ترجمة خاصة - النجاح الإخباري - بعد مرور 4 سنوات على الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وتمكن فصائل المقاومة من اختطاف جنديين إسرائيليين، إضافة إلى إسرائيليين مدنيين دخلا القطاع عن طريق الخطأ، تعالت أصوات عائلاتهم تجاه حكومة الاحتلال الاسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو، وقادة حركة حماس للضغط للإفراج عن أبنائهم، غير مكترثين بمعاناة آلاف الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الخميس، أن عائلة اليهودي الأثيوبي أبراهام منغستو وجهت رسالة إلى قيادة حماس عبر شريط فيديو مسجّل ترجمها موقع "النجاح الإخباري"، طالبت فيه بإطلاق سراح ابنها لأنه مريض نفسي، وقد أرسلت وثائق طبية تؤكد حالته الصحية الصعبة.

وبحسب الصحيفة، فإن التسجيل يعود لوالدة مانغيستو وشقيقه، يطالبان حماس بإطلاق سراحه، مدّعين أنه اجتاز حدود قطاع غزة عن طريق الخطأ، وأنه مضى على العائلة عامين في معاناة وقلق، في ظل عدم توفر أي معلومة عن ظروف أسره.

وأشارت يديعوت إلى أن منظمة أطباء لحقوق الإنسان أبلغتها أن الوثائق الطبية التي تؤكد تدهور حالته الصحية وصلت إلى الجهات ذات العلاقة في غزة.

فيما ذكر موقع واللا العبري، أن والدتي الجنديين الأسيرين لدى حماس هدار غولدن وأورن شاؤول وصلتا إلى مقر تسجيل الجنود لكتيبتي غولاني وجفعاتي، حيث خدم فيهما ابنيهما قبل أسرهما، وقد وصلتا لتوزيع الورود على أمهات الجنود الذين ينوون الالتحاق بهاتين الكتيبتين، مع أمنياتهما بألا يحدث معهم ما حل بابنيهما من أسر لدى المقاومة في غزة.

وقالت والدة هدار: "أنا هنا كي لا يتكرر ما حصل مع ابني مع أي من هؤلاء الجنود الجدد، فعلى الرغم أن القيم العليا في الجيش تتمثل بعدم ترك أي جندي في ساحة المعركة، بل إعادته لأهله في أي حال، لكن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لم يحقق ذلك لأبنائهم، وأنه ترك اثنين من أفضل الجنود في غزة، بعد أن خيب آمالهما في اتفاقات القاهرة وتركيا".

وأضافت: اليوم تتوفر لدينا فرصة قد لا تتكرر، تتمثل بحالة الضعف الذي تمر به حركة حماس بصورة غير مسبوقة، ويجب على نتنياهو أن يحذو حذو الرئيس ترامب حين رفض الاجتماع مع الزعيم الكوري الشمالي إلا بعد أن يطلق سراح جميع المعتقلين".

فيما صرّحت والدة الضابط "الإسرائيلي"، الذي أصيب بنيران قناصة فلسطيني على الحدود مع قطاع غزة بالأمس بأن: "ابني نجا بأعجوبة من الموت، وكانت هذه معجزة".

ونقل الموقع عن والدة الضابط قولها: "أنا قلقة جدا حيال ما يجري على حدود قطاع غزة، مثلي مثل أمهات الجنود الذين يخدمون هناك، الوضع هناك خطير جدا، ويدعو للخوف ولن يتوقف الخطر".

وأضافت: "ابني سيتعافى ويعود قريبا للجيش، وأتمنى لجميع الجنود بأن يعودوا بسلام".

وأوضح المحلل السياسي في موقع يسرائيل بلاس بن كاسبيت، أن إسرائيل لم تتعافَ بعد من صدمة صفقة شاليط (2011)، حيث أطلقت سراح أكثر من ألف سجين فلسطيني مقابل جندي واحد، وقال: "لا يوجد اليوم شرعية شعبية في إسرائيل لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وبالذات مقابل جثث جنود أموات، لكن هذه المعادلة لها طرف آخر فعائلة جولدن تقود حملة شعبية تدعو المجلس الوزراء المصغر إلى ترتيب الوضع مع غزة وعدم القيام بتسهيلات كبيرة لصالح حماس ما لم تعد الجثث.

ومن وجهة الحكومة الاسرائيلية، ليس هناك سبب لأن تتاجر حماس بجثث الجنود الإسرائيليين، بينما المحكمة العليا في إسرائيل أمرت الحكومة بإعادة جثث الفلسطينيين دون مقابل.

وأشار بن كاسبيت  إلى أنه في الوقت الحالي، ليس في "إسرائيل" قائد يستطيع أن ينظر مباشرة إلى الشعب، وأن يعترف بالعلن أن مصلحة ترتيب الأوضاع في غزة تتغلب على مصلحة إعادة جثت الجنود للدفن، فنتنياهو غير قادر على القيام بمثل هذا العمل، ولا ليبرمان أيضًا، ولا حتى رئيس الأركان؛ وهكذا كلهم عالقون في تلك الحفرة المحبطة.

وقال: "إن حماس ترى في تحرير الأسرى الفلسطينيين ذروة إنجازاتها، مقابل إسرائيل التي لا تبدي استعدادا للتنازل عن استعادة جنودها وجثامينهم".

ووفقا لموقع روتر العبري، فقد أعرب وزير الجيش السابق وعضو الكنيست عمير بيرتس في مقابلة مع إذاعة راديو الجنوب، عن امتعاضه وعدم رضاه من التحفظات والاعتراضات للحديث المباشر مع حماس، وقال: أنا اليوم مستعد للحديث والتحاور مع حماس أو مع أية جهة أخرى في غزة".

وتستمر حكومة الاحتلال ببذل جهودها الإستخبارية، والعسكرية، والدولية، والعربية، لاستعادة جنودها من غزة بأي حال، وهي تعد عائلات جنودها بذلك دون جدوى، حتى أصبحت عائلات الجنود تتهكم على تلك الحكومة التي لم تقدم أي شيء أو معلومة صغيرة عن حياة أبنائهم.

يشار إلى أن حركة حماس ترفض بشكل مطلق الإفصاح عن أي معلومة حول مصير المحتجزين الإسرائيليين لديها، إلا بالإفراج الفوري عن الأسرى الفلسطينيين الذين تم إطلاق سراحهم ضمن صفقة شاليط الأمر الذي ترفضه إسرائيل.

الجدير ذكره، أن مفاوضات سرية جرت بين حماس واسرائيل عبر طرف ثالث كشف عنها السفير القطري محمد العمادي مؤخراً، لكنها لم تصل إلى نتيجة.