النجاح الإخباري - تحتضن فلسطين 84 ألف خلية نحل تتوزع بين الضفة وقطاع غزة، ألفين منها تقليدية (طينية) والبقية خشبية حديثة، وفق مدير دائرة إرشاد النحل في وزارة الزراعة وليد لحلوح.
ويحتفل العالم لأول مرة بيوم النحل العالمي، الذي يصادف 20 أيار/مايو، بعد أن أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع عام 2017 هذا اليوم بوصفه "يوم النّحل العالمي".
وتشير منظمة الأغذية والزراعة العالمية، إلى أن اختيار تاريخ هذا الاحتفال لأنه يصادف اليوم الذي ولد فيه أنطون جانسا، رائد تربية النحل الحديث، الذي ينتمي إلى أسرة من الأسر التي تربّي النحل في سلوفينيا، حيث تُعتَبَر تربية النحل نشاطًا زراعيًا هامًا وتقليدا طويل الأمد.
وتنوه إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للنّحل سيثير الانتباه إلى الدور الأساسي الذي يؤدّيه النحل وغيره من الملقّحات في إبقاء البشر والكوكب بصحّة جيدة، ويوفر فرصة للحكومات والمنظمات والمجتمع المدني والمواطنين المعنيين في كل مكان لتعزيز الإجراءات التي من شأنها حماية وتعزيز الملقحات وموائلها، وتحسين وفرتها وتنوعها، ودعم التنمية المستدامة لتربية النحل.
ويشير لحلوح إلى أن قطاع تربية النحل بقي لسنوات دون تنظيم ورؤية واضحة في الإنتاج حتى عام 2014، عندما خصصت وزارة الزراعة دائرة مختصة بشؤون النحل والإرشاد للنحالين، مشيرا إلى أن كمية إنتاج العسل عام 2014 بلغت 400 طن عسل، إلا أن تلك الكمية ارتفعت عام 2015 حتى بلغت ألف طن عسل؛ وذلك بعد جهود بذلتها الدائرة لإحصاء دقيق لخلايا النحل وتقديم إرشادات وعقد دورات للنحالين وتقدير جيد للمنحل قبل القطف.
ورغم الجهود السابقة، إلا أن العامين 2016 و2017 شهدا تراجعا بكميات العسل المنتجة، حيث بلغت إنتاجية العسل 540 طنا و640 طنا على التوالي، نظرا للتذبذب المناخي وتراجع كمية الأمطار خلال الأعوام الماضية. يؤكد لحلوح.
"في منطقة الأغوار حتى اليوم لا يوجد موسم للعسل يذكر هذا العام". يضيف لحلوح.

وينوه إلى أن مناطق الشمال شهدت قطف "عسل البرسيم، وحبة البركة، واليانسون، والكزبرة، والمرار".
ويشير لحلوح إلى أنه منذ 15 أيار بدأ موسم قطاف العسل الرئيسي في منطقة وسط وشمال الضفة الغربية المعروف بـ"عسل الرباط"، والذي يمتد من مناطق جفنا شمال رام الله إلى السيلة الحارثية غرب جنين، ويستمر حتى 15 حزيران القادم.
ويوضح أن خلية النحل في ثمانينيات القرن الماضي في قطاع غزة كانت تنتج بين 40-50 كيلوغرام من العسل؛ نظرا لانتشار الحمضيات، لكن تذبذبت تلك الكميات خلال السنوات الماضية بين 7-8 كيلوغرام فقط، نظرا لتراجع التنوع الحيوي فيها.
ويقطف المزارعون العسل مرة واحدة خلال العام في قطاع غزة في شهر ابريل/نيسان، يتابع لحلوح.
وتعتبر مدينة جنين، أكثر المحافظات الفلسطينية التي تضم خلايا النحل (13 ألف خلية)، تليها الخليل 10 آلاف خلية، ونابلس وطولكرم كل منها 8 آلاف، ورام الله والبيرة وسلفيت 4000 خليةلكل منهما، وأريحا والأغوار وقلقيلية 4500 خلية، وطوباس وبيت لحم 2600، القدس 1800 خلية.
وفي قطاع غزة تتوزع 23700 خلية نحل، على النحو التالي: 5 آلاف شمال غزة، 5200 غزة، 5 آلاف في دير البلح، و4500 خان يونس، و4000 في رفح.
وينوه لحلوح إلى أن عدد النحالين في الأراضي الفلسطينية يتراوح بين 1800-2000 نحال، ويعمل في الضفة 1300 وفي قطاع غزة 500 نحال.
وتتواجد في الأراضي الفلسطينية عدة أنواع من العسل: عسل حمضيات، والخرفيش (أرقى الأنواع)، وحبة البركة، واليانسون، والكزبرة، والمرار، والزعتر البري، وسدر الدوم، وسدر الربيض، وعسل الرباط، والكينا، والروبينيا.
ويؤكد لحلوح أن غالبية الإنتاج من العسل يتم تسويقه محليا، وتختلف أسعاره في فلسطين حسب نوعه، حيث يتراوح سعر الكيلو الواحد بين 70-150 شقلا.
ويضيف إلى أن دائرة إرشاد النحل عمدت خلال السنوات الماضية إلى تنويع منتجات النحل إلى جانب العسل، وجرى تدريب نحالين ومهندسين زراعيين على إنتاج "غذاء الملكات، وحبوب لقاح وعلك النحل، وإنتاج شمع العسل، وجرى عقد دورات لإنتاج الكريمات من خلال العسل.

ويتابع: كذلك إنتاج سم النحل، وفلسطين عضو مؤسس بجمعية العلاج بسم النحل العالمية، حيث يتواجد خبراء في المدن الفلسطينية لعلاج الأمراض بسم النحل.
ويبلغ ثمن كيلو حبوب اللقاء بين 120-150 شيقلا، فيما يبلغ ثمن الغرام الواحد من الغذاء الملكي ما يقارب 20 شيقلا.
وينوه لحلوح إلى أن النحل يلقح من 75-80% من المحاصيل الزراعية التي يتغذى عليها الإنسان والحيوان، وكل حقل يتم تلقيحه من نحل العسل يزيد إنتاجه من 30-50% وكذلك جودة المنتج.
ويعاني قطاع النحل في فلسطين من مشاكل عدة وفق لحلوح، أبرزها منافسة المنتوجات الإسرائيلية والمستوردة من الخارج للعسل المحلي، وقلة الوعي لدى المستهلك الفلسطيني بأنواع العسل وكيفية التمييز بين العسل الطبيعي والمغشوش، ما يؤدي الى ضعف ثقة المستهلك الفلسطيني بمنتجات النحل الفلسطينية، وعدم مطابقة بعض المنتجات الفلسطينية للمواصفات المطلوبة.

المصدر/ وكالة وفا