عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - رغم الجهود التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي جنوب فلسطين من إجراءات وتعزيزات أمنية مكثفة ، وإعلان حالة الاستنفار استعداداً "لمسيرات العودة"، إلا أن اختراق ثلاثة شبان فلسطينيين من غزة الحدود الإسرائيلية المحاذية للقطاع وتسللهم داخل المستوطنات الإسرائيلية مسافة 20 كيلو مترا، قد كشف هشاشة المنظومة الأمنية لادعاءات "الجيش الذي لا يقهر".

هذا التسلل لم يربك المنظومة الأمنية للاحتلال بل أربك أيضاً قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين، لوصول المتسللين لمناطق مغلقة تعتبر أكثر حساسية بالنسبة للاحتلال، خصوصاً وأنهم كانوا مسلحين بالقنابل والسكاكين، على حسب الرواية الإسرائيلية.

صحيفة هارتس العبرية قالت: "إن تسلل فلسطينين من غزة يكشف عن الثغرات في دفاعات إسرائيل الحدودية قبل تظاهرات يوم الجمعة الجماعية المرتقبة على الحدود بين إسرائيل وغزة وليس سراً أن السياج المحيط بالقطاع لا يمكن أن يخدم هدفه بعد الآن".

 ونبهت إلى أن سلسلة  الحوادث على حدود إسرائيل أدت إلى جعل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قلقة بعض الشيء على مدى الأيام القليلة الماضية في ذروة الاستعدادات الفلسطينية لمسيرة العودة، وفق تعبيرها.

وكانت وسائل الإعلام العبرية، أعلنت امس الثلاثاء، عن اعتقال 3 فلسطينيين بزعم التسلل من قطاع غزّة إلى محيط تجمع أشكول الاستيطاني في محاولة لتنفيذ عملية.

وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عددًا من الشوارع في محيط المنطقة بعد تسلل فلسطينيين من غزّة إلى مستوطنة أشكول.

وزعم الاحتلال عثوره على آثار تشير إلى تسلل فرد أو أكثر لإسرائيل بعد عبور الشريط الحدودي العازل مع قطاع غزة، مستنفرًا قواته بنشر الحواجز.

التسلل المربك

وفي هذا السياق، يرى المختص بالشأن الإسرائيلي، عليان الهندي، أن عملية تسلل الشبان الثلاثة قد أربكت إسرائيل كثيراً، في ظل ما تستخدمه منظومة الاحتلال من أسلحة هائلة وأجهزة رقابة على أعلى المستويات.

وقال الهندي، في حديث خاص لـ"النجاح الإخباري": إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ادعت اعتقال المتسلليين، ولو كانت لديهم نوايا هجومية والقيام بعمليات ربما كانت الخسائر الإسرائيلية كبيرة جداً".

وأضاف، أن "المربك في الأمر هو أن الوسائل التكنولوجية الهائلة التي استثمرت خلال 2014 وحتى اليوم في اكتشاف الأنفاق، أعتقد أنها تتطلب تطويراً آخرا وتسبب مشكلة تقنية هائلة في إسرائيل، وربما تحتاج إلى سنوات من أجل اكتشاف وسائل جديدة لمنع الفلسطينيين من التسلل".

الإعلام العبري: استعدادات يفشلها الفلسطينيون

الاحتلال الإسرائيلي يستعد لمحاولات فلسطينية لاقتحام السياج الحدودي أو الدخول إلى "إسرائيل" عشية ما يسمى "عيد الفصح اليهودي"، كما نصبت حول قطاع غزة وسائل تكنولوجية متطورة بهف منع "التسلل"، ولكن "الفلسطينيين أثبتوا أن الأمر ممكن. كما تقول يديعوت أحرونوت على حد تعبيرها.

وبحسب صحيفة جروسيلم بوست فإن "إسرائيل تستعد لمواجهات واسعة النطاق على طول حدود غزة وحتى لو تم تجاوز فترة عيد الفصح، متوقعة في الوقت ذاته أن يتصاعد التوتر في المناطق تدريجيا في أبريل ومايو حيث من المقرر أن تنظم مظاهرات حاشدة  على طول الحدود مع إسرائيل.

وحذّر قائد قوات الاحتلال الإسرائيلي غادي آيزنكوت من وصول قطاع غزة لحافة الانهيار، وقال "الآن أقرب إلى حرب في عام 2018 من أي وقت أخر، خاصة في ضل الوضع الانساني المتدهور وأيضاً الاستعدادات لتظاهرات يوم العودة". على حد زعمه.

وبحسب المختص بالشأن الإسرائيلي الهندي، فإن إسرائيل ورغم ما تملكه من وسائل تكنولوجية هائلة وقوات كبيرة، فإنها لن تستطيع أن تحمي حدودها 100%. "ليس فقط حدودها مع غزة وإنما جميع الحدود وهذا ما تدركه إسرائيل".

وتابع قائلاً: المشكلة الأساسية التي تمارسها إسرائيل في تعاملها مع الفلسطينيين هي التعامل الأمني المشدد منذ نشأتها حتى اليوم، ومن يتعامل بالشق الأمني والقوة العسكرية فقط دون التعامل مع الشق السياسي، لا أتوقع أن إجراءاته الأمنية ستحميه للأبد".

ظاهرة التسلل من قطاع غزة، التي تزايدت في الآونة الأخيرة، كشفت عيوب المنظومة الأمنية التي يعتمد عليها الاحتلالالإسرائيلي في حماية ما يسمى مستوطنات غلاف غزة، خصوصا أن الجدار الأمني المحيط بغزة، مزود بمنظومة استشعار وانذار الإلكترونية، ويبدو أن هذه المنظومة أصبحت قديمة، ولم تعد فعالة، ولم تقم بعملها والإنذار المبكر على عملية التسلل. لدرجة أنه لم يتم الكشف عن اختراق الشبان للسياج ودخولهم الى الأراضي الإسرائيلية الا بعد ساعات، تحديدا بعد عملية قص الأثر. وفق ما ذكره الإعلام العبري.

ووقعت في الأيام الاخيرة عدة حوادث مشابهة، على الجدار الحدودي الفاصل مع غزة، وكان بينها عملية تسلل لأربعة شبان قاموا بإحراق بعض جرافات الاحتلال الإسرائيلي، وكل هذه الأمور حدثت في ظل ذروة الاستعدادات لمواجهة مسيرة العودة الكبرى، المزمع عقدها يوم الجمعة القادم.

أردان: يحاول تغطية فشل أمنه

وفي سياق متصل تستفز عمليات التسلل المستمرة من قطاع غزة المؤسسة الأمنية الاسرائيلية. وحاول ما يسمى بوزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان التغطية على فشل أجهزته الأمنية.

وواصل أردان، التحريض على غزة "محملا حركة حماس مسؤولية ما يحدث وذلك في ظل استنفار قوات الاحتلال على الحدود مع غزة استعدادا لمواجهة مسيرات العودة المزمع انطِلاقها يوم الجمعة المقبل بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض.