ترجمة إيناس الحاج علي - النجاح الإخباري - في مذكرات جديدة نشرها رئيس وزراء الاحتلال السابق ايهود أولمرت قال فيها:

 "في يوم ما كنت جالساً في شرم الشيخ إلى جانب الرئيس محمود عباس والملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري آنذاك حسني مبارك لإجراء محادثات سلام وخلال الاجتماع تم استدعائي لإبلاغي بأنه في مبنى معين في غزة جميع قادة حماس كانوا  في اجتماع بمن فيهم ذلك أحمد الجعبري ومحمد ضيف وطلبت الأجهزة الأمنية الموافقة توجيه ضربة للمبنى ولكن لم يكن الوقت المناسب"إن القضاء على جميع قادة حماس في هذه اللحظة  يمكن أن يورط دون قصد القادة الفلسطينيين والمصريين والأردنيين وأن يفجر المفاوضات".
كتب أولمرت  

وتابع في مذكراته المنشورة حديثًا : " مثل هذا النوع من الاغتيال بينما كنت جالساً معهم يبدو أنه مؤامرة مشتركة"

في الكتاب الذي يقارب 900 صفحة يشرح رئيس الوزراء السابق تفاصيل جهوده غير الناجحة في صنع السلام مع الرئيس محمود عباس بين (2007-2008 )والتي بلغت ذروتها في عرض إسرائيلي للتخلي عن كامل الضفة الغربية والقدس الشرقية مع تبادل الأراضي المتبادلة ووضع المدينة القديمة في القدس بما في ذلك حائط البراق تحت الوصاية الدولية.

لم يتم قبول الصفقة من قبل الفلسطينيين مع العديد من الأسباب التي دفعت للرفض:

خشي الفلسطينيون أنه لن يتم تنفيذ صفقة أولمرت  أبداً و كان الرد على قضية اللاجئين الفلسطينيين غير كافٍ من وجهة نظرهم وأيضاً لفت الأنتباه إلى التنازلات الإسرائيلية الأشد اثارة على طاولة المفاوضات ويأتي نشر الكتاب في الوقت الذي تصيغ فيه إدارة ترامب مقترح السلام الخاص بها  في حين أن الفلسطينيين يرفضون أي دور في عملية السلام للبيت الأبيض بسبب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر و قطع التمويل عن وكالة الأمم المتحدة للاجئين للفلسطينيين وقرار دونالد ترامب إن الاعتراف بالعاصمة يأخذ القدس "خارج الطاولة" قبل بدء المحادثات.

على النقيض من ذلك في مذكراته يتباهى أولمرت أنه وضع "القدس على الطاولة" في اليوم الأول من المفاوضات بالإضافة إلى زيادة عدد الأسرى الفلسطينيين الذين كانت إسرائيل مستعدة لإطلاقهم خارج نطاق المطلب الفلسطيني وقال بأن المطلب الأمريكي كان أن يكون هناك سلام ليكون التركيز على برنامج ايران النوويفي المنطقة.

"كان الموقف الأمريكي الثابت هو أنه كلما أسرعنا في التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيي يمكننا بعد ذلك تعزيز التعاون مع الدول العربية بشأن الإيرانيين.

أولمرت يقول إن بوش وعد بإعطاء 100 ألف لاجئ فلسطيني الجنسية الأمريكية إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام "كان هذا وعدًا مثيرًا ويقول قررنا إبقاء هذا الإعلان كورقة مساومة حاسمة في الوقت المناسب".

وفي وصفه العرض النهائي يؤكد أولمرت أنه لم يسع إلى وجود عسكري إسرائيلي في وادي الأردن مفضلاً القوات الدولية بدلاً من ذلك وطالب بنزع سلاح دولة فلسطين في المستقبل وأصر على أنه لن يكون هناك مطار في الأراضي الفلسطينية.

وتسقبل إسرائيل 5000 لاجئ فلسطيني كمواطنين على مدى خمس سنوات ولكن فقط كإشارة إنسانية بدلاً من "حق العودة"  وستطلب من السلطة الفلسطينية أن تتعهد بأنها لن تسعى بعد الآن للحصول على أي تعويض آخر للاجئين وقال إن أحد الصناديق الدولية سيعوض الفلسطينيين واليهود الذين طردوا من الأراضي العربية.

سوف تقوم إسرائيل بإخلاء جميع المستوطنات في الضفة الغربية  باستثناء كتلة عتصيون ومعاليه أدوميم  وآرييل بالإضافة إلى الاحتفاظ بجميع الأحياء اليهودية في القدس وقال إن الأراضي التي ستتخلى عنها تشمل الأراضي الإسرائيلية المتاخمة لغزة والقدس والضفة الغربية.

"كنت أعتقد اليوم كما اعتقدت آنذاك أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين ستدعم هذه الصفقة وستكون على استعداد لدفع الثمن اللازم للاستفادة من الثمار التي تحملها وقال "اقتربت وقربت الجميع  إلى نهاية النزاع إلى السلام كان ذلك في متناول اليد لكنهم منعوني من الوصول إلى هناك".

إنه يعرض حياة البشر للخطر  وهذا صحيح ولكن إخلاء الأراضي لا يعني فك الارتباط بين الاستخبارات في المنطقةوإذا ما علمنا أنه يجري التخطيط لعمل إرهابي  أو بناء مصانع  أسلحة فلن يكون هناك شيء يمنعنا من الدخول مع قوات خاصة  تدميرها ثم العودة".

وقال أولمرت إن رايس "دهشت" من عرضه عندما قدم الخطةوتوقع أن يطالب الرئيس محمود عباس بمزيد من اللاجئين والمزيد من الأراضي لكنه لم يفعل بل طلب رئيس السلطة الفلسطينية نسخة من الخطة.

ويقول أولمرت سجني بقضية ارتكاب مخالفات أو قضايا فساد كان فقط في إطار مؤامرة لإحباط اتفاق السلام.