نابلس - هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - يتّجه الرئيس محمود عباس، لتنسيق المواقف السياسية مع الدول العربية؛وعلى رأسها مصر وذلك على ضوء اللقاء الذي جمعه بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي على هامش "منتدى شباب العالم" في منتجع شرم الشيخ بمصر.

قضايا ساخنة

ووصف عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح"، عزام الأحمد، القمة بالهامة جدا، حيث تم خلالها استعراض القضايا الساخنة في المنطقة خاصة المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

وقال الأحمد في تصريح صحفي، عقب القمة إنه تم استعراض المخاطر بشكل دقيق والتي تهدد مصير القضية الفلسطينية عبر الحراك السياسي الأخير سواء ما يتعلق بما يسمى بصفقة القرن، وما توصلت اليه الأمور مع الجانب الاميركي والاسرائيلي بشكل تفصيلي وآخرها ما جرى من ضم القنصلية الأميركية في فلسطين الى السفارة الامريكية في اسرائيل وكأنهم أصبحوا في حل من حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية.

وأضاف، أن الرئيس السيسي أكد خلال اللقاء "انه لا يمكن لمصر أن تقبل أي شأن سياسي يتعلق بالقضية الفلسطينية اذا كان الاشقاء الفلسطينيون يرفضونه"، وقال: إن مصر توافق على ما يوافق عليه القيادة الفلسطينية.

توقيت على وقع التغيرات

من جهته أكد الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب أن عقد القمة المصرية الفلسطينية يأتي على جملة من المتغيرات، أهمها نجاح الجهود المصرية في درء خطر اندلاع حرب إسرائيلية على قطاع غزة، وحديث مصري عن التقدم في إطار تفاهمات لتحسين الظروف المعيشية في غزة.

وأوضح حبيب لـ"النجاح الإخباري" أن القمة جاءت تأكيدا على أن الجانب المصري يسعى إلى أن يكون ملف المصالحة جوهر التحركات، وأن أي تهدئة قادمة يجب أن تتم تحت إطار الشرعية الفلسطينية.

وأضاف أن لهذه القمة أهميتها من حيث التركيز على عملية المصالحة باعتبارها المقدمة الأساسية لأي اتفاقات.

ولفت إلى أن تشديد السيسي على ثبات الموقف المصري من القضية الفلسطينية المرتكز على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية يأتي ردا على ما يشاع حول صفقة القرن والبدائل عن دولة فلسطين.

واشار إلى أن الجانب المصري يرغب في استمرار متابعة ملف المصالحة، لعدة أسباب أهمها ارتباط فلسطين أمنيا بمصر في شبه جزيرة سيناء، وتأكيدا للدور المصري الذي تراجع مؤخرا على الصعيد الإقليمي.

وتوقع المحلل السياسي أن تشهد فلسطين تغييرات في تركيز الجهد المصري على منح ملف المصالحة الأولوية الجوهرية والقصوى باعتبار أن أي تفاهمات مستقبلية لن تتم إلا بموافقة الشرعية الفلسطينية.

وأكد أن القمة أكدت وجود توافق فلسطيني مصري عن وجود تفاهمات لتخفيف حدة التوتر، ولا تهدئة دون مصالحة.

طريق ملف المصالحة لم يغلق

بدوره رأى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن عقد القمة في هذا التوقيت بالذات، جاء إثر التحركات المتسارعة على المستوى  الإقليمي والدولي، خاصة فيما يتعلق بصفقة القرن.

وأوضح عوكل لـ"النجاح الإخباري" أن مصر تعمل على ملفي المصالحة والتهدئة، مشيرا إلى أن الملف الأخير قطع شوطا كبيرا في ظل تقديم بعض التسهيلات، لكن لم يرقى ذلك لمستوى اتفاق نهائي ورفع الحصار عن قطاع غزة.

واعتبر عوكل أن القمة كانت مهمة من ناحية بحث الملف السياسي المتعلق بالحقوق الفلسطينية والموقف الثابت لمصر.

ورجح عوكل ان تكون مصر قد رفعت سقف التعامل مع الملفات الفلسطينية، والبحث في العمق لتحريك عملية المصالحة.

"إن طريق ملف المصالحة غير مغلق ولم يصل لمرحلة اليأس كما يظن البعض، فالخطر على القضية الفلسطينية هائل ويحتاج لإعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية". أضاف عوكل.

ولفت إلى أن الملف الفلسطيني جزء من الأمن القومي المصري، ولا تستطيع أي دولة تعويض الدور المصري كونها مركز الأمة العربية ولديها إمكانيات كبيرة.

وتوقع أن تشهد الفترة القادمة أحداثا جديدة، خاصة بعد تمرير المجلس المركزي رسائل تفتح المجال للمصالحة في عدم فرض اجراءات جديدة على قطاع غزة، مؤكدا أهمية الالتزام بالمصالحة، والاستعداد لتشكيل مجلس وطني جديد بناء على توافقات سابقة.

وكان قد أكد الرئيس أبو مازن، أن السلطة الفلسطينية عازمة على المضي قدمًا في خطوات إنهاء الانقسام سعيًا لتوحيد الشعب الفلسطيني وتمكينه من مواجهة التحديات المختلفة التي تواجه القضية الفلسطينية.

واتفق الرئيس عباس مع السيسي على مواصلة التشاور والتنسيق المكثف بينهما، لا سيما فيما يتعلق بمتابعة الخطوات القادمة على صعيد توحيد الصف الفلسطيني، وفق اتفاق المصالحة المبرم في أكتوبر 2017، بما يساهم في تحقيق آمال الشعب الفلسطيني وتمكينه من بناء دولته المستقلة وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.