النجاح الإخباري - أسدلت وزارة التربية والتعليم الستار على العنف والتعنيف، ستار تزيحه بين الفينة والأخرى قصة اعتداء مدرس على طالب بالضرب المبرح.

الطالب يوسف شادي يوسف ابن الصف السادس الأساسي في مدرسة عقربا الأساسية للذكور تعرَّض أمس للضرب ما تسبب له بثلاثة كسور في يده من قبل المدرس، ما دفع والده للمطالبة بحقه.

ويروى شادي يوسف لـ "النجاح الإخباري"  ما حصل مع ابنه يوسف : "رجع يوسف إلى البيت مش قادر يحرك ايده، سألناه ايش صاير معك، حكالنا إنَّه تعرض لعقاب من قبل المدرس بسبب نسيانه كلمة (كيلومتر) في حل الواجب، فسحب المدرس العصا من درجه وضرب يوسف، على الفور توجهت بابني إلى المستوصف وبعد تصوير الأشعة تبيَّن وجود ثلاثة كسور في يده، حاولت الاتصال على مدير المدرسة لأفهم كيف يتم إهمال الطالب ويده على هذه الحال طول اليوم، ويعود المدرس لبيته كأن شيئًا لم يك، دون جدوى، تمّ تجبير الكسور وقضينا ليلة صعبة لم ينم فيها يوسف من الألم".

وأضاف شادي أنَّه توجّه من صبيحة اليوم إلى مكتب مدير التربية والتعليم ووقدّم شكوى ضد المدرّس.

"هذا المدرس معروف عنه العنف ويلبس في يده خاتمًا يضرب به الطلاب على رؤوسهم، تواصلت مع إدارة المدرسة وشكوت  الموضوع وكذلك غيري من الأهالي، دون أدنى ردة فعل ضد المدرس". أضاف الوالد.

وبيّن شادي أنَّه توجه أيضًا لمركز الشرطة في عقربة ولم يُتَّخذ ضد المدرس أيّ إجراء.

ويطالب والد الطفل بحق ابنه واتّخاذ العقوبات ضد المدرس ليكون عبرة لغيره ممن يفترض أن يكونوا قدوة للطلبة في حسن التصرف، خاصة وأنَّ لهذا المدرس تاريخًا مسبقًا بالعنف، على حدّ قوله.

الحادثة على طاولة المديرية

 وفي رده على شكوى والد الطفل يؤكد مدير تربية جنوب نابلس نصر أبو كرش أنه فور تلقي المديرية لشكوى المواطن مساء أمس "فقد أجريت اتصالاتي وتوصلت لرقم ولي أمر الطالب يوسف شادي يوسف، وبحثت معه حقيقة ما حصل مع ابنه الطالب في مدرسة عقربا الأساسية للذكور".

وأضاف، نحن في التربية والتعليم نمنع منعًا تامًا أن يمارس العنف ضد أيّ طالب، وكلّ من يرتكب مخالفات وتجاوزات لن نتهاون وسنتخذ الإجراءات المناسبة، وفقًا للتعليمات.

وأوضح أنَّ التربية والتعليم أوعزت بتشكيل لجنة تقصي الحقائق للوقوف على خلفيات القصة، وبناءً على توصياتها سيتم التعامل مع الموقف.

ودعا أبو كرش الى البعد عن شخصنة الأمور.

رافضا ما وصفه  بـ "لهجة التهديد والوعيد" سواء للمدرسة أو حتى للمدرس، لكي تأخذ الأمور مجراها الطبيعي بتركها للجهات المعنية بعيدًا عن سياسة البلطجة وأخذ الحق باليد ومعالجة الخطأ بالخطأ.

"موقف مديرية التربية والتعليم واضح في قضية العنف والضرب وفق سياسة التربية والتعليم القاضية بمنع استخدام العقاب سواء أكان بدنيًّا أو لفظيًّا وسيتم تطبيق الاجراءات القانونيّة ضد المخالفين" بحسب أبو كرش.

وبيَّن أنَّ أيَّة شكوى تصل مكتب التربية والتعليم يتم التعامل معها وأخذها بعين الاعتبار.

وأكّد أبو كرش أنَّه تمَّ تعميم سياسة الحدّ من العنف على المدارس والمدرسين، وهي سياسة واضحة وصريحة وشاملة للمخالفات ولكل مخالفة عقوبتها المناسبة، وهي أشد قسوة وأثرًا من العنف والضرب.

يوسف الطالب المتفوق كسرت العصا يده التي ترسم ملامح مستقبله، ما قد يحوّل المدرسة لكابوس مخيف في عقل طالب صغير يقضي فيها نصف يومه في وقت طالب فيه الأهالي بمعاقبة كل من يعتدي على حقوق الطفولة وعلى رأسها التعليم ما يثير جدلًا واسعًا حول قضية التعليم اليوم والأساليب المتّبعة مع هذا الجيل.