النجاح الإخباري - أكّد رئيس دولة فلسطين، محمود عباس، أنّ القيادة الفلسطينية لن تقبل شيئًا من أميركا وطالب القمة العربية بأن يكون أحد أهم قراراتها تبنّي وساطة جماعيّة بيننا وبين الإحتلال، وأوضح أنّ وحدتنا الوطنية تجسدت في القدس بكل الطوائف دفاعا عن مقدساتها ودعا لعقد مؤتمر دولي للسلام على اساس القرارات الشرعية الدولية.

وقال، "إنّ هذا الشهر شهر مبارك؛ لأنّه جمع الأعياد الثلاث لطوائِف الشعب الفلسطيني، فهناك الفصح المجيد للطوائِف المسيحية وهناك الإسراء والمعراج للمسلمين، وهناك عيد القربان للطائِفة السامرية الذين يعيشون معنا جنبًا إلى جنب كجزء لا يتجزء من الشعب الفلسطيني", وأضاف، أرود هنا على بعض الأقاويل التي تأتي من الغرب وتتحدث عن الوطن البديل، وأقول: نحن هنا في فلسطين والأردن شعب واحد بدولتين وليموتوا بغيظهم أهلًا بكم في بيت المقدس وأكنافِه، وهذا يؤكد موقفكم مع الشعب الفلسطيني للتخلص من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية قلب فلسطين النابض بالحياة ومسرى النّبي محمد وأرض النبوة ومهد المسيح"، وتابع، "مجيؤكم يؤكد موقفكم الدائِم مع الشّعب الفلسطيني، فانتم تتحدون الحواجز التي منعت بعضًا منكم من الوصول لكنها ستزول ليصل الجميع.

وأكد على أننا عندما نقول إنّ القدس عاصة أبدية فلا نأتي بأمر جديد بل هو التاريخ فقبل 5000 عام بنى أجدادنا اليبوسيون مدينة القدس وأعطوها اسم يبوس، ثم أورشليم أي لغة السلام في الكنعانيّة القديمة، ومنذ ذلك التاريخ لم ينقطع الوجود العربي والفلسطيني عن فلسطين، وأكرمها الله بميلاد المسيح وإسراء الرسول الذي بشر أهلها أنّهم سيظلون مرابطين على الحق، قاهرين لعدوّهم لا يضرهم من خالفهم أو اعتدى عليهم حتى يأتي أمر الله، وأضاف،" أؤكد لكم أنّ هذا الكلام ورد في التوراة، وتابع، "فهي أكّدت أنّ الكنعانيين موجودون قبل سيدنا إبراهيم".

وأشار إلى أنّ الشعب الفلسطيني يقف في خضم تحديات كبرى تستهدف قضيته وحقوقه، منذ وعد بلفور الذي أعطى من لايملك لمن لا يستحق، ثم نكسة حزيران، ثم معركة البوابات الإلكترونية التي تحدى فيها شعبنا غطرسة الاحتلال بالمقاومة الشّعبية السّلمية في مشهد تجسدت فيه الوحدة الوطنية قبل أن يخرج الرئيس الأمريكي باعلان القدس عاصمة لاسرائيل متحديًا لمشاعر المسلمين ولقرارات الشرعية الدولية، وأضاف، "أذكركم أنّ المسلمون والمسلمون صلوا صفًا واحدا أمام القدس في شهر 7 /2017".

