النجاح الإخباري - في مقابلة خاصة مع وكالة أسوشيتد برس، أكد أسامة حمدان، القيادي في حركة حماس، أن قائد أركان كتائب القسام، محمد الضيف، على قيد الحياة، وأوضح أن "محمد الضيف بخير". وأضاف حمدان أن الاحتلال الإسرائيلي حاول استخدام اسم الضيف لتبرير هجماته البشعة في المنطقة التي أعلن الاحتلال أنها آمنة في خان يونس.
واتهم حمدان الاحتلال بتصعيد هجماته على قادة حماس بعد أن وافقت الحركة مبدئيًا على الاقتراح الأخير الذي قدمه الوسطاء. وفيما يخص صفقة تبادل الأسرى، أكد حمدان أن القاعدة الأساسية هي وقف إطلاق النار، مشددًا على أن نقطة البداية هي وقف إطلاق النار وليس أي شيء آخر. وأشار إلى أن الجميع، بما فيهم قيادة حركة حماس، يطالبون بوقف إطلاق النار، ولكن وقف إطلاق النار يختلف تمامًا عن إعلان الاستسلام، وهو "غير وارد أن يطالب الفلسطينيون بالاستسلام".
وأشار حمدان إلى أن المشكلة تكمن في أن الإدارة الأمريكية لم تبذل جهدًا حقيقيًا لإلزام إسرائيل بالضمانات التي تعهدت بها، أو بالتطمينات التي قدمتها. وقال إن الحد الأدنى المطلوب اليوم هو أن تنفذ أمريكا هذه الضمانات وتلزم "إسرائيل" بها، وإلا فلن يثق الفلسطينيون مجددًا بالدور الأمريكي أو بالضمانات الأمريكية.
وأوضح أن الموقف الأمريكي يقدم أفكارًا ولكن لا يستطيع ضمان الموقف الإسرائيلي أو تقديم أي ضمانات. وأضاف أن الاحتلال عمد إلى إفشال المفاوضات في كل جولة، سواء بإرسال وفود غير مخولة بالتصويت أو بتغيير الوفود من جولة إلى أخرى، مما يتسبب في إعادة التفاوض من البداية أو فرض شروط جديدة.
خلال المقابلة، قدم حمدان نسخًا من عدة صيغ لمقترحات وقف إطلاق النار وردود حركته المكتوبة. وأظهرت الوثائق أن حماس حاولت في عدة نقاط إضافة ضامنين إضافيين مثل روسيا وتركيا والأمم المتحدة، لكن ردود إسرائيل كانت دائمًا تشمل الوسطاء الحاليين فقط، وهم الولايات المتحدة ومصر وقطر.
في بيان صدر يوم الثلاثاء، قالت مكتب رئيس وزراء الاحتلال إن بعض التغييرات التي طلبتها حماس كانت مجرد "توضيحات" تضيف تفاصيل، مثل كيفية عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة، وعدد المحتجزين الذين سيتم الإفراج عنهم، وما إذا كانت إسرائيل تستطيع استخدام الفيتو على أي من الأسرى الفلسطينيين.
واتهمت حماس بطلب 29 تعديلًا على المقترح. وقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في وقت سابق من هذا الشهر إن حماس هي التي تمنع إطلاق سراح الرهائن وتواصل معارضة المخطط. لكن حمدان أكد أن حماس قبلت عدة مقترحات بشكل كامل أو إلى حد كبير، لكن إسرائيل رفضتها أو تجاهلتها أو شنت عمليات عسكرية جديدة بعد ذلك.
وفي إحدى المناسبات، بعد يوم من قبول حماس لمقترح وقف إطلاق النار، أطلقت إسرائيل عملية جديدة في رفح جنوب غزة، وذكرت إسرائيل أن المقترح كان لا يزال بعيدًا عن مطالبها. وقال حمدان إن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، ويليام بيرنز، أخبر حماس عبر الوسطاء بأن إسرائيل ستوافق على الصفقة، لكن الأمريكيين لم يتمكنوا من إقناع الإسرائيليين لأنهم لم يمارسوا الضغط الكافي.
مع تصاعد التهديدات من إيران وحزب الله بالانتقام ضد إسرائيل، اكتسبت المفاوضات أهمية جديدة. فبعد أسبوعين من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، تم تعيين يحيى السنوار كخليفة له، والذي يتهمه الاحتلال بالمسؤولية عن الهجوم في 7 أكتوبر. واعترف حمدان بوجود بعض الصعوبات والتأخيرات في التواصل مع السنوار، لكنه أصر على أن هذا لا يشكل عقبة كبيرة أمام المفاوضات.
تظل النقطة الأكثر تعقيدًا في المحادثات هي ما إذا كان وكيف يمكن أن يتحول وقف إطلاق النار المؤقت إلى دائم. وتقول وكالة أسوشيتد برس إن إسرائيل مترددة في قبول المقترحات التي تفيد بأن الهدنة الأولية ستُمدد طالما استمرت المفاوضات حول اتفاق دائم. وتخشى حماس أن تستأنف إسرائيل الحرب بمجرد إعادة الأسرى الأكثر ضعفًا، وهو سيناريو يتجلى في بعض تعليقات نتنياهو الأخيرة.
وكانت قد نصت جميع نسخ مقترح وقف إطلاق النار التي شاركها حمدان مع الوكالة الأمريكية على انسحاب قوات الاحتلال بالكامل من غزة في المرحلة الثانية من الاتفاق. ومع ذلك، قال مسؤولون مطلعون على المفاوضات إن إسرائيل أدخلت مطالب جديدة للاحتفاظ بوجود على الحدود بين غزة ومصر، وكذلك على طول طريق سريع يمتد عبر عرض القطاع. وتصر حماس على الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال.
واعترف حمدان بأن الفلسطينيين عانوا بشدة في الحرب ويأملون في وقف إطلاق النار، لكنه أصر على أن الحركة لا يمكنها ببساطة التخلي عن مطالبها، قائلاً: "وقف إطلاق النار شيء، والاستسلام شيء آخر".