عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - تحاول الحكومة الإسرائيلية بقيادة اليمين المتطرف تغيير طابع المدينة المقدسة والمسجد الأقصى، خصوصاً بعد إعلان ترامب بأن القدس عاصمة لدولة إسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس.

الإجراءات الأمريكية الأخيرة أعطت الاحتلال الإسرائيلي الضوء الأخضر لفرض سيطرته الكلية على المسجد الأقصى والقدس، من خلال هدم المنازل والاقتحامات المتكررة على الأقصى التي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في الفترة الأخيرة من قبل المستوطنين المتطرفين.

مشروع خطير

رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث ناجح بكيرات، أكد أن سلطات الاحتلال استفادت من الوعودات الامريكية ومن الوضع الاقليمي لتنفيذ مخططاتها وتحقيق أهدافها في الأقصى.

وقال بكيرات في حديث خاص لـ"النجاح": المسجد الأقصى يتعرض لمشروع خطير جدًا تقوم حكومة الاحتلال بتنفيذه، من خلال الاقتحامات والحفريات، وتنفيذ مشاريعها اليهودية التلمودية، وإقامة الكنيس اليهودية، ومصادرة العديد من الأوقاف الإسلامية كالقصور الأموية وغيرها".

وأضاف أن سلطات الاحتلال فرضت حصارًا محكمًا على الأقصى، وحولته إلى سجن، عبر إقامة أسلاك شائكة على جدرانه ونصب العشرات من كاميرات المراقبة، والحواجز العسكرية على بواباته، كما منعت وصول الفلسطينيين إليه، محذراً في الوقت ذاته خطورة ما يتعرض له المسجد الأقصى.

وأوضح بكيرات أن الأقصى يتعرض لحرب إسرائيلية شاملة، لمحاولة إنهاء الوجود الإسلامي والعربي فيه، مؤكداً أن تصاعد اقتحامات المتطرفين اليهود للمسجد في الآونة الأخيرة تأتي ضمن خطة ممنهجة تهدف إلى تحقيق ثلاثة مسارات.

وذكر أن المسار الأول يُكمن في "محاولة الاحتلال جعل مدينة القدس المحتلة مدينة وعاصمة يهودية بهدف تحقيق مشروعها الاستراتيجي في المسجد الأقصى، وجعله ذات قداسة يهودية مطلقة، لأنه لا يمكن لـ "إسرائيل" أن تحقق مشروع الدولة العبرية وعاصمتها ناقصة".

أما المسار الثاني بحسب بكيرات فإن هذه الاقتحامات هي مقدمة لتحقيق حلم بناء "الهيكل" المزعوم على أنقاض المسجد، ومحاولة ترويض الشعوب العربية والإسلامية والشعب الفلسطيني على قبول حق لليهود ورموزهم الدينية داخل الأقصى وتبيان أنه لم يعد ذات قداسة إسلامية.

وتابع أن المسار الثالث فهو العمل على تغيير الواقع داخل الأقصى، ومحاولة إنهاء الوجود والجذور الإسلامية والعربية فيه، وأن تصبح القضية الفلسطينية بلا معني ولا قداسة ولا عاصمة ولا شيء، وبالتالي إنهاء هذه القضية.

وشدد بكيرات على أن المسجد الأقصى المبارك يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت الاحتلال الإسرائيلي، ويمر بأخطر مرحلة في تاريخه، في خطوة خطيرة تهدف لتحقيق حلم إقامة "الهيكل" المزعوم على أنقاضه، وإنهاء الوجود العربي والإسلامي بداخله".، وفق تعبيره.

وكان نحو ألف مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى خلال الأسبوع الماضي.

 ودعت ما تسمى بـ"منظمات الهيكل" أنصارها والمستوطنين لتكثيف اقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك، بدءاً من يوم الأحد المقبل، أول أيام ما يعرف بعيد المظلة "العُرش" اليهودي، والذي يستمر لمدة أسبوع.

لم يسبق لها مثيل

من جهته، حذّر الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس، د. حسن خاطر من اقتحامات المستوطنين التي لم يسبق لها مثيل، فآخر اقتحامات شهدت 1000 مستوطن وهذا تصعيد خطير جداً.

وأشار لـ"النجاح" إلى ان سلطات الاحتلال لم تعد تتعامل مع المسجد الأقصى كمقدس إسلامي، لافتاً إلى أن "إسرائيل" تحاول ان تترجم وهمها ببناء الهيكل المزعوم على أرض الواقع.

وتابع "إسرائيل تريد بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، وهذا ما تحاول فعله الآن"، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن قانون القومية اليهودي يسهل كثيراً على حكومة نتنياهو من تحقيق هذا الهدف.

وبيّن خاطر إلى أن اليهود يحاولون تسويق وهم "البقرة الحمراء" التي تم الإعلان عن اكتشافها، مؤكداً أنهم يريدون أن يذبحوا هذه البقرة عند المسجد الأقصى.

وأردف "ينتظر الاحتلال أي فرصة مواتية له للانقضاض على المسجد الأقصى"، لافتاً إلى أن الفترة القادمة ستشهد السيطرة الكلية والكاملة عليه من قبل اليهود والمستوطنين المتشددين"، على حد تعبيره.

وطالب خاطر بضرورة التحرك العاجل فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا لإنقاذ المسجد، والعمل على إنهاء الاحتلال له، داعيًا الجماهير الفلسطينية إلى شد الرحال إلى الأقصى، ودعم المقدسيين وصمودهم وجعل لهم حاضنة.

وتُصعد قوات الاحتلال من إجراءاتها ضد المصلين وموظفي دائرة الأوقاف الإسلامية عبر ملاحقتهم واعتقالهم والتحقيق معهم، وكذلك إبعادهم عن الأقصى، حيث أبعدت العشرات عنه خلال الأيام الماضية لفترات متفاوتة، في محاولة لإتاحة المجال أمام المستوطنين لاستباحته بكل أريحية ودون أية قيود.