همسه التايه - النجاح الإخباري - خاص ـ يترجلون من حافلة  أقلتهم من مدينة نابلس نحو الهدف المقصود، يجمعون حقائبهم وعتادهم على عجل قبل انطلاقهم في رحلة المسير على الأقدام عشرات الامتار، عيونهم الثاقبة تترقب المكان، لرصد ما لم يكن بالحسبان، وفوهات أسلحتهم المجردة من الرصاص، لاتحمل سوى شغفا لتوثيق الطبيعة وأسرارها المدفونة، لتكون"عين الساكوت" الواقعة على الحدود الأردنية ، والتي تحيط بها حقول الألغام من كل حدب وصوب ويقصدها المستوطنون للإستجمام.

 مجموعة من مختلف شرائح المجتمع "إعلاميون ومحامون  ومهندسون وعمال وأساتذة وطلاب ومصورون هواة" من المدن والقرى والبلدات الفلسطينية كافة، جمعتهم هواية التصوير وإستكشاف الطبيعة، تحت سقف الحاضنة الأولى "الملتقى الفلسطيني للتصوير والإستكشاف"،  والتي إستطاعت تحقيق عدة إنجازات وصولا إلى تنفيذ الجولة السابعة والعشرين في مناطق الأغوار الشمالية بطوباس، والتي تم خلالها توثيق حياة وهجرة الطيور والمناطق الأثرية  ورصد حركة المواطنين في المناطق الحدودية.

الجولة التي شملت مناطق حدودية رصدت التنوع الحيوي النباتي والحيواني وتصوير المعيشة القاسية والصعبة للمواطنين هنالك، رغم القيود التي تفرضها حكومة الإحتلال والمستوطنين، فلم يسلم الهواة من مضايقات جيش الإحتلال المنتشرين  في محيط عين الساكوت التي لا تفوت فرصة استفزار الهواة وإحتجاز المصورين وكاميراتهم احيانا  والتدقيق في هواياتهم الشخصية قبل إطلاق سراحهم.

عين الساكوت

أكد المصورون الهواة المتواجدون في ربوع عين الساكوت، لمراسلة "النجاح الإخباري" أن المنطقة تزخر بتنوع حيوي مميز، رغم مساحتها والإعتداءات المتكررة بحقها من قبل الإحتلال الإسرائيلي، والتي حولت المكان لمنطقة حقول ألغام يمنع الإقتراب منها، مشيرين إلى أن عين الساكوت يتواجد بها طيور نادرة تم رصدها خلال التجوال.

المحامي فراس جرار رئيس مجلس إدارة الملتقى الفلسطيني للتصوير والإستكشاف وأحد أبرز المؤسسين قال لـ "النجاح الإخباري": يهدف الملتقى بشكل عام إلى التنمية البشرية للأجيال الناشئة لتحسين  مهارات التواصل وتطوير القدرات في التصوير وإستكشاف ربوع الوطن، بالإضافة إلى نشر الوعي وثقافة الصورة وتشجيع الهواة والمبتدئين للإهتمام بالأبعاد الجمالية لها".

وأضاف " نطمح لإنشاء مراكز متخصصة لتعليم مباديء التصوير بكافة أشكاله، بالإضافة إلى إقامة المعارض الجماعية على الصعيد المحلي والعالمي وتبني المعارض الشخصية للمصورين المتميزين، وتسخير التصوير لخدمة البيئة والحفاظ عليها والتعريف بالمناطق الأثرية في فلسطين وتوثيق فلسطين التاريخية.

وأوضح أن البدء الفعلي لنشاطات الملتقى تمت بشهر تموز/ 2014 وكانت عبارة عن جولات ميدانية استهدفت مناطق أثرية وبيئية وتجمعات سكانية مهمشة في الضفة الغربية بالإضافة الى عقد ورش عمل وأمسيات فوتوغرافية والمشاركة بالعديد من المعارض في الوطن والخارج وتنظيم مسابقات تعليمية وتنافسية للتصوير الضوئي وتنظيم شراكات مع المجتمع المحلي.

وأشار إلى أن الفئات المستهدفة هم طلاب المدارس والجامعات والكليات الفلسطينية المختلفة وهواة التصوير من شرائح المجتمع كافة، وهواة التجوال وإستكشاف المناطق الأثرية والطبيعية.