وفاء ناهل - النجاح الإخباري - لم يكن إجتماع المجلس المركزي في دورته الطارئة الـ"28"، عادياً فقرارات هامة ومصيرية اتخذت خلال (48) ساعة، قرارت وصفها محللون بأنَّها حدَّدت معالم مرحلة جديدة من النضال الوطني وجاءت منسجمة مع الأسس الوطنية، ومقتضيات الدفاع عن المشروع الوطني، ورسمت معالم لمرحلة نضالية جديدة في تاريخ القضية الفلسطينية، للتصدي للمخططات الهادفة للنيل من حقوقنا الوطنية المشروعة.

ومن أهم القرارات التي اتخذها المجلس المركزي الفلسطيني في نهاية اجتماعه، تكليف اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بتعليق الاعتراف باسرئيل  حتى تعترف بدولة فلسطين على حدود (1967)، وإلغاء قرار ضم القدس الشرقية ووقف الاستيطان.

في هذا السياق يقول المحلل السياسي طلال عوكل: "عمليًّا لا يوجد ما يترتب على هذا القرار، فلا يوجد هناك بعثات دوبلوماسية ولا تبادل ولا سفارات بل على العكس تمامًا، فالموجود على أرض الواقع هو الصراع المستمر مع الاحتلال".

وتابع في حديثه لـ"النجاح الإخباري" : قرار تعليق الاعتراف باسرائيل،  سياسي بالدرجة الأولى ونحن طرف في هذا الصراع على الأرض، وعدم الاعتراف بالنسبة لنا جزء من منظومة قيادية سياسية وهذا هو المغزى من هذا القرار".

وحول تطبيق القرار أضاف عوكل : "لا يوجد له تطبيقات، لأنَّ لها أبعادًا سياسية فنحن اعترفنا بها ببداية أوسلو وهذا يشجع بعض الدول أن تتعامل معها وتطبع وعندما يتم سحب هذا الاعتراف سيدعو العديد من الدول الصديقة والمناصرة لقضيتنا بعدم الاعتراف بإسرائيل".

على صعيد الدولي والاتفاقيات لحماية الشعب الفلسطييني وتعزيز تواجد فلسطين، يقول:" هذا واجب وفرض عين نحن نقود الصراع بشكل شامل وبكل الجبهات المشكلة كانت بتردد فلسطيني بسبب وعود وضغوط أمريكية، أجلنا بسببها التقدم للأمم المتحدة بالكثير من مشاريع القرارات أما  الآن لا سبب للتردد بالتالي ستتوسع جبهة المواجهة على الصعيد الدولي".

وأكَّد عوكل أنَّ الجدوى لا تتحقق بضربة واحدة فلسطين حققت تقدم فيما يتعلق بكونها عضو مراقب، واليونسكو اتخذت قرارات لصالحنا وأجبرت إسرائيل على الانسحاب وبعض الضغوط في المحافل الدولية ستجبر إسرائيل أيضاً على الانسحاب من العديد من الاتفاقات والمحافل الدولية".

وشدَّد أنَّ المطلوب لتحقيق ما جاء في البيان الختامي للمجلس المركزي، الوحدة الوطنية، والتي يجب العمل عليها إضافةً لإعادة النظر بكلّ شيء بالبرنامج السياسي واسلو وعلاقة المنظمة والسلطة بإسرائيل وأمريكا، وهذا ما فعله المجلس المركزي، وعلينا أن ندرك أنَّ الوحدة الوطنية هي حجر الأساس".

المحلل السياسي جهاد حرب،  أكَّد أنَّ قرار تعليق الاعتراف بإسرائيل هو توصية للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير باتّخاذ إجراء وهذا الإجراء يحتاج لمشاورات ليس فقط على المستوى الداخلي، فهو يحتاج أيضاً لإنضاج الظرف الموضوعي الخارجي الذي يؤكد على خيار حل الدولتين وان الوصول لمرحلة عدم شرعية إسرائيل أو عدم القبول بها يحتاج لجهود مختلفة والمجتمع الدولي لن يسمح بذلك لكن هذا القرار اجراء لتعليق الاعتراف وليس إنهاء الاعتراف او إلغائه وهما حالتين مختلفتين من ناحية الجوهر"

وتابع حرب في حديثه لـ"النجاح الإخباري": عدم الاعتراف بإسرائيل له تبعات وردود فعل من قبلها، ونحن نحتاج للوقت لنتصدى لردة فعل اسرائيل ربما تكون عدم الاعتراف بمنظمة التحرير واتخاذ إجراءات متعددة تجعل من الصعوبة تواجد المنظمة بالأراضي المتحلة عام (67) وهذا الأمر يحتاج لوقت وإجراءات واستغلال اللحظة المناسبة".

وأضاف: "إسرائيل عملياً ألغت أوسلو من خلال إجراءاتها المتمثلة  بالاستيطان وغيرها لكن التبعات التي يمكن أن تفرض علينا تحتاج لدراسة ليكون لدينا خطة لتجاوز اي تبعات تتخذها اسرائيل، كعدم الاعتراف بالمنظمة وهو ما تسعى اليه بكثير من السياسات سواء بالتفاوض او العلاقات مع شخصيات عامة وعودة الادارة المدينة، وبكل خطوة هناك تبعات سياسية وميدانية واجرائية يجب اخذها بعين الاعتبار وكيفية تجاوز القرارت  المتوقعة واي خطوة  اقرها نص البيان الختامي تحتاج لقراءة متأنية لتجاوز التبعات ونحتاج لتهيئة الظروف الداخلية من اجل ذلك"

وعلى الصعيد الدولي والتواجد الفلسطيني بالمحافل الدولية يقول حرب: "تكريس الدولة الفلسطينية على المستوى الدولي هو مسار خطته القيادة خلال السنوات الاخيرة من خلال الذهاب للامم المتحدة ، لرفع مكانة فلسطين وهي اجراءات لا يستهان بها، هي ليست ملموسة عملياً بالاراضي الفلسطينية لكنها تكرس لحقوقنا لا ولا يمكن تجاوزها".

وتابع حرب:" سواء قبلت اسرائيل بالقرارات الدولية  ام لا نحتاج لتكريس هذه الحقائق، فعندما تذهب للمؤسسات الدولية الامم المتحدة وغيرها والانضمام للمنظمات يعزز وجودنا بالمحافل ويجعل اماكنية فضح ممارسات اسرائيل واتخاذ قرارت، تجعل عزلها مستقبلاً ممكناً، اذا ما استمرت بمنهجها الاستيطاني وتهويد القدس ورفض القرارات الدولية".

وأكد أن اسرائيل بكل تأكيد لن تقف مكتوفة الايدي امام اي قرار يتخذ ضدها، فهي ستقاوم بمساعدة اصدقائها من المجتمع الدولي، لكن النصر فيما يتعلق بقضيتنا تراكمي بالنقاط وليس ضربة قاضية، وذلك من خلال المسار الدولي وتعزيزه وتنظيمه وتطويره وهو يحتاج لوقت وجهد وتعاون مع الدول والمؤسسات الدولية وفهم شبكة العلاقات التي نحتاجها".

وعلى صعيد ما نحتاجه لتحقيق ما جاء بالبيان الختامي لاجتماع المركزي يقول حرب:"  توحيد جهودنا بانهاء الانقسام وتعزيز سيادة القانون وتنظيم وتطوير المقاومة الشعبية وحرية الراي والتعبير قضايا هامة ومكملة لبعضها، وستساعدنا في تحقيق مطالبنا وانتزاع حقوقنا".