باسم برهوم - النجاح الإخباري - ما دفعني الى هذا التساؤل هو المواقف السياسية وغير السياسية الحادة التي باتت تبدو متناقضة بين التجمعات الرئيسة للشعب الفلسطيني. تناقض المواقف، الذي اظهرته بشكل اكثر وضوحا وسائل الاعلام الجديدة وصفحات التواصل الاجتماعي وعكس عمق التضارب بالمصالح التي تراكمت عبر 71 سنة من نكبة عام 1948.
فالفلسطينيون داخل الخط الأخضر، الذين يكافحون من اجل الاعتراف بهم وبهويتهم، ويناضلون من اجل المساواة، يتحدثون بمواقف تختلف عن اخوانهم في الضفة أو قطاع غزة أو في الشتات.
والفلسطينيون في الضفه الذين يعشون واقعا ملتبسا، سلطة ودولة تحت الاحتلال، لهم ايضا مصالح وبالتالي مواقف تختلف عمن هم في قطاع غزة أو الشتات، فهم مندمجون أكثر بمهام لها علاقة بالدفاع عن الارض ومواجهة الاستيطان، وفي الوقت نفسه عملية بناء مؤسسات الدولة واقتصاد وطني يدعم فكرة الاستقلال والدولة.
وبعيدا عن التفاصيل فإن الفلسطيني في قطاع غزة يكافح من اجل إنهاء الحصار والعودة الى الوحدة مع الضفة لأنه  يدرك أن لا مستقبل له في الانفصال. والأمر ذاته في القدس المحتلة فقد نمت هناك مصالح مختلفة للمواطنين المقدسيين فهم بالتأكيد يرغبون بالخلاص من الاحتلال ولكن لحياة اقتصادية ارقى.
اما الفلسطينيون في الاردن والذين هم مواطنون اردنيون مستقرة أحوالهم اكثر من غيرهم، فهم الأكثر تعلقا بالشعارات الكلاسيكية والشعبوية. ويبقى فلسطينيو مخيمات لبنان وسورية الذين يعيشون الظروف الأكثر قسوة، بالنسبة لهم حق العودة او اي حل آخر مؤقت يحسن من ظروف حياتهم ويخرجهم من مأساتهم اليومية.
لذلك من يراقب آراء كل مجموعة ونقاشها مع المجموعات الأخرى يعتقد ان الشعب الفلسطيني اصبح شعوبا وليس شعبا واحدا. هذا الانطباع وبقدر ما فيه من حقيقة مرة فإنه لا يلغي ان الفلسطينيين شعب واحد....كيف؟
كل الفلسطينيين وبغض  النظر عما اشير اليه ينتمون جميعا لهذه الأرض لهذا الوطن ويحملون الأهداف نفسها،  العودة وتقرير المصير والاستقلال.
بالتأكيد ان طول الصراع المعقد جدا وغياب القدرة على تحقيق الأهداف دفعة واحدة ونمو مصالح متناقضة مع طول الصراع جعل المشهد يبدو بهذه القتامة وجعل الشعب الفلسطيني وكأنه شعوب.
ولكن علينا ان نعترف، وذلك بهدف ايجاد الحلول، علينا ان نعترف ان هناك خطرا على  الهوية الوطنية، هذه الهوية التي نمت وتطورت مع الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير، والخطر عليها مرده للأسباب التي ذكرت، ولأسباب لها علاقة بوجود مشاريع غير وطنية شوشت الوعي وخلطت الاوراق.

عن الحياة الجديدة