النجاح الإخباري - أعلن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إن بلاده ستنقل سفارتها إلى القدس قبل نهاية العام القادم، وفي خطاب في الكنيست الإسرائيلي، اليوم الاثنين، قال، "في الأسابيع القادمة، ستدفع ادارتنا خططها لفتح سفارة للولايات المتحدة الأمريكية في القدس، وسيتم افتتاح السفارة قبل نهاية العام القادم"، واضاف: "لقد اتخذ رئيسنا (دونالد ترامب) قراره في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية ولكنه أيضا اوضح انه يؤمن بأن قراره هو في صالح السلام"، ودعا الفلسطينيين للعودة إلى طاولة المفاوضات.

وقال بنس مخاطبا الحكومة الإسرائيلية: "تقدر الولايات المتحدة الأمريكية اعلان حكومتكم استعدادها لاستئناف المفاوضات المباشرة مع السلطة الفلسطينية، واليوم نحن نحث القيادة الفلسطينية بقوة للعودة إلى الطاولة، فالسلام يمكن أن يأتي فقط من خلال الحوار".

وأشار في هذا الصدد إلى أن " الولايات المتحدة ملتزمة بتحقيق سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين" وقال" اعلم أن السلام ممكن"، وكرر في خطابه أكثر من مرة أن " القدس عاصمة إسرائيل"، وتابع، "نحن نقف إلى جانب إسرائيل لأن قضيتكم هي قضيتنا، مبادئكم هي مبادئنا، نحن نقف إلى جانب إسرائيل لأن هذا هو ما فعلته إسرائيل دوما"، فيما تضمنت كلمة بنس صلوات باللغة العبرية رد عليها النواب بالوقوف.

من جهة ثانية، قال بنس في كلمته إن "الارهاب الاسلامي المتطرف لا يعرف حدودا ولا يحترم اي عقيدة ويسرق حياة اليهود والمسيحيين وخصوصا المسلمين"، وتعهد بأن الولايات المتحدة الأمريكية" "ستطارد وتدمر داعش"، وأشار إلى ان الولايات المتحدة تعهدت بتقديم اكثر من 110 ملايين دولار لمساعدة المسيحيين في الشرق الاوسط وتدعو اسرائيل وغيرها الى الانضمام الى هذا الجهد .

وذكر أنالولايات المتحدة ستواصل العمل مع اسرائيل لمواجهة ايران الدولة الراعية الرئيسية للارهاب الذي يزرع الفوضى في المنطقة ، ووصف الإتفاقية الدولية مع إيران بأنها" كارثية" وقال"الولايات المتحدة لن تصادق على امتثال ايران لهذه الصفقة المريضة، واضاف ان "الولايات المتحدة لن تسمح ابدا لايران بالحصول على اسلحة نووية (..) ولن نتسامح مع دعم ايران للارهاب".

وتوجه إلى الشعب الإيراني بالقول"من شعب أمريكا إلى الشعب الإيراني الفخور والعظيم: نحن أصدقاء، واضاف"الصداقة بين شعبينا ستزدهر من جديد، و أجبر على وقف تصريحاته في بداية كلمته بعد رفع النواب العرب لافتات ضده.

وكان قد اضطر بنس "المصباح اليدوي" إلى التوقف عن الحديث عندما بدأ أعضاء الكنيست العرب يلوحون باللافتات ويواجهون حراس الأمن, وسرعان ما أصبح احتجاجهم مواجهات جسدية، واشتبك حراس الكنيست معهم لعدة دقائق حتى تم اخراجهم من القاعة, واعتذر رئيس الكنيست مك إدلشتاين لـ "بنس" واستمر في خطابه".

وافتتح ما يسمى  برئيس الكنيست، يولي إدلشطاين، مراسيم وجلسة استقبال نائب الرئيس الأميركي في الكنيست، بتصريح " لا نقول يخرب بيتك، فمثل هذا التصريح لن تسمعه بالبرلمان الإسرائيلي، هنا سوف تسمع مباركة وتحيات: "بناء منزلك!" نتمنى لكم والشعب الأميركي إنكم ستبنون منزلكم إلى أعلى مستوى وستظل منارة للعالم الحر ".

من جانبه، وجه ما يعرف برئيس حكومة الإحتلال، بنيامين نتنياهو شكره للنائب الرئيس الأميركي على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، وعلى دوره في الدفاع والتصدي لحملات المقاطعة ضد إسرائيل بأميركا، ودوره بتعزيز الدور الإسرائيلي في الشرق الأوسط بما يضمن أمنها واستقراراها. كما وأشاد بالحلف الإستراتيجي ما بين تل أبيب وواشنطن وسعي الإدارة الأمريكية لتعزيز هذا الحلف وما يتمحور حوله من مصالح أمنية واقتصادية وتجارية مشتركة.

أما رئيس كتلة المعارضة، يستحاق هرتسوغ، والذي شدد على أهمية إعلان ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وأشاد بقرار ترامب الذي يحقق العدالة للشعب اليهودي، على حد تعبيره، وأضاف: "الرئيس ترامب تطرقا كثيرا لضرورة وأهمية تحيق السلام ما بين إسرائيل والفلسطينيين، وأكد في إعلانه عن القدس أن أقواله لم تحدد نطاق السيادة الإسرائيلية في القدس لأنها ستحدد في نهاية المطاف ضمن اتفاق الوضع النهائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

وحذَّر هرتسوغ من الجمود بالمفاوضات والمسار السمي، ودعا الإدارة الأميركية للسعي من أجل إطلاق المفاوضات قائلا: "هذا الاتفاق هو رؤية بعيدة أخرى ونحن في واحدة من أكثر الفترات تعقيدا في العلاقات بين الشعبين ومأزق خطير يتعين التغلب عليه وفتحه ومحاولة خلق آفق متجدد من الأمل".