نابلس - ديانا زكريا - النجاح الإخباري - في منفى الحياة "المستشفى"، انت لست مريض ولكنك تراقب المرضى، وليس المرضى فحسب بل ايضا مرافقيهم، من قريب أو ربما غريب.

في كتاب طبي ملقى على طاولة في المستشفى كتب أحد المختصين "ان اختيار المريض لمرافق له..يجب ان يكون من المريض ذاته"، الجميع يقف الى جانبه ويحبه، لكن هو فقط من باستطاعته اختيار ومعرفة من سيتحمل ضعفه وقوته، المريض وحده يعلم في قرارة نفسه من سيرمي عليه كل اثقاله ولن يقول "لا"،خاصة وان طالت فترة المكوث للعلاج، كالأم مثلا سنين تسهر على راحة طفلها منذ أن كان في أحشائها دون شكوى ودون انتقاص من كمية عطائها، ويمضي عمر طفلها ويكبر ولا تتمنن عليه للحظة بل على العكس تقدم دوما المزيد والمزيد.

راودتني افكار ذات يوم، عندما شاهدت احدى الفتيات تصرخ في أمها بالمستشفى بطريقة ربما تظهر للمار أنها عاق وليست بارة، وامها تلبي طلبها بكل الحب فقط وبكل ما أوتيت من عطاء، نحن نرى فقط الظاهر ولم ندخل للعمق قط.

لم نشاهد ألم تلك الفتاة وكيف ترميه بصراخ بسيط على كاهل امها تقول لها من خلاله "أمي أنا أتألم ولا معين لي سواك"، او لم نشاهد فتاة تصرخ بشقيقتها وتنفث كل طاقتها بها، لتقابل باقي الحياة بكل هدوئها، وحدها تعلم ان هذ الانسان لن يكتفي منها مهمها صرخت فيه.

وفي سؤال مني لمرشد اجتماعي يعمل في المشفى حول ما قمت بالتفكير به انذاك، قال: "في علم النفس هناك دوما زاوية لايراها الانسان من الطرف الاخر، وحده الفرد من يختار لمن يظهرها. ونحن في اضعف حالاتنا لن نستسلم سوى لشخص واحد ربما، وربما لأشخاص ولكن غالبا هو شخص واحد من نتعرى أمامه دون شعور منا بأي انتقاص، وفي حالة المريض المتعب الذي يشعر أنه تعرى من قوته وبات ضعيفا، سيختار من يراه قويا حتى في أوج ضعفه، لذلك كل ما علينا هو ان نثبت لهم كم نحن اقوياء بهم وبحبهم".

ومما جاء في الكتاب الطبي مايلي:

كيف يمكن للاخرين مساعدتك؟

احيانا بعض المرضى معنيين بأن يكونوا وحدهم مع مشاغلهم وأفكاهم وفي أوقات أخرى يفضلون التواجد مع أحبائهم ومشاطرتهم مشاعرهم.

العائلة والأسرة

قد يواجه أفراد العائلة والأصدقاء صعوبة في فهم وادراك ما تشعر به بالضبط، وأحيانا يرغبون بتقديم المساعدة لكن يجهلون بماذا. ولتفادي ذلك يفضل أن تقول لهم ما الذي يخفف عنك أو يحسن شعورك، والاتصال الجيد والمحادثة الطيبة بامكانهما أن يساعدا.

فالتحديد الواضح للمجالات التي يمكن أن يساعدوت فيها، والتعبير عن التقدير بالكلمات، من شأنهما ان يساعدا في التعامل المشترك مع المرحلة المعقدة التي تمرون بها.

مجموعات الدعم 

المشاركة في مجموعة دعم أو مجوعة معلومات من شانه أن يساعد في الحصول على معلومات ونصائح من اخرين مروا بتجربتك، أنت أيضا بامكانك أن تساهم بناء على تجربتك بمعلومات ذات صلة للاخرين. القدرة على مشاطرة العملية مع من مروا بعلاج مشابه، وتمنح المشاركين في المجموعة شعورا مفاده "لست وحدي" "انهم يفهمونني". هذه المشاعر تساعد الكثير من متلقي العلاج في مواجهة الوضع.

ومهم جدا أن تتذكر أن الأطباء والطاقم التمريضي دائما على استعداد للمساعدة في كل موضوع.