منال الزعبي - النجاح الإخباري - هل جذبك شخص ما أو تنافرت معه دون سابق معرفة أو كلام؟  

هل فكرت بشخص ثمَّ اتصل فجأة بذات الوقت أو زارك أو التقيته صدفة؟

هل شعرت بانقباض قلبك لتتفاجأ بخبر سيء مسّ عزيزًا على قلبك؟ أو شعرت بالسرور والغبطة ثمَّ سمعت خبرًا سارًا عن حبيب أو قريب؟

هل ردَّدت أغنية في سرّك وفاجأك شخص مجاور يردد نفس الأغنية؟

هل نطقت ذات العبارة أنت وشخص قريب بذات الوقت؟

كلُّ هذه المواقف وأكثر ندرجها تحت مقولة "القلوب عند بعضها"

وما هي إلا منحة الله لعباده ليتناغموا مع هذا الكون الفسيح المسخَّر لهم بكل ما فيه ومن فيه، وكما هي الجاذبية الأرضية تحفظ توازن الأشياء على الأرض، يسود قانون الجذب علاقات البشر  ويحكمها ويحتاج إلى تركيز وفهم عميق يزداد قوة بقدر إيمان الشخص بنفسه وبقدراته وبتأمله لما حوله.

غريزة فطرية لا يحكمها زمان ولا مكان، هذه القدرة الكامنة تظهر في مواقف معينة ومع أشخاص معينين ولأنَّ الإنسان هو أعظم معجزات الله على الأرض فقد استودع فيه الكثير من أسراره و طاقات هائلة ضمرت مع الوقت إذ اعتمد الإنسان عليها قديمًا في التعامل مع الطبيعة والدفاع عن بقائه لكثرة الأخطار وصعوبة الظروف، إلا أنّها ضعفت تدريجيًّا بسبب لجوء الإنسان للأجهزة الحديثة وإهمال القدرات الروحية والذهنية فالتخاطر قدرة روحية يزيدها اقترابنا لما هو روحي وعفوي وطبيعي.

والتخاطر غير مخصص بأشخاص مقربين ويطلق عليه العديد من  المسميات منها التخاطر الذهني والروحي والتنبوء والحدس.

إلا أنَّ هذه القدرة تكون أقوى بين طرفين بينهم اتصال وثيق كالأم ووليدها، أو حبيبين أو صديقين مقربين إذ تكون المشاعر أقوى وأصدق ويتشاركون برؤى متقاربة.

ويُرجع العلماء أحداث حياتنا إلى أفكارنا فهي تتشكل حسب طريقة تفكريرنا يقول  نابليون هيل: "لا تستطيع المشاعر الإيجابية والسلبية شغل الذهن في آنٍ واحد، فإما تشغلهُ هذه أو تلك، ومن واجبك أن تحرص على استثمار المشاعر الإيجابية بذهنك فهذه مسؤوليتك أنت".

وهناك الكثير من الأمور التي تخلصنا من الطاقة السلبية منها الطبيعة، والتأمل، والرياضة، والصدق، وحسن الخلق بتجنب الشر والابتعاد عن كل ما هو مؤذي، وللصلاة الدور الأكبر في ضبط كلّ هذه الأفعال.

موضوع تناوله الكثيرون وشغل بالهم من كلّ الجنسيات والأطياف فيقول جيري وإيسترهيكس: "كلّ ما هو متشابه يتجاذب"، أمّا كاثرين بوندر فقال: "كلُّ ما تفكر به وتشعر به ويتصوره ذهنك وينطق بهِ لسانك، تجذبه إلى حياتك". وقال إرنست هولمز: "كلُّ فكرة تصبح حقيقة بقدر قوتها فأدنى فكرة تدور في العقل تخلق قوةً بنفس المقدار لتنتج شيئاً مطابقاً".

 ولخّص بريان تراسى  ذلك بقوله: "ما أنت إلا كائنٌ مغناطيسي؛ فأنت تجذب إلى حياتك الأشخاص والمواقف والظروف التي تتناغم مع الأفكار المسيطرة على عقلك، وكلُّ ما يدور في خلدك يتحقق في واقعك"، وسبقهم كلهم رسولما محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: " الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ"، وفي القرآن الكريم الكثير عن عوالم الروح ومكنوناتها، ويبقى الأمر معلقًا في عنق صاحبه، لنا أن نحكم الكون ونتحكم بأنفسنا ولها أن تسيّرنا وتحكمنا فنكون عبيد الماديات والبشر بعد أن خلقنا الله لنكون أسياد الكون وأنفسنا.