عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - تستمر المظاهرات والاحتجاجات السلمية على الحدود الشرقية لقطاع غزة، للأسبوع الثاني على التوالي، بعدما خرج آلاف الفلسطينيين في مسيرات العودة الجمعة الماضية في ذكرى يوم الأرض، والتي انتهت باستشهاد 17 شابًا فلسطينيًا وإصابة نحو 1400 آخرين.

الاحتلال الإسرائيلي يحاول جاهداً في منع استمرار مسيرات العودة، وذلك من خلال أساليب القمع التي يتبعها ضدها، من خلال القتل والإصبابات وغيرها من الوسائل التي شاهدناها مؤخراً عبر وسائل الإعلام المختلفة.

القلق الإسرائيلي من مسيرات العودة بدأ يطفو على السطح، حيث أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إلى إن مستوطني غلاف قطاع غزة يعيشون حالة من القلق والهلع مع اقتراب الجمعة الثانية لمسيرة العودة الكبرى على حدود قطاع غزة الشرقية.

وأضافت الصحيفة اليوم الخميس، "أن المزارعون في مستوطنات غلاف غزة قلقون من استمرار تواجد المتظاهرين على حدود غزة ويخشون تدفع آلاف الفلسطينيين عبر الحدود للمستوطنات".

ونقلت الصحيفة عن مزارعين إسرائيليين قولهم: "لا يمكن الادعاء بأن الأمور طبيعية ولا يمكن الاستهانة بالتهديدات القادمة من وراء الحدود، وحتى لو لم يقتحم مليون فلسطيني الحدود يكفي دخول 10 آلاف الى مناطق الغلاف لخلقوا تهديداً غير محسوب النتائج".

وانطلقت فعاليات مسيرة العودة الشعبية السلمية يوم الجمعة الماضي بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض، وتستمر حتى 15 أيار/ مايو المقبل، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى النكبة الفلسطينية.

سيناريوهات عديدة قد تشهدها الجمعة الثانية لمسيرات العودة، هذا ما كشف عنه جنرال إسرائيلي سابق، والذي أكد على وجود مخاوف إسرائيلية كبيرة من تمكن الفلسطينيين من اجتياز الجدار العازل الذي يفصل قطاع غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، واصفا الوضع بأنه "قاتم ومقلق للغاية".

وأقر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه "كانت هناك محاولات لاختراق أو إلحاق الضرر بالسياج الأمني"، وذلك على طول الجدار العازل الذي أقيمت بالقرب منه خمس مخيمات لمسيرات العودة الكبرى.

من جهته، رجّح المختص بالشأن الإسرائيلي، وديع أبونصار، مدير المركز الدولي للاستشارات، حدوث سيناريوهين على الساحة في الجمعة الثانية لمسيرة العودة.

وقال أبو نصار لـ"النجاح": السيناريو الأول سيكون مشابهاً لأحداث الجمعة الماضية، وسيتم التصعيد من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وسيكون هناك شهداء وإصابات".

وأضاف "أما السيناريو الثاني فهو أن تكون الأوضاع تحت السيطرة، وسيكون هناك بعض المظاهرات مع رفع الأعلام، وأن الجيش الإسرائيلي لن يقوم بالقتل كما السابق"، مشيراً إلى وجود أطراف دولية عديدة تحاول تهدئة الأوضاع في غزة.

وتوقع المختص بالشأن الإسرائيلي، أن تشهد الجمعة الثانية السيناريو الأول وهو تصاعد الاوضاع على حدود قطاع غزة، مع سقوط شهداء وجرحى واستخدام إسرائيل وسائل أكثر عنفاً لقمع مسيرات العودة، على حد تعبيره.

وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان، جدد تهديداته للمتظاهرين الفلسطينيين في قطاع غزة، وقال أنه "لا يوجد أبرياء هناك".

وأشار ليبرمان في تصريحات للإذاعة العبرية إلى أن الجيش الإسرائيلي مستعد لأي سيناريو محتمل. مضيفا "إذا حاول الفلسطينيون إثارة الاستفزازات والإضرار بسيادة إسرائيل أو إذا حاولوا انتهاك أمن إسرائيل، ستكون هناك استجابة قوية وقوية جدا وحازمة من جانب قواتنا".

وأضاف "سنستمر على نفس الخط من الاستجابة، ونحن لا ننوي التصعيد وليس لدينا خطط لاحتلال غزة أو شن عملية عسكرية".