ودعا لعقد مؤتمر دولي للسّلام على أساس الشّرعية الدولية، وقال، "عندما أعلن الأمريكان القدس عاصمة وقالوا القدس واللاجئين خارج الطاولة وتحدثوا عن صفقة عصر، وتساءل، "لا أعرف أي صفقة هذه وماذا بقي ليقولوا نرسل صفقة عصر",  وقال، "لن نقبل منهم شيئًا ولا ننتظر منهم شيئًا أمريكا لم يعد بإمكانها أن تكون وسيطًا وأبسط ما يكون في الوسيط أن يكون نزيهًا وهنا النّزاهة مفقودة", وأضاف، "الوساطة يجب أن تكون في مؤتمر دولي مبني على الشرعية الدولية ولدي ثقة أنّ هذا ما سيكون أحد أهم قرارات القمة العربية الكونجرس يعتبر منظمة التحرير ارهابية مع العلم وهذا هذا ليس سرًا"، وتابع، "نحن أكثر دول العالم تحارب الإرهاب، ولدينا 83 بروتوكول لمحاربة الإرهاب الدولي ومنها أمريكا، ونطالب أمريكا أن توضح هذا الأمر، لماذا هذه الازدواجية فليثبت أنّنا ارهابيون ونحن نحاربه، ونحن نحارب الإرهاب أكثر منهم الانتهاكات الإسرائيلية التي تسهدف الأقصى والمقدسات المسيحية ووصل الأمر للطوائِف المسيحية إغلاق القيامة احتجاجًا على فرض ضرائب عدوانية عنصرية على الكنائِس، وأوقاف الكنائِس الدينيّة، وهي الكنيسة التاريخة التي ظلت أبوابها مشرعة من الفتح الإسلامي حتى الوقت الحالي، وتجسدت الوحدة في الدفاع عن الكنيسة كما المسجد، ونجحوا في الحاليتن وهذا يدل أن تلاحمنا سيؤدي بنا إلى النصر رفضنا ومعنا العرب والمسلمين والمسيحيين".

ونوه إلى أنّ هذا القرار المنحاز وتحركنا شرقًا وغربًا لمواجهة آثاره على السّلام العالمي، وأضاف، "لن يتوقف كفاحنا، هذا الشّعب العظيم الذي يسطر تاريخًا مجيدًا بمقاومته الشعبية السلمية في كل أماكن تواجد لاشعب الفلسطيني". 

ولفت إلى أنّه برغم الهجمة التي يواجهها الشّعب الفلسطيني من الاحتلال الذي يطلق الرصاص الحي فقد سقط نحو 30 شهيدًا، و3000 جريح، موضحًا أن  الناس تتظاهر على مسافات بعيدة وتهتف فقط، لهذا استعمل الاسرائيليون القناص لبعد المتظاهرين، فأطلقوا النار على شخص يصلي وآخر يركض على الرغم أنّهم لم يحملوا رصاصة واحدة.

وأوضح أنّ حماس بدأت تتبنى المقاومة الشعبية السلمية، موضحًا أنه ثبت لهم أنّ المقاومة الشعبية فعالة، وأضاف، "من أجل القدس انطلق النضال، وقبلنا بالشرعية الدولية ومن أجل القدس أوقفنا اتصالتنا السياسية مع أمريكا، ومن أجلها نلتقي اليوم لنقول معًا بمشاركة محبي السلام والعدل القدس عاصمة فلسطين الأبدية وهي عاصمتنا السياسية والأبدية وهي مهوى القلوب للمسلمين والمسيحيين، والتواصل مع أهلها دعم لهويتها العربية والإسلامية وليس تطبيعًا مع الإحتلال.

وذكر، "أنتم تزورون سجين، وليس سجان، فهذه حجج سخيفة، عليكم أن تزورا أهلكم في القدس وتدعموهم، عليكم أيها العرب والمسلمون والمسيحيون أن تقفوا إلى جانبنا القدس بأهلها وليس بحجارتها، وهم يريدون أن يرحلوهم جميعًا إنكم اليوم بحضوركم الكثيف الي الأرض تكسرون الحصار فزيارة السجين ليست اعترافًا بالسجان، لا تتركونا وحدنا سنندم جميعًا لكن الله وعدنا.

وأضاف، في الختام ما أقوله لكم ما سبق أن قلته في مؤتمر الأزهر لم يولد بعد ولن يولد أبدًا الفلسطيني أو العربي أو المسيحي أو المسلم الذي يمكن أن يساوم على القدس أو يفرض بذرة من ترابها فلا معنى لفلسطيين بدون القدس ولا معنى للقدس بدون مقدساتها المسيحية والإسلامية، فمفاتيح القيامة مع المسلمين وهذا دليل على الوحدة الوطنية، وستبقى هذه الوحدة ومع السامرين أيضًا، وسوف تبقى بأهلها المرابطين عاصمة فلسطين الأبدية.