وفاء ناهل - النجاح الإخباري - لطالما أرق الهاجس الديموغرافي الإسرائيليين، كيف لا ودولة الاحتلال تحاول سلب الأرض من أصحابها الشرعيين، وهي التي قامت على مبدأ "شعب بلا أرض، لأرض بلا شعب".

ومع نشر مركز الاحصاء الفلسطيني لنتائج التعداد السكاني، والتي أظهرت التفوق الديموغرافي للشعب الفلسطيني حيث يعيش 6.8 مليون فلسطيني في فلسطين التاريخية بين البحر المتوسط ونهر الأردن، مقابل 6.5 مليون يهودي.

هذه الحقيقة التي يحاول الاحتلال التشكيك بها، جاءت تزامناً مع ذكرى يوم الأرض، الذي يصادف اليوم الجمعة، الثلاثين من آذار.

تفوقنا الديموغرافي يخيف اسرائيل

وفي هذا السياق قال العضو العربي في الكنيست عبد الله أبو معروف:" نريد أن يكون يوم الأرض، حافزاً لإستمرار النضال من أجل البقاء والحفاظ على ما تبقى من الأرض والوجود، وقضية التوازن الديموغرافي هي معادلة منذ 48 حيث كان الهدف من النكبة والقتل والتهجير هو أن تبقى الأرض خالية من سكانها الأصليين، والتخوف الاسرائيلي بعد نتائج التعداد السكاني جاء تاكيداً،  على أن التوزع الديموغرافي هو في صلب منطلقات الاحتلال التي تريد أن تقول أن الأرض فقط لليهود، والمخططات الاستيطانية المكثفة والمتتالية تؤكد ذلك وخاصة في ظل حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة".

وتابع أبو معروف خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري": اسرائيل تعمل بكل الوسائل ليكون هناك تفوق سكاني اسرئيلي،  وصدرت تصريحات منذ عدة أيام بأن هناك 60 مليون يهودي في العالم،  وهؤلاء اصلا لا يمثلون اليهود بأي شكل من الأشكال، وما تسعى إليه حكومة الاحتلال تهويدهم وجلبهم الى اسرائيل، ولكن حتى الان لا يوجد شجاعة لا عند اليهود المتدينين ولا العلمانيين، ليعرفوا بشكل رسمي من هو يهودي، وحديثهم حول هذا الرقم غطاء لجلبهم الى اسرائيل".

وأضاف:"  اليهود في العالم لا يتجاوز عددهم( 11 ) مليون، وكل ما يقومون به مجرد تبريرات وتباكي لإستعطاف العالم".

قنبلة موقوتة

الخبير في الشأن الاسرائيلي الدكتور عمر جعارة، أكد أن موضوع التفوق الديموغرافي هام جداً، ويثير مخاوف كبيرة لدى الاحتلال وتم مناقشته عبر الاعلام الاسرئيلي بشكل مطول، كما أن اسرائيل تصر على ادعاءات تعتبرها حقائق من وجهة نظرها،  أهما بأن عدد الفلسطينين بالضفة وغزة ليس كما يقال".

وأضاف:" ان يكون عدد اليهود ( 6 )مليون  يعني ان اسرائيل لا يمكن ان تصبح دولة يهودية بأي شكل من الاشكال، فعدد السكان تقريباً متساوي حتى  ولو كان عددهم  حسب ما جاء في  احصائية اسرائلية مؤخراً،  بأنهم( 7 ) مليون ونحن 6 مليون، فالفرق ليس كبيراً،  اي أننا سنشكل  48% من السكان وهم 52% من السكان،  أي أنه يستحيل ان تكون هناك دولة يهودية بأي شكل من الاشكال طالما يتواجد عليها( 6 )مليون فلسطيني".

وتابع جعارة خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري": اسرائيل تريد أن تقدم ارقاماً سكانية تدعم فكرة يهودية الدولة وعدم الانسحاب من الاراضي التي احتلت عام (67 )والتي لا تريد الانسحاب منها، بل على العكس تماماً هي  تريد إثبات أن اليهود اكثر من الفلسطينين، فالاحتلال يريد ان يحارب القنبلة الموقوتة وهي القنبلة السكانية، التي تشكل خطراً كبيراً على مستقبل يهودية الدولة التي يريدون اقامتها".

خطط شيطانية

المحلل السياسي سامر عنبتاوي، أكد أن:" نظرية الاحتلال للسيطرة على الاراضي الفلسطينية بينت على أساس أقل عدد من السكان العرب وأكبر عدد من اليهود، وكل الطروحات السابقة وحتى عهد نتنياهو وحكومته المتطرفة، يريدون تحويلها الى دولة يهودية خالصة بأقل عدد من السكان العرب".

وتابع:" عام 48 كان عدد العرب (150) ألفاً فقط لكن الان  نتحدث عن (مليون و600 الف) داخل حدود عام 48 وهناك تفوق للوجود العربي على ارض فلسطين التاريخية،  وهذا يؤثر على الاستراتيجية التي يسعى الاحتلال لتطبيقها وهذا ما يفسر تخوفهم حيث يلجأون للتهجير الطوعي والقصري،  وممارسة الضغوط على الشعب الفلسطيني".

وأضاف عنبتاوي خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري": هذا ما يفسر اجراءات الاحتلال في القدس، فهم يريدون جعل المواطنين العرب مجرد سكان، وسحب صفة المواطنة منهم، والاحتلال يريد أخذ الارض من أصحابها الشرعيين، وهذا الكلام يسعون له ايضاً في الضفة وهذا ما يفسر محاولتهم فرض السيطرة على الضفة، ليصبح المواطن هنا أيضاً مقيماً، ويمارسون من أجل ذلك خططاً شيطانية، لتهجير وتفريغ البلاد، ولكن نحن صامدون ونعلم ما يسعى له الاحتلال، ولن نتنازل".