خاص - النجاح الإخباري - سعت القيادة الفلسطينية بكل السبل الدبلوماسية لحصار الولايات المتحدة الأميركية، وكثفت من نشاطها الدبلوماسي، عبر المحافل الدولية، والقنوات الدبلوماسية، وارتكزت في نشاطها على المحاور القوية، والمنافسة، مستندة على قرارات الشرعية الدولية، التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، بشأن القضية الفلسطينية والقدس، ويكمن السؤال الأبرز، هل تمكنت القيادة الفلسطينية، بجهودها الدبلوماسية من محاصرة أميركا، وإسرائيل، فعليًا.

وحول التساؤل الأخير، أكد الكاتب والمحلل السياسي،أحمد رفيق عوض، على أن عزل الولايات المتحدة وإحراجها ونزع كل ما تدعيه من ديمقراطية وليبيرالية مهم، موضحًا أن ذلك لم يتم على شكل النتائج المرجوة، خصوصًا في ظل الانقسامات والصراعات العربية، وأشار في تحليل خاص لـ "فضائية النجاح"، إلى ضرورة تقديم حلول داخلية كإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، وإعادة صياغة العلاقة مع الاحتلال، بالإضافة إلى تدعيم المصالحة بشكل نهائي، وتحصين الجبهة الداخلية كرد على قرار ترامب، تحديدًا وأن المرحلة القادمة غامضة وتحتاج لوحدة وطنية داخلية.

وبالإشارة إلى التركيز على مظهر الجانب الفلسطيني في الإعلام الخارجي قال عوض، "بعد 100 عام من الصراع نعطي الإعلام والقوة الناعمة أهمية أكبر مما تستحق وهذا خطأ، لافتًا إلى أن أميركا إمبراطورية كبيرة ومستعدة أن "تبيع" القوة الناعمة للجانب الفلسطيني".

وأوضح أنه لا يجب أن ننشغل بالتأثير على المجتمع الأمريكي ونغير رؤيته، بقدر ما هو ضروري أن نؤثر على مصلحة الولايات المتحدة تحالفاتها سياساتها، مشيرًا إلى أن هذا بدوره سيلفت انتباه المجتمع الأمريكي الكبير الذي لا يهتم بسياسة بلاده الخارجية، وأضاف، "نحن نحتاج لقوة شخنة، عن طريق قرارات مؤثرة من قبل الدول العربية، التي تعاني من عدم الجهوزية لاتخاذ مثل هكذا خطوات كونها تتلقى الحماية والسلاح والشرعية من الولايات المتحدة وليس من شعوبها.

ووصف موقف التخلي عن الدور الأميركي بالمهم جدًا، منوها في الوقت ذاته إلى أن الجانب الفلسطيني لن يتمكن من تحمله لوحده.

وشدد على أن المملكة الأردنية الهاشمية، لا تستطيع الخروج عن حلفائها وتوجهاتها، مبينًا أن المماحكات التي ظهرت على السطح مؤخرًا بين الأردن والسعودية، تنحصر في خلافات وسوء علاقة مفترضة داخل البيت الواحد فقط.

ورأى المحاضر في جامعة تونس ابراهيم الرفاعي، أن تحركات الأردن بعد قرار ترامب ليست مبنية على اصطفافات، بل لها بعد استراتيجي، موضحًا أن إعلان ترامب يستهدف المنطقة التي تمتد إلى حدود الأردن عن طريق الاستيطان، أشار إلى أن قرار ترامب يعد بداية لتغير خريطة المنطقة، وأن أي عملية تهجير أو تغير أو تهديد هي مس بالخارطة وعودة للخيار الأردني البديل.

وأشار إلى أن الإدارة الأميركية هي التي عزلت نفسها بنفسها، لافتًا إلى أن الإعلان الأمريكي، يعد بمثابة خروج عن كافة القرارات الدولية ومجلس الأمن والجمعية العامة وحقوق الإنسان واتفاقية جنيف، وشدد على أنه يعتبر بمثابة تهديد للأمن والسلم في المنطقة وإخراج للولايات المتحدة من مسؤولياتها.