عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - مسيرات جماهيرية وحشودات شعبية كثيرة هذه الأيام رفضاً لصفقة القرن، التي تقوم بها الإدارة الأمريكية، في ظل رفض القيادة الفلسطينية لها مراراً وتكراراً، خصوصاً بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إلى القدس.

فهل ستنجح هذه التحركات في إفشال صفقة القرن التي تقوم الإدارة الأمريكية بالترويج لها، في ظل الضغوطات الكبيرة التي تتعرض لها القيادة الفلسطينية للقبول بها؟

وكانت مسيرة حاشدة انطلقت، في مدينة رام الله، اليوم الاثنين، دعما للرئيس محمود عباس وللقيادة الفلسطينية، ورفضا لصفقة القرن، بمشاركة أعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة فتح، وأعضاء المجلس الثوري، والمؤسسة الأمنية والرسمية والأهلية، ورؤساء الهيئات المحلية، وأمناء سر المناطق التنظيمية، والمكاتب الحركية والشبيبة والمرأة، والأسرى المحررون وذوي الشهداء والأسرى، والنقابات والاتحادات، والموظفين.

وأكد المشاركون في مسيرة جماهيرية في رام الله، رفض شعبنا لصفقة القرن التي أعدتها الإدارة الأميركية، وتستهدف قضيتنا الفلسطينية، وشعبنا متماسك ومتحد مع قيادته وعلى رأسها الرئيس محمود عباس.

وندد المشاركون بصفقة القرن ومن يتساوق معها، مشددين على أن شعبنا لن يقبل بديلا عن منظمة التحرير ممثلا شرعيا له في كافة أماكن تواجده.

رفض مطلق

عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، جمال محيسن جدد تأكيد موقف القيادة الفلسطينية الرافض لـ"صفقة القرن" التي تحاول الإدارة الأمريكية الترويج لها.

وقال محيسن في تصريحات خاصة لـ"النجاح"، "منذ البداية والموقف الفلسطيني رافضاً رفضاً مطلقا لصفقة القرن ولسياسية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بعد أن أعلن القدس عاصمة إسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب للقدس".

وأضاف " ليست هناك دولة في العالم تقبل ما يقوم به ترمب، وهذا تم التعبير عنه سواء في مجلس الأمن أو لجنة حقوق الإنسان أو في المؤتمر الإسلامي في اسطنبول أو حتى في مؤتمر القمة العربية في الظهران"، لافتاً إلى أنه بدون تسوية قائمة على الشرعية الدولية وسقف زمني ووضع آلية لتنفيذها فلا يكتب لأي عمل آخر النجاح.

وأشار محيسن إلى أن هناك حراك قوي من أمريكا لبعض الدول العربية والاقليمية من أجل الضغط على القيادة الفلسطينية للقبول بصفقة ترمب، مستدركاً " لكن في تقديري حتى الأشقاء العرب لا يستطيع أحد بأن يتنازل عن القدس لمكانتها الدينية".

وتسائل" كيف يمكن القبول بصفقة يقودها ترمب الذي أعلن القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، ونقل سفارة بلاده للقدس، ويحاول شطب قضية اللاجئين من خلال إنهاء دور الأونروا،ويقوم بدعم استمرار الكتل الاستيطانية ؟

وزار المبعوث الأمريكي جاريد كوشنر المنطقة الأسبوع الماضي، للترويج عن صفقة القرن التي تحاول الإدارة الأمريكية فرضها على القيادة الفلسطينية.

وقال رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح منير الجاغوب لـ"النجاح الإخباري": "إن المسيرات الجماهيرية تأتي رفضاً لصفقة القرن التي تحاول شق الوحدة الوطنية، وأن الشعب الفلسطيني لا يريد مساهمات بل دولة فلسطينية عاصمتها القدس بحدودها وماءها ومينائها".

وأضاف: "المسيرات مستمرة في عدة محافظات الوطن، فالأمس خرجت في مدينة نابلس، واليوم رام الله، وستمر بكافة المدن، لحين الانتهاء من هذه الصفقة، أو احقاق حقوق الشعب الفلسطيني حسب الشرعيات الدولية".

ويعتبر اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدولة إسرائيل وعاصمتها القدس، وبنقل سفارته إليها هي  أولى خطوات تنفيذ صفقة القرن.

                                                                                 صفقة فاشلة

من جهته، يرى المحلل السياسي عبد المجيد سويلم أن التحركات الجماهيرية والمسيرات الشعبية بالإضافة لموقف القيادة الفلسطينية، ستفشل حتما صفقة القرن الأمريكية.

وقال سويلم في تحليل خاص لـ"النجاح": إن الصفقة محتوم أمر فشلها لأنها تتنصل لقرارات الشرعية الدولية، وتحاول الالتفاف على القانون الدولي، وتعيد ترتيب الأوراق وفق قاعدة الأمر الواقع"، مؤكداً على فشل الصفقة وباعتراف الأمريكان.

وأضاف " حتى قصة غزة والحل الإنساني هي محاولات للتحايل على الصفقة  والدخول من نوافذ جانبية"، مشدداً على ضرورة التصدي لهذا الطرح الذي يتحدث عن المدخل الانساني لقضايا غزة باعتباره تحايل أمريكي تنفذ من خلاله الإدارة الأمريكية وإسرائيل.

وأوضح المحلل سويلم أن الإدارة الأمريكية فشلت  بالجملة والآن تفتش عن طريقة للنجاح من خلال الموضوع الإنساني في غزة، مطالباً التسارع بالنسبة للفلسطينيين لإعادة غزة للحضن الفلسطيني وإغلاق هذه الثغرة التي ينفذ من خلالها الأمريكيين وغيرهم.

الجدير ذكره، أن العلاقات بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية متدهورة ووصلت إلى مستوى غير مسبوق، إذ رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس الوساطة الأمريكية في مفاوضات السلام؛ احتجاجا على قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن إليها.