النجاح الإخباري - تجدّدت المعارك بين مجموعات مسلّحة متناحرة جنوب العاصمة الليبية طرابلس بعد ساعات فقط على إعلان وقف لإطلاق النار، كان مفترضاً أن يُشكل نهايةً لأعمال عنف أودت بحياة نحو ثلاثين شخصاً. ووفقاً لوزارة الصحة الليبية، قُتل 27 شخصاً وأصيب 91 آخرون بجروح، معظمهم مدنيّون، منذ بدء المواجهات الإثنين الماضي وحتى مساء الأربعاء في الضواحي الجنوبية لطرابلس.

وكانت المعارك توقّفت أول من أمس بعد اتفاق لوقف النار أعلنه أعيان من مدن الغرب الليبي. لكنّ المعارك استؤنفت ليل الخميس - الجمعة، خصوصاً في منطقة خلة الفرجان جنوب طرابلس. وتحدث سكان عن إطلاق نيران من أسلحة ثقيلة ومدافع رشّاشة، فيما قال مسؤول وصحافيون لوكالة «فرانس برس» أن صاروخاً أصاب منزلاً في حيّ بإحدى الضواحي، وأسفر عن مقتل مراهقين اثنين.

ودارت المعارك منذ الإثنين بين مجموعات مسلّحة طرابلسية موالية لحكومة الوفاق الوطني وعناصر «اللواء السابع» المكوّن من مسلّحين من مدينة ترهونة شرق العاصمة الليبية، يقولون إنّهم يتبعون وزارة الدفاع في حكومة الوفاق. لكنّ رئيس الحكومة فائز السراج أكّد في خطاب متلفز أنّ هذه المجموعة لم تعد تتبع وزارة الدفاع منذ نيسان (أبريل) الماضي، داعياً المعسكرين المتنازعين إلى احترام اتفاق وقف النار الأخير.

وكلّف السراج قوّات من مناطق غرب ليبيا ووسطها السهر على احترام وقف النار. وتتمثّل مهمة هذه القوات خصوصاً في ضمان انسحاب مسلّحي الجانبين من خطوط الجبهة و»عودة الحياة الطبيعية» إلى الأحياء التي تأثّرت في المعارك.

وفي بيان مشترك، أكّدت سفارات إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة في ليبيا قلقها إزاء «المعارك في طرابلس ومحيطها، والتي تزعزع استقرار الوضع، وتعرّض أرواح مدنيين أبرياء إلى الخطر». وأضاف البيان: «نحذّر من أيّ تدهور جديد للوضع، وندعو الأطراف إلى العمل معاً لإعادة الهدوء وبدء حوار سلمي». وأشار إلى أنّ «الأشخاص الذين يسيئون للسلم والأمن والاستقرار في ليبيا، يجب أن يحاسبوا».