نهاد الطويل - النجاح الإخباري - واصلت عصابات المستوطنين سرقة ثمار ما يزيد عن (1000) شجرة زيتون تعود للمزارعين في قرى (فرعتا، وجيت، و إماتين) بمحافظة قلقيلية بالإضافة إلى قرية "تل" بمحافظة نابلس.

وقال مواطنون لـ"النجاح الإخباري": إنَّهم صدموا من حجم السرقة التي طالت ثمار زيتونهم من قبل مستوطني "جلعاد زوهر" المقامة على أراضيهم.

وأكَّد أحمد شناعة - صاحب أرض  تعرض زيتونها للسرقةـ أنَّ مستوطني "جلعاد زوهر" قاموا بسرقة ثمار مئات أشجار الزيتون التي ذهب صباح اليوم لقطفها.

بدوره أضاف عبد الرحمن صلاح: صدمنا صباح اليوم بعد انتظار طويل لـ"التنسيق" بقيام مجموعة من المستوطنين بسرقة ثمار أشجار زيتوننا المزروعة في أرض عائلته منذ عشرات السنين."

وأضاف صلاح أنَّ المستوطنين سرقوا ثمار الزيتون في وضح النهار لأكثر من (200) شجرة زيتون.

وحرم إرهاب المستوطنين ورثة المرحوم شفيق حسين شناعة من ما يقارب (70) تنكة زيت كانوا يحصلون عليها سنويًا من" أرض السطح"، وهي أرقام كبيرة تعني بالنسبة لهذه العائلات.

ويحظر على المزارعين في القرى المتضرّرة من الاستيطان الذهاب لقطف ثمار زيتونهم في المنطقة الشرقية إلا بعد حصولهم على تصريح خاص من قبل قوات الاحتلال.

ويروي أحد المزارعين لـ"النجاح الإخباري" : "في كل عام، صرنا نحتاج إلى التنسيق مع الاحتلال للوصول إلى أرضي المزروعة بأشجار الزيتون، بحجّة أنَّها قريبة من مستوطنة "جلعاد زوهر".

وحاول "النجاح الإخباري" الاتصال برئيس هيئة مقاومة الجدار والإستيطان وليد عساف، إلا أنَّنا لم نتمكن من الوصول إليه، وذلك لوضعه في صورة ما يحصل في المنطقة الشرقية للقرية وعدد من القرى المجاورة،حتى لحظة إعداد هذا الخبر.

وكان عساف قد نشر تعليقًا على صفحته، أكَّد فيه توجهه للمناطق المتضررة من الاستيطان.

مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية أكَّد أنَّه بصدد التواصل مع المزارعين والوقوف على الجريمة المتكررة سنويًا.

وقال دغلس في تصريح مقتضب لـ"النجاح الإخباري" الثلاثاء: إنَّه سيتابع الملف وسبل التصدي لهذا السلوك الهمجي بحق المزارعين".

ودعا المواطنون في القرية في أكثر من مناسبة الجهات المعنية إلى ضرورة الوقوف معهم ورؤية معاناتهم عن كثب ودراسة سبل تعويضهم عن خسائرهم المستمرة ودعم صمودهم في أرضهم.

ويظهر تسجيل مصور وصور أرسلها أحد المزارعين خصيصًا لـ"النجاح الإخباري"، حجم الخراب الذي وقع بالمكان جرّاء سرقة ثمار الزيتون من قبل قطعان المستوطنين الذي يتعمدون سنويًا ممارسة جرائمهم، واستنزاف موارد المزاعين في القرية.

وخلال السنوات الماضية تعرضت أراضي القرية إلى جانب قرى (جيت و إماتين وتل) لتغول استيطاني من بوابة مستعمرة "جلعاد زوهر" التي تحوي كنيس يهودي ومدارس دينية متطرفة وفيها أبرز الحاخامات الذين ينادون بقتل العرب وتضم أخطر خلايا " تدفيع الثمن ".

يأتي ذلك في ظلّ اتّهام المزارعين للمجالس والهيئات المحلية  بعدم معالجة ملف الإستيطان بالمنطقة الشرقية، ومتابعته بشكل حثيث مع الجهات المعنية، وهو ما أدّى إلى تغول وارتفاع كبير في المنطقة التي تشكل متنفسًا وموردًا اقتصاديًّا هامًا للآلاف من  المزارعين.

قرية فرعتا حوالي (700) م عن سطح البحر، تعاني من الاستيطان الذي يحيط بها، بينما تحتاج (75%) من أراضي القرية  الواقعة في المنطقة الشرقية إلى تنسيق مع سلطات الاحتلال كي يستطيع المزارعون الوصول إلى أراضيهم، آلاف الدونمات المزروعة بأشجار الزيتون، تتوزع في منطقة "السطح" والعقبة والعماير،و يُمنع أصحابها من الوصول إليها إلا بتنسيق من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ومن المعروف أنَّ شبح الاحتلال والاستيطان أهم المنغصات التي تقف في وجه المزارعين في العديد من بلدات وقرى الضفة الغربية،  فهو لا يترك أشجار وثمارها تنمو بسلام ويحرمها من الرعاية اليومية من قبل أصحابها، في ظلّ مواصلة تخريب الأراضي والتعدي على الأشجار من قبل المستوطنين، وافتعال الحرائق سنويًّا والتي تأتي على عشرات الأشجار ما يهدّد هذه الثروة الزراعية المهمة.