عبد الله عبيد - النجاح الإخباري -  

تشن حركة حماس هجوماً غير مسبوقا على الرئيس محمود عباس، وذلك قبيل كلمته الحاسمة التي سيلقيها خلال خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم غدٍ الخميس، والتي ستتضمن مواقف الشعب الفلسطيني الثابتة ضد الإدارة الأمريكية وإسرائيل على إجراءاتهم الأخيرة بحق القضية الفلسطينية.

وفي خطوة منظمة من قبل حماس، يحاول إعلام حماس تشويه الرئيس عباس، والتشكيك في شرعيته، على الرغم من أن الرئيس والقيادة الفلسطينية ذاهبة إلى الأمم المتحدة لتعرض هموم الشعب الفلسطيني بأكمله في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي واستمرار جرائمه بحق الفلسطينيين من قتل ومجازر في قطاع غزة واستيطان في الضفة الغربية.

محللون سياسيون أكدوا أن ما تقوم به حماس في هجومها اللاذع ضد الرئيس عباس ليست لمصلحة القضية الفلسطينية، وأنه لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي، مشددين على أن الشرعية الفلسطينية ستبقى ثابتة ولا يستطيع أحد النيل منها بالرغم من محاولات حركة حماس تشويهها.

وأشار المحللون في أحاديث منفصلة لـ"النجاح الإخباري" إلى أن حماس فشلت في محاولاتها لتشكيل إطار بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية وعن الشرعية الفلسطينية، وستفشل في ذلك أيضاً، مؤكدين أن ما يهم حماس الآن هو تأمين سيطرتها وتحكمها في قطاع غزة على حساب القضية الفلسطينية.

وينتظر الشعب الفلسطيني والعالم أجمع خطاب الرئيس محمود عباس الذي سيلقيه الخميس المقبل، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

خطيئة كبرى

المحلل السياسي طلال عوكل أكد أن الهجوم الذي تشنه حماس ضد الرئيس لفشلها في سيناريوهات المصالحة والتهدئة، مشيراً إلى أن هذا الأمر جعل لدى حماس فراغا سياسيا أدى في نهاية المطاف التشكيك في شرعية الرئيس.

وقال عوكل لـ"النجاح": لو وقف طفل صغير أمام منبر دولي ويتحدث عن فلسطين والقضية الفلسطينية، علينا جميعاً أن نقف ونلتف حوله"، واصفاً ما تقوم به حركة حماس بأنه عمل غير سياسي وخطيئة كبرى.

وأكد أن المستفيد من هذا الهجوم هو الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن حماس غير مستفيدة نهائياً مما تقوم به.

أما المحلل السياسي، عبد المجيد سويلم فيرى أن حركة حماس تثبت في كل مرة أنها تتساوق للأسف الشديد مع المشروع الأمريكي والإسرائيلي، متسائلاً في الوقت ذاته " لمصلحة من هذا الهجوم على الرئيس وهو بصدد أن يدافع عن فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني ومستقبل فلسطين، بمصلحة من هذا التشكيك والتخوين؟

وأضاف سويلم لـ"النجاح": واضح أن هذه الجماعة لا يهمها إلا إمارتها وسيطرتها على قطاع غزة ولا يهمها فلسطين ولا حقوق ولا الشعب الفلسطيني، ما يهمها هو تأمين سيطرتها وتحكمها لغزة وتحويله إلى رهينة سياسية عند جماعة الإخوان المسلمين".

وشدد على فشل حماس في كل محاولاتها ضد الشرعية والقيادة الفلسطينية، لافتاً إلى أن الرئيس لا تعنيه كل هذه التصريحات وهذا الهجوم " فهو مشغول في معركته الكبرى في الأمم المتحدة".

واستدرك المحلل سويلم " لكن بدون شك لدينا ثغرة اسمها حركة حماس وطريقة سلوكها، وهذا التصعيد غير المسبوق والمفاجئ خطير وتساوقي وسيأتي المجلس المركزي لحل هذه المسائل".

وتابع " أما منبر الأمم المتحدة لن يكون إلا محاولة لتوضيح بأننا لن نقبل إلا بوحدة شعبنا وأن منظمة التحرير ستبقى الممثل الشعب الفلسطيني، وأن أي محاولة للتساوق مع المشروع الأمريكي الإسرائيلي لن تنجح".

محاولات فاشلة

في ذات السياق، اعتبر المحلل السياسي أكرم عطا الله أن حماس لا تميز بين الصراع الداخلي والصراع الرئيسي، مشيراً إلى أن حماس أخطأت فعلياً في هجومها ضد الرئيس وهو ذاهب لأن يعرض قضية كل الشعب الفلسطيني أمام الامم المتحدة.

وقال عطا الله لـ"النجاح" موضوع الامم المتحدة موضوع مختلف عن ما يجري من داخل المؤسسة الفلسطينية، وهذا الهجوم ليست لصالح القضية الفلسطينية".

وأضاف "الرئيس ذاهب ليعرض القضية الوطنية بغض النظر عن النظام الفلسطيني، ويجب علينا جميعاً ان نقف خلفه وندعمه حتى لو اختلفنا معه، لكن علينا أن نفكر جيداً بأن هذه المعركة ليست معركته وحده بل معركة كل الشعب الفلسطيني".

المحلل السياسي، هاني حبيب يوافق سابقه الرأي، ليؤكد أنه على الكل الفلسطيني دعم الرئيس في خطابه بالأمم المتحدة، لأنه ذاهب ليدعو إلى توحيد الموقف الدولي حول القضية الفلسطينية لمواجهة صفقة القرن.

وأشار حبيب لـ"النجاح" إلى أنه منذ فترة ليست بالقصيرة تقوم حماس بمحاولة إعلامية سياسية من أجل ما يسمى بنزع شرعية فلسطين، منوهاً إلى أنه على الرغم من قدرات حماس الإعلامية والسياسية إلا أن الشرعية الوطنية الفلسطينية ثابتة ولا أحد يستطيع النيل منها.

وأردف " حماس تحاول الاستفادة من ذلك وحاولت تشكيل بديل عن منظمة التحرير والشرعية الفلسطينية، وفشلت في ذلك وستفشل أيضاً لأن مسألة منظمة التحرير الفلسطينية هي جامعة للكل الفلسطيني، حتى الفصائل التي تختلف مع فتح وهي فصائل منظمة التحرير تقف صفاً واحدا مع الشرعية الفلسطينية في مواجهة هذه البدائل وهذا عنصر هام أدى إلى إفشال محاولة حماس لإيجاد بدائل عن الشرعية الفلسطينية"، حسب رأيه.

أما المحلل السياسي، جهاد حرب فوصف هجوم حماس على الرئيس عباس قبل خطابه بيوم واحد في الامم المتحدة بغياب الرؤية لدى قادتها، وعدم فهم التناقضات أو الخلط بين التناقض الثانوي والرئيسي.

وبحسب تحليل حرب لـ"النجاح" فإنه لا تغليب الصراع والخلافات الداخلية على الصراع الرئيسي وهو الاحتلال الإسرائيلي، لافتاً إلى أن حركة حماس تسير في الاتجاه الخاطئ بما يتعلق بتمثيل الشعب الفلسطيني.

وشدد على أن هذا الأمر لن يؤثر لا على مكانة الرئيس عباس كرئيس للشعب الفلسطيني وممثل له في المحافل الدولية، ولا على خطابه في منبر الأمم المتحدة.

وخرجت تصريحات عديدة من قيادة حركة حماس ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الثلاثاء، وتشكك هذه التصريحات بشرعيته ومكانته وتمثيله للشعب الفلسطيني.