعادة استيراد الدواجن المجمدة، والتي ستساهم في إدخال الفرحة لعدد كبير من الفقراء لانخفاض أسعارها عن المتوفر في الأسواق. 

لكن ما لا يعلمه المواطنون أنَّ هذا القرار إنعكس سلباً على المزارعين الفلسطينيين، والذين سيتكبدون خسائر كبيرة بعد السماح بإدخال اللحوم والدواجن المجمدة.
المزارع زكريا الكفارنة، ويعمل مزارعًا حرًّا منذ عامين، وهو مدير عام البيطرة في وزارة الزراعة بغزة سابقاً، هاجم سياسة الوزارة التي أعتبرها نكسة جديدة للمزارعين، والتي سترفع نسب الخسارة لديهم بإدخال المنتجات الإسرائيلية للقطاع. 

وقال الكفارنة، إنَّ سياسة تعويم البيض لا يوجد لها ضوابط نتيجة الوضع الاقتصادي، ويتمُّ اللجوء إليها عندما تكون الظروف مواتية ويكون هناك موارد لدى الناس ودخل جيد، لكن الآن لا يوجد قوة شرائية، مضيفاً: "أيُّ قطاع يكون فيه تعويم بهذه الطريقة يُدمّر المزارع، وتعويمها يضرب الإنتاج المحلي".

واعتبر الكفارنة سياسة التهريب من إسرائيل إلى الضفة الغربية، وسياسة التعويم في قطاع غزة وجهين لعملة واحدة.
وأكَّد أنَّ هذه السياسة ستؤدي إلى دمار قطاع الدواجن الذي كان المزارعون يفتخرون به، وهناك مخطط لتدميره بالكامل، وذلك لعدم وجود سياسة أو استراتيجية لدعم المنتج الوطني، وبذلك تكون الوزارة اختارت أن تشطب المنتج الوطنيوفضّلت المنتج الإسرائيلي الذي ينتج عنه دمار وانهيار، بعدما أصبحت الدواجن الإسرائيلية مقدَّسة.

وأضاف: "يتوجَّب عودة النجاح لقطاع الدواجن للمستهلك والمزارع والموزع والتاجر، ويتوجب معالجة المشاكل في الأسواق، وعدم إغراقها بمنتجات إسرائيلية ضمن سياسة الاحتلال، والتي ستؤدي إلى مزيد من طوابير البطالة".

وأشار إلى أنَّ إدخال الجناحين المجمدة هو مأساة في ظلِّ انخفاض الأسعار، بعد تسويق الدجاج بسعر (6) شواكل في الأسواق، وهذا إصرار على تدمير المزارع الفلسطيني، بعدما تعرض لخسارات متتالية.

وأوضح أنَّ الدواجن مكدَّسة في إسرائيل، ويتم إلقاؤها على قطاع غزة، وبيعها بأقل من ألاسعار المحلية، وهذا يشكِّل ضربة للمزارع الفلسطيني.
وبيَّن أنَّ المزارعين يتوجهون حاليًّا إلى شخصيات فاعلة في المجتمع الفلسطيني بما فيها المجلس التشريعي ووزارة الاقتصاد، لحلِّ هذه الإشكالية، وإنهاء موضوع المجمدات الإسرائيلية، لأنَّ قطاع الدواجن تدمَّر كليًّا، وتكبَّد المزارعون خسائر بسبب إدخال الجناحين المجمدة.
 وفي السياق، قال مدير دائرة الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة في غزة طاهر أبو حمد: "إنَّ الدواجن المجمدة كانت ممنوعة من الدخول لغزة منذ أكثر من ستة أشهر نتيجة انخفاض أسعار الدواجن خلال الأشهر الماضية، وتدخلت الوزارة للعمل على تحسين وضع أسعار الدواجن نتيجة الضغوط من مربي الدواجن لأن أسعار الدجاج وصلت إلى (6) شواكل وأدَّت لخسائر، ومنعت إدخالها على هذا الأساس. 

وأكَّد أنَّ الوزارة سمحت باستيراد الدواجن الان نتيجة ضغوط مورست على وزارة الزراعة من التجار والموردين العاملين في هذا المجال؛ لأنَّ طبقة كبيرة من المجتمع تعيش على هذه الأجزاء من الدواجن، ولذلك اضطرت الوزارة أن تسير وراء هذا الأمر والسماح بإدخالها ضمن شروط مشدَّدة.

وتكمن شروط الاستيراد في أن يكون الإنتاج المستورد ضمن هذا العام، ولا يتم السماح بإدخال منتجات عام (2018)، وهذه المعايير المشدَّدة للحدّ من عملية الاستيراد حسب قوله.
 مؤكِّدًا على أنَّ الوزارة مالت لاتّخاذ هذا القرار بعد ضغوط كبيرة من المستهلكين والمربين، وذلك بعد استشارة من المختصين في هذا المجال، رغم الخلاف في الرأي. وأكَّد أبو حمد، أنَّه لا بد من اتّخاذ خطوات وإجراءات في المرحلة المقبلة للعمل على استقرار قطاع الدواجن والحفاظ على المزارعين وتثبيتهم في أرضهم ودعم صمودهم، حيث تعكف الوزارة على دراسة جادة ستقام خلالها ورشة عمل في هذا المجال للوصول إلى إلية واضحة لدعم قطاع الدواجن، وأن يقف المزارع على قدميه، وفي المرحلة المقبلة وستكون هناك جهود كبيرة في هذا المجال.

 إلى ذلك، قال وكيل وزارة الزارعة في قطاع غزة د إبراهيم القدرة: "إنَّ سياسة تعويم البيض جاءت ضمن الاستيراد الحرّ لبيض الفقس مع اشتراط الجودة التي تتَّخذها الوزارة، ولذلك سمحت الوزارة بالاستيراد الحرّ للبيض ضمن مواصفات جودة، وهذا انعكس إيجابيًّا على قطاع الدواجن، وأصبح البيض  بجودة عالية، والدجاج نوعية أفضل
 بالإضافة إلى أنَّه كان التعامل سابقاً في نظام الحصص التي تخلَّلها عملية تهريب، ودخول مواطنين غير فاعلين على الأرض باستيراد البيض، ولكن مع سياسة تعويض البيض الآن، أصبح التجار الفعالين هم المستوردين فقط، ويتم نشر تفاصيل كلّ ذلك على صفحة الوزارة.
وأوضح أنَّ المزارع يلاحظ أنَّ كميات البيض التي تدخل هي أفضل من التي كانت تدخل أيام الحصص، فإجمالي ما يتم استيراده أيام الحصص (3.5) مليون بيضة، وألان مع النظام المفتوح يتم استيراد (3) مليون بيضة.

وأكَّد على أنَّ هذا النظام أدّى إلى فائدة أخرى كبيرة للمربين، وكسرت احتكار البيض، وأصبح الكتكوت سعره أقل من السابق، بما يقارب شيكل أو شيكل ونصف، وأحيانًا يصل إلى 2 شيكل، بينما كان سعره أيام الحصص 3 شواقل تقريبًا.

واعتبر القدرة أنَّ سياسة التعويم حسب المرسوم وحسب سعر الاستيراد هو أكبر انجاز حققته الوزارة، لأنَّ تكلفة الإنتاج انخفضت في كلَّ دجاجة ما يقارب 2 شيقل، وهذا جيّد بالنسبة للمربي، مضيفاً: "سياسة التعويم مع الاحتفاظ بالجودة هو في مصلحة قطاع الدجاج اللاحم. 
إلى ذلك، قال أخصائي أمراض القلب في مستشفى الأقصى د. مروان العزايزة، إنَّ ارتفاع الكولسترول والمواد التي تستخدم في الأعلاف والأدوية الصناعية في تسمين الدواجن والحيوانات، لها تأثير على القلب وأمراض تصلب الشرايين، وجميعها تزيد أمراض القلب.