النجاح الإخباري - تواصل قوات الاحتلال اليوم الأربعاء عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الثاني على التوالي، ما أسفر عن دمار واسع في البنية التحتية ونزوح مئات المواطنين، وسط اقتحامات مكثفة وعمليات تجريف وإغلاق للمداخل بالسواتر الترابية.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية "وفا" بأن قوات الاحتلال فجرت، الليلة، منزلًا لعائلة بلاونة في حارة البلاونة وسط مخيم طولكرم، ما أدى إلى اشتعال النيران داخله. كما استمرت في تدمير وتخريب ممتلكات المواطنين من منازل ومحال تجارية في مختلف أحياء المخيم، وإجبار السكان على إخلاء منازلهم وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.
وفي سياق متصل، جرفت جرافات الاحتلال البنية التحتية في عدة مناطق من المخيم، لا سيما في أحياء البلاونة والوكالة والعيادة، إلى جانب مدخليه الشمالي والغربي اللذين أغلقتهما بالسواتر الترابية. كما اقتحمت آليات الاحتلال ضاحية شويكة شمال طولكرم، حيث تمركزت أمام منزل الشهيد تامر فقها، الذي كانت عائلته قد تسلمت إخطارًا بهدم المنزل قبل نحو شهرين.
وأكد رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم، فيصل سلامة،أن ما يتعرض له المخيم على مدار اليومين الماضيين هو "تدمير كامل للبنية التحتية، التي كانت قد تضررت أصلًا من الاقتحامات السابقة".
وأضاف: "بينما كنا نعمل على إعادة الخدمات المتنوعة لسكان المخيم بعد العدوان السابق، عاد الاحتلال لينفذ عدوانًا جديدًا، مما أدى إلى تدمير الشوارع وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والاتصالات، وأعاد المخيم سنوات إلى الوراء".
وأشار سلامة إلى أن عمليات الهدم والتخريب طالت المنازل السكنية والمحال التجارية، حيث أُضرمت النيران في بعضها، كما أن الاحتلال مستمر في أعمال التجريف، فضلًا عن اتخاذ مواقع في المخيم ثكنات عسكرية، ونشر القناصة بعد إجبار المواطنين على إخلاء منازلهم وإجراء تحقيقات ميدانية معهم، بالإضافة إلى استخدامهم دروعًا بشرية.
وأكد أن المخيم يشهد موجة نزوح كبيرة، حيث اضطر أكثر من 1000 لاجئ إلى مغادرته، متوزعين في ضواحي ذنابة واكتابا وشويكة، إلى جانب أحياء المدينة، بعد أن فتحت المساجد والمراكز والجمعيات أبوابها لاستقبالهم.
وأوضح أن محافظ طولكرم شكّل لجنة طوارئ إغاثية بالتعاون مع البلديات والحكم المحلي والغرفة التجارية والمؤسسات الإنسانية والخدماتية في المحافظة، بهدف توفير المستلزمات الضرورية من فرش وأغطية وأدوية وحليب للأطفال ومواد تموينية، لضمان إيصالها إلى مراكز الإيواء.
وأضاف: "بناءً على تعليمات من الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء والمحافظ، تعمل جميع المؤسسات كفريق واحد لتقديم الخدمات الإغاثية، وتعزيز صمود أبناء شعبنا في ظل هذا العدوان المتواصل".
وتواصل قوات الاحتلال الدفع بمزيد من آلياتها وجرافاتها الثقيلة إلى مدينة طولكرم ومخيمها، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع، ونشر دوريات المشاة في مختلف الشوارع والأحياء، لا سيما الغربية والجنوبية والشرقية، وسط ملاحقة المواطنين وإطلاق الأعيرة النارية تجاههم.
وفي سياق متصل، تفرض قوات الاحتلال حصارًا مشددًا على مستشفيي الشهيد ثابت ثابت الحكومي والإسراء التخصصي، ما يعيق حركة مركبات الإسعاف والطواقم الطبية.
وأسفر العدوان الإسرائيلي، الثلاثاء، عن استشهاد الشاب أيمن فادي الناجي من ضاحية ارتاح، إضافة إلى إصابة ثلاثة مواطنين، بينهم طفل في حالة خطيرة، وصحفية أُصيبت بشظايا رصاص في يدها، إلى جانب تنفيذ الاحتلال حملة اعتقالات في المنطقة.