نهاد الطويل - النجاح الإخباري - شارفت مدينة سحاب الكبرى جنوب شرق العاصمة الأردنية عمّان على تدشين أضخم نصب يحمل شعار "مفتاح العودة الفلسطيني بيد، وباليد الأخرى العلم الأردني".

وقال رئيس بلدية سحاب عباس المحارمة في تصريح خاص بـ"النجاح الإخباري" إن تدشين النصب يأتي ردا على من وصفهم بالعملاء الذين يروجون لمشروع "الوطن البديل " لتمرير أجنداتهم الخاصة القائمة على خيانة الأردن وقيادته الهاشمية.

وتابع المحارمة: "إنَّه انطلاقًا من رؤية جلالة الملك، وردًا على كل العملاء الذين يطالبون بالأردن كوطن بديل فإنَّنا قمنا بإنشاء صرح فني يبلغ ارتفاعه (18) مترًا".

وبحسب الصور التي حصل عليها "النجاح الإخباري" فإن الصرح الذي يعد الأضخم في المنطقة عبارة عن قبضة يد تحمل مفتاح العودة الفلسطيني وقبضة أخرى مقابلة لها تحمل العلم الأردني ."

ورأى المحارمة في ذلك بمثابة رسالة حيَّة تؤكّد أنَّ الشعبين الأردني والفلسطيني شعب واحد، وأنَّ حق العودة لن نتنازل عنه وأنَّ فكرة الوطن البديل فكرة يرفضها أبناء هذا الوطن.

ونوَّه المحارمة إلى أنَّ  هذه الرسالة جاءت من أبناء مدينة سحاب "تأكيدًا لولائهم وتمسكم بقيادتهم وبحق عودة إخوتهم الفلسطينين الى الأرض التي هجروا منها قصرا بسبب الاحتلال".

وتحظى مدينة سحاب بأهمية بالغة بحكم موقعها على الطريق السريع الواصل بين الأردن والعراق والسعودية؛ بالإضافة إلى وقوعها على مقربة من مطار الملكة علياء الدولي،وتحتضن المدينة في ربوعها عدداً من المعالم من بينها كهف الرقيم الوارد في سورة الكهف في القرآن الكريم، بالإضافة إلى مدينة سحاب الرياضية، وبعض المعالم الأثرية التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، بالإضافة إلى وجود مقبرة إسلامية فيها، وسوق للحلال.

ضجة "الخيار الأردني" ..

وكانت نخبة من النشطاء السياسيين والحراكيين الأردنيين أصدروا بيانا شديد اللهجة في أعقاب اجتماع لهم عقدوه في عمان أدانوا من خلاله ما قالوا إنَّه الائتلاف الأردني للمعارضة والذي التقى في مدينة القدس المحتلة بمباركة إسرائيليه واعتبروه مكوّنًا مشبوه التمويل والأهداف.

وأكَّد المجتمعون في بيان صدر عنهم ووصل نسخة منه لـ"النجاح الإخباري"، التزامهم بالثوابت الوطنية في مسعاهم لتحقيق الإصلاح الوطني الشامل.

بدوره قلّل أستاذ العلوم السياسية والباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي،د. حسن البراري، من أهمية مشاركة من يسمون أنفسهم بالمعارضة الأردنية في مؤتمر "الخيار الأردني" الذي يروج "للوطن البديل".

وقال البراري أن هذه المعارضة خلال ندوة استراتيجية تزامنت مع عقد المؤتمر في القدس المحتلة إن هذه الشخصيات لا تملك سياقاً سياسياً واجتماعياً حقيقياً في الأردن، لكنّ من حضر من الإسرائيليين لهم تمثيلهم في أوساط صهيونية عالمية وفي المحافل الأكاديمية الإسرائيلية، والمؤتمر يحمل سابقة دعوة "معارضة" مزعومة أردنية لتشارك في تبنّي الاستراتيجية الإسرائيلية المتمثلة بالقضاء على حلّ الدولتين.

البراري، الذي استعرض جذور الخيار الأردني في رؤية التيار اليميني منذ عقود، مروراً بما طرحه قبل أعوام بعض السياسيين الإسرائيليين تحت عنوان "الحل الإقليمي"، وشرّح التغيرات الجارية على الصعيد الإسرائيلي والفلسطيني والإقليمي على السواء، حذّر من أنّ نهاية نتنياهو لا تعني بالضرورة ما هو أفضل، فليس مستبعداً البتة أن يكون رئيس الوزراء القادم أحد المستوطنين.

ويأتي تدشين الصرح في وقت تطالب فيه الفعاليات الوطنية والحزبية والبرلمانية في المملكة أيضا بريطانيا بضرورة الاعتذار عن جريمتها التي اقترفتها بإصدار وعد بلفور، والذي منحت بموجبه وعداً لليهود بإقامة دولة لهم على أرض فلسطين، وتشريد أهلها، وقتل مئات الالاف